صعدت المقاومة العراقية عملياتها أمس فشنت هجوماً انتحارياً على "وزارة الداخلية" في كردستان أسفر عن مقتل خمسة عراقيين، بمن فيهم الانتحاري. وقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم آخر، وأعلن الأميركيون مسؤوليتهم عن انفجار قذيفة خطأ قرب فندق "شيراتون عشتار" وسط بغداد. وجددت تركيا أمس تحذيرها المسؤولين الأكراد من الاصرار على المطالبة بالفيديرالية ومحاولة توسيع منطقة نفوذهم في اتجاه كركوك التي شهدت أمس لليوم الثاني على التوالي اشتباكات عرقية بين الطلاب العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة ثانية. ولم يمض اسبوع على نداء وجهه أئمة شيعة وسنة الى ضبط النفس وعدم استهداف المساجد حتى أطلق مجهولون النار أمس على مصلين خارجين من مسجد سني فقتلوا أربعة منهم. وطالبت "هيئة العلماء المسلمين" المرجعيات الشيعية بإدانة الحادث، واعتبرته "في اطار تأجيج الحرب الطائفية". وأعلن ناطق عسكري اميركي أمس، مقتل ثلاثة جنود اميركيين قرب سامراء ليصل عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في مواجهات منذ سقوط النظام العراقي الى 204 جنود. وقالت مصادر عسكرية أميركية ان الجنود الثلاثة قتلوا في انفجار عبوة ناسفة. وأعلن الجيش الاميركي في بيان أيضاً انه تم انتشال جثة جندي مات غرقاً في نهر دجلة حين كان يحاول انقاذ أحد زملائه قبل 14 يوماً. واعتقلت القوات الاميركية الاثنين والثلثاء اكثر من 70 شخصاً بينهم زعيم عشائر طي، في عمليات دهم وتفتيش في ضواحي بغداد وشمال العراق. كما اعتقلت فجر الثلثاء في كركوك ضابطا في الاستخبارات يدعى عبدالله جاسم احمد. وقال الملازم في الشرطة العراقية صلاح حسن الزبيدي الذي شارك في عملية الاعتقال ان احمد اعتقل بسبب "ضلوعه في الهجمات على الاميركيين". واعتقل ستة من عناصر يشتبه بضلوعهم في المقاومة بينهم رجل يشتبه بأنه يقود مجموعة اسلامية في ثلاث عمليات منفصلة في منطقة بعقوبة على بعد 60 كلم شمال بغداد التي تشهد اعمال مقاومة كثيرة ضد قوات الاحتلال. وفي الفلوجة اعتقل 26 من الضباط العراقيين السابقين بينهم لواءان وعقيد. وفي الاحياء العربية من مدينة كركوك اعتقل 16 شخصاً. وقال العقيد خطاب عبدالله عارف مدير شرطة الطوارئ في كركوك ان القوات الاميركية التي تعمل بالتعاون مع افراد من الشرطة العراقية اعتقلت 16 شخصا من اهالي مدينة كركوك. توتر مذهبي وأكد الشيخ عبدالسلام الكبيسي أحد الأعضاء البارزين في "هيئة علماء المسلمين" السنة ان "أربعة أشخاص من بينهم طفل قتلوا بالرصاص لدى خروجهم من مسجد بعدما أدوا صلاة الفجر الثلثاء". ويقع المسجد في حي الوشاش التي تقطنه غالبية شيعية وسط بغداد. وأوضح الكبيسي ان "مسلحين يستقلون سيارة اطلقوا النار باتجاه الأشخاص الأربعة ما أدى الى مقتلهم". وأدرج هذا الاعتداء في اطار "مسلسل تأجيج الحرب الطائفية" متهماً "جهة خارجية" بالوقوف وراء الحادث في تلميح الى ايران. وأضاف: "السنة في العراق يدركون المخاطر ولن ينجروا اليها". وأشار الى أن "هيئة علماء المسلمين"، المرجع الوحيد للسنة في العراق والتي تشكلت بعد سقوط نظام صدام حسين، ستعقد اليوم اجتماعاً موسعاً "لتطلب من المرجعيات الشيعية إدانة هذا الحادث وتحرم الاعتداءات على المساجد". يذكر أن أئمة سنة وشيعة دعوا خلال صلاة الجمعة الماضية في بغداد الى ضبط النفس بعد الهجمات التي استهدفت خلال الاسبوع الماضي مساجد سنية وشيعية في أحياء العاصمة العراقية. تحذير تركي وحذر وزير الخارجية التركي عبدالله غل أمس أكراد العراق من أي محاولة لتوسيع منطقة الحكم الذاتي في شمال البلاد، معتبراً ان ذلك يساهم في "وقوع حوادث". وقال خلال مؤتمر صحافي معلقاً على مطالبة الأكراد بدولة فيديرالية "لقد وجهنا تحذيراً إثر التطورات الأخيرة في الشمال ومناطق أخرى قد تؤثر على وحدة أراضي العراق ووحدته السياسية. لقد حذت جميع دول المنطقة حذونا". وقال الوزير التركي: "اذا استمرت مثل هذه التطورات الخطيرة أخشى من أن يتحول العراق مجدداً الى مركز آلام ومعاناة". في كركوك قالت مصادر طلابية وأمنية ان طالبين عربيين أصيبا بجروح أمس في مواجهات مع الشرطة التي كانت تحاول منع تظاهرة للعرب والتركمان. وأضافت المصادر ان المواجهات اندلعت حين حاول مئات الطلبة العرب والتركمان الخروج من حرم الجامعة للتظاهر أمام مقر المحافظ، وتصدى لهم طلاب أكراد في تظاهرة مضادة. غير أن زهاء 500 متظاهر تمكنوا من المرور عنوة والتجمع أمام مقر المحافظ وهم يلوحون بأعلام عراقية. وطالب الطلاب العرب والتركمان القوات الأميركية "باستبدال عميد الكلية التكنولوجية الكردي حامد مجيد" معتبرين انه شجع تظاهرة للطلاب الأكراد الثلثاء. ويسود التوتر كركوك منذ تظاهر آلاف الأكراد الاثنين مطالبين بالحاق منطقة كركوك الغنية بالنفط وباقليم كردستان. وقدم أكراد العراق مشروع قانون لتحقيق تطلعاتهم الى دولة فيديرالية في اطار قانون أساسي جديد. ويعملون لمد نفوذهم الى المناطق التي كانت تقيم فيها غالبية كردية خصوصاً في كركوك. وتخشى أنقرة من أن يشجع حكم ذاتي أوسع لأكراد العراق الأكراد في تركيا على اعادة تحديد تمردهم الذي أوقع آلاف القتلى في الثمانينات والتسعينات.