اتهمت سورية اسرائيل امس بالسعي الى افساد اي فرصة للسلام من خلال حملة لمضاعفة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان المحتلة. وصرح نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام بعد اجتماع مع مجموعة من زعماء العشائر العراقية بأن "هذا جزء من سياسة اسرائيل لاجهاض اي توجه سلمي". واعتبر ان "هذا الاجراء وما يجري من ذبح للفلسطينيين يؤكدان ان اسرائيل مستمرة في عدائها للسلام". وكان وزير الزراعة الاسرائيلي اسرائيل كاتس قال الاربعاء الماضي ان الحكومة وافقت على مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان من اجل تعزيز سيطرة اسرائيل على الهضبة الاستراتيجية قبل بدء اي مفاوضات للسلام مع سورية. الا ان ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قال اول من امس انه لا توجد خطط لتوسيع المستوطنات في الجولان، مضيفا ان كاتس الذي يدير لجنة المستوطنات التابعة لمجلس الوزراء اخطأ بقوله انه يوجد اي برنامج لتطوير البنية الاساسية الزراعية او السياحية او الاستيطانية. واضاف: "ربما هو يريد ان يفعل ذلك ... راجعت ذلك مرة ومرة اخرى مع رئيس الوزراء خلال اليومين الماضيين ومع وزير المال. لم تتم الموافقة على مثل هذا البرنامج". ووصفت إذاعة دمشق في تعليقها السياسي أمس مزاعم اولمرت بأنها تندرج في إطار "المناورة التكتيكية للتخفيف من حالة الإحراج للإدارة الأميركية ورئيسها جورج بوش الذي يصف شارون بأنه رجل سلام". وقالت الاذاعة ان "الاوضاع في المنطقة ستبقى في حالة خطر متصاعدة ما لم يتحرك المجتمع الدولي، خصوصا واشنطن، لوضع حد للسياسة الاسرائيلية العدوانية والتأكيد بالافعال وليس الاقوال التزامها تحقيق السلام العادل والشامل وفق مبدأ الارض مقابل السلام". يذكر ان اسرائيل اقامت مستوطنات تضم حاليا ما يقرب من 17 الف مستوطن في مرتفعات الجولان التي احتلتها عام 1967. وكان الرئيس بشار الاسد حض واشنطن اخيرا على المساعدة في انعاش مفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية التي انهارت عام 2000. وضمت اسرائيل مرتفعات الجولان عام 1981 في خطوة لاقت ادانة دولية.