أجرى نائب وزير الخارجية الأميركي جون بولتون محادثات في موسكو أمس، تركزت على ملفات منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك أن الطرفين ناقشا المسألة الكورية والموقف من البرنامج النووي الإيراني إضافة إلى مبادرة نزع السلاح الليبية. وشغلت مبادرة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تنص على اعتراض مراكب بحرية أو جوية في حال الاشتباه بنقلها معدات أو أسلحة محرمة، حيزاً أساسياً من المناقشات. وذكرت مصادر ديبلوماسية روسية أن موسكو تحفظت مبدئياً عن الانضمام إلى تلك المبادرة. ونقلت وكالة أنباء "أنترفاكس" عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية قولها إن عدداً من بنود المبادرة تتفق كلياً مع مصالح روسيا. غير أن الجانب الروسي لم يتلق ردوداً من الولاياتالمتحدة على استفسارات تتعلق بدرجة تعارض مبادرة بوش مع القوانين الدولية وما إذا كان انضمام روسيا إليها يستجيب لمصلحتها الوطنية. وأكدت مصادر رسمية في موسكو أن التعاون الروسي -الأميركي في قضايا منع الانتشار، سيتواصل ولو قررت موسكو عدم الانضمام إلى تلك المبادرة. من جهة أخرى، نقلت "أنترفاكس" عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إن موقفي واشنطنوموسكو في شأن الملف النووي الإيراني، شهدا تقارباً ملحوظاً بعد استجابة طهران للمطالب الدولية. وكان مراقبون أشاروا إلى أن الملف الإيراني غاب عن مناقشات وزير الخارجية الأميركي كولن باول في موسكو الأسبوع الماضي، بعدما شكل أخيراً بنداً تقليدياً في المحادثات الأميركية - الروسية. وقال مصدر روسي أمس، إن الجانبين توصلا إلى موقف مشترك إزاء الملف الإيراني، وبات النقاش يدور حالياً بشأن آليات تطبيق قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما كان يتركز في السابق حول غياب الشفافية في برامج طهران النووية. واعتبر المصدر أن الملف الإيراني يسير نحو نزع الصفة السياسية عنه وتعزيز التعاون في المسائل الفنية لتطبيق القرارات الدولية. ويذكر أن موسكووطهران ستستكملان خلال النصف الثاني من الشهر المقبل، محادثات بشأن توقيع اتفاق تعاون لبناء الجزء الثاني من محطة "بوشهر" النووية.