نثرت النسوة الرز والورود على النعوش ال59 التي تسلمها لبنان أمس لمقاتلين لبنانيين من أحزاب عدة ولبعض الفلسطينيين لُفّت جميعها بالاعلام اللبنانية وسط مراسم رسمية واستقبال شعبي وفق صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله" التي أدت أول من أمس الى تحرير 24 أسيراً لبنانياً و400 فلسطيني و12 عربياً، مما اعتبر انتصاراً وانجازاً للحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله. وقد أثارت عملية التبادل نقاشاً في اسرائيل. راجع ص4 و5 و15 وفيما استمرت أجواء البهجة بعودة الأسرى الذين انتقلوا الى قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع والشمال وضاحية بيروت وسط أجواء مؤثرة ومشاعر الابتهاج، والحشود الكبيرة في الباصات وعلى الطرقات، بدأ الحديث عن المرحلة الثانية من صفقة التبادل، التي سبق ان أعلن عنها الوسيط الألماني ارنست أورلاو. وعلم ان قيادة "حزب الله" تسلمت من الوسيط الألماني الخرائط الاسرائيلية المتعلقة بالألغام والأفخاخ التي كان زرعها الجيش الاسرائيلي وجيش انطوان لحد المتعاون معه في المناطق الحدودية في الجنوب والبقاع الغربي. وستسليم الخرائط اليوم الى قيادة الجيش اللبناني لتباشر نزعها. وعن المرحلة الثانية من التبادل قالت مصادر مطلعة ان الوسيط الألماني سيعمل على جولة مكثفة من البحث عن الطيار الاسرائيلي المفقود منذ 1986 رون آراد. وأكد الناطق باسم الخارجية الألمانية بيلا آندا ان حكومته ستواصل وساطتها، بعد نجاح عملية تبادل الأسرى والجثث. وشدد على ان جهود أورلاو لم تصل الى نهايتها بعد مع وجود المرحلة الثانية التي ينص عليها اتفاق الوساطة. وكان رئيس الاستخبارات الألمانية الدكتور هانينغ الذي كان على رأس الفريق الألماني في المفاوضات اجتمع ليل أول من أمس مع الأمين العام ل"حزب الله" لتقويم المرحلة السابقة ثم الاتفاق على بدء تشكيل اللجان المختصة والعمل فوراً ببنود المرحلة الثانية. وفي هذا الخضم أعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" الفلسطينية في بيان لافت لها أمس عن مسؤوليتها عن عملية وقعت ضد مستعمرة شلومي في المنطقة الشمالية في اسرائيل قبل نحو عامين، عبر الحدود اللبنانية استخدم المقاتلون سلماً لتجاوز الشريط الشائك ودخول اسرائيل. وقالت الحركة في بيانها انها تعلن مسؤوليتها "عن هذه العملية الجهادية لتؤكد ان هذا الاعلان كان تأخر لأسباب أمنية ولتؤكد تصميمها على المضي قدماً على طريق الانتفاضة والمقاومة". ولم تعط الحركة تفاصيل أكثر كما لم تشرح الأسباب وراء الاعلان الآن. وأضافت ان المهاجمين قتلا في الهجوم وانهما من مخيمي شاتيلا والمية ومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وفيما يقيم "حزب الله" وسائر الاحزاب التي ينتمي اليها الشهداء أمل والشيوعي والقومي السوري الذين وصلت جثامينهم، مراسم تشييع هؤلاء اليوم، ظهرت صعوبات في التعرف الى بعضها. فالجثة الستون التي تخص محمد برو الذي كان متهماً بتهريب مخدرات نقلها أهله من الناقورة فوراً الى بلدته كفركلا، لكن تبين بعد فتحها انها لا تعود اليه. وجرت صعوبة في التعرف الى جثث آخرين خصوصاً ان الاسرائيليين كتبوا على بعض النعوش "فلان أو فلان". وينتظر ان يعلن "حزب الله" مواقف اضافية من عملية التبادل والمرحلة الثانية منها.