اعتبر وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ان من اراد السوء بالنفس والدولة والمسلمين يجوز قتاله سواء أكان قاتلا بالفعل او كان مضمرا للقتال كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع الناس الذين يضمرون له بسوء، وشدد على ان الدولة السعودية الاولى ودعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب قاتلت وجاهدت دفاعا من اجل حماية الدين والناس. واوضح في محاضرة القاها مساء امس الاول في جامع الامام تركي بن عبدالله "الجامع الكبير" في وسط الحي القديم في الرياض، ان "الجهاد في الشريعة جهاد للنفس وجهاد للعدو فمن صال على النفس او اراد الدولة او المسلمين بسوء فلا بد من مجاهدته ولا بد من قتاله". واكد آل الشيخ ان "الدعوة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يصح ان تسمى وهابية وهي كلمة قالها اعداء هذه الدعوة في اواخر القرن الثاني عشر الهجري، لاجل تنفير الناس منها ولكي يقولوا انها جاءت بمذهب جديد وبعقيدة جديدة وبشيء لم يكن معروفا، فسموها الوهابية حتى يظن الظآن انها نحلة وفرقة جديدة ظهرت في المسلمين". وقال: "ان حقيقة هذه الدعوة الاصلاحية التجديدية هي دعوة أئمة وعلماء الاسلام في الحديث والفقه يقررون بها وبأصولها بل انه اخذ عنهم كما هو موجود في مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله". واضاف: "هذه الدعوة يراد منها تجديد أمر الدين في حياة الناس وتبيين ما خفي عليهم فكانت معتمدة اولا على كلام أئمة الاسلام قبل الشيخ ومعتمدة على العلم النافع فهي ليست بدعة وليست جديدة". وابرز الوزير آل الشيخ اهم معالم الدعوة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب، مشيرا الى ان اول ما تتميز به انها دعوة اعتمدت على العلم والبرهان والدليل "ولذلك كان من الطعون فيها انها حاربت التقليد وأحيت الاجتهاد" وكان الناس في ذلك الزمن يقولون ان باب الاجتهاد قد اغلق ولا بد ان يكون الناس على نصوص العلماء من دون ان يرجعوا الى نصوص الكتاب والسنة، لعدم وجود المجتهد الذي يفهم معنى الكتاب ومعاني القرآن الكريم والسنّة. وقال ان من معالم هذه الدعوة ايضاً: "ان الواجب عند التنازع الرجوع الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وانه عند الاختلاف لا يجوز ان نرجع الى اقوال المختلفين بل ننظر في نصوص الكتاب والسنّة". واوضح ان "دعوة الشيخ بن عبدالوهاب لم تقم على اساس تفريق الناس بل كان الناس انفسهم متفرقين فقام الإمام المصلح الى احياء النفوس الشرعية في نفوس الناس التي تجعلهم يجتمعون ولا يتفرقون". ومضى قائلا: "العلماء من بعد الشيخ محمد بن عبدالوهاب الى وقتنا الحاضر يدعون الى اجتماع المسلمين ومحبتهم ومناصرتهم وان تكون الكلمة واحدة وان لا يتفرق الناس بل ان يجتمعوا بأمر الدين والدنيا حتى يكونوا اقوياء بعقيدتهم واقوياء على اعدائهم، فما يعرف من مناصرة المسلمين ليس الا من اثار هذه الدعوة السلفية الصالحة مناصرة المسلمين واجتماعهم ومحبتهم وموالاتهم انما كانت من آثار هذه الدعوة".