نجحت مختلف الشركات اليابانية في العام 2003 بتحقيق ارباح كبيرة متخطية بذلك جميع منافسيها التقليديين. فشركة هوندا التي تحتل المركز الثاني في السوق الياباني اثبتت بأرقامها انها لاعب اساس ليس فقط محلياً انما ايضاً في الاسواق العالمية، كذلك شركة نيسان الثالثة يابانياً تسير بخطى متصاعدة مع خطط رئيسها الطموح كارلوس غصن لتحقق مرة جديدة ارباحاً ما كانت لتسجل لولا خطة "نيسان 180"، ميتسوبيشي التي كانت تعيش في غرقة العناية الفائقة نجحت بمساعدة دايملر - كرايسلر في الخروج من دائرة الخطر، مثلها مثل شركة مازدا التي انعشتها خبرة فورد وساعدتها بمعاودة تحقيق ارقام لافتة مع طرازات مميزة. هذه ليست سوى البداية، لأن الخبر الأهم هو عند شركة تويوتا الصانع الياباني الاول، واليوم اصبحت عبارة الصانع الثالث على مستوى العالم من الماضي لتحل مكانها عبارة الصانع الثاني في العالم. فقد تمكنت تويوتا من احتلال المركز الثاني ضمن لائحة شركات بيع السيارات في العالم متخطية بذلك شركة فورد الاميركية التي حافظت على هذا المركز لوقت طويل. تويوتا اعلنت رسمياً ان حجم مبيعاتها حول العالم ارتفع خلال عام 2003 ليسجل 6,78 مليون سيارة مقارنة مع 6,72 مليون سيارة باعتها فورد خلال هذا العام، وذلك بسبب التقدم السريع الذي حققته تويوتا في الاسواق الاميركية بعد ان ازاحت كرايسلر من سباق الثلاثة الكبار في الوقت الذي سجلت الشركات الاميركية بعامة وفورد بخاصة تراجعاً واضحاً في الاسواق العالمية ازاء سيطرة الصانعين اليابانيين. هذه الاخبار عن نجاح تويوتا في سباق صناعة السيارات جاءت لتواكب تسجيل اليابان فائضاً في الميزان التجاري بنسبة 40 في المئة على رغم الضغوط التي تمثلها قوة الين على الصادرات اليابانية والتي زادت عن الواردات بمقدار 10,4 مليار دولار. هذه الارقام تمثل احراجاً كبيراً لفورد التي تحتفل بعيدها المئوي بعدما تربعت في هذا المركز لمدة سبعين عاماً وراء جنرال موتورز الاميركية، وهي اوضحت انها اختارت طوعاً رفع ارباحها على حساب مبيعاتها، علماً ان مبيعات تويوتا سجلت ارتفاعاً بنسبة 10 في المئة في العام الماضي وهي تحظى حالياً بنحو 11 في المئة من مبيعات السوق العالمية وتهدف للحصول على 15 في المئة خلال العقد المقبل، نسبة من الممكن ان تسمح لتويوتا بانتزاع المركز الاول من العملاق الاميركي جنرال موتورز الذي اعلن ان نصيبه من السوق العالمية خلال العام الماضي بلغ 14,7 في المئة بعدما تخطت مبيعاته حاجز 8 ملايين وحدة، علماً ان تويوتا سجلت في العام المالي الماضي الذي ينتهي في 31 آذار مارس ارتفاعاً كبيراً في ارباحها بلغ 7 مليارات دولار وهو افضل معدل في قطاع الأعمال الياباني، في حين بلغ صافي ارباح فورد العام الماضي 495 مليون دولار لتعاود تحقيق الارباح للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات، ومن المتوقع ان تزيد الايرادات خمسة اضعاف في هذا العام. تويوتا التي تضم هينو موتورز لإنتاج الشاحنات ودايهاتسو لانتاج السيارات الصغيرة اكدت انها باعت في العام الماضي 6,78 مليون سيارة، اي بزيادة مقدارها 60 الف سيارة عن مجموعة فورد التي تضم ميركوري، لينكولن، فولفو، جاغوار، لاندروفر واستون مارتن. ولا يقتصر تفوق تويوتا من ناحية المبيعات فقط انما ايضاً من جهة القيمة السوقية للأسهم التي تمثل معياراً لمدى ثقة المستثمرين في قيمة الشركة، ففي الوقت الذي تبلغ قيمة اسهم تويوتا 120 مليار دولار لا تتعدى قيمة اسهم فورد ربع هذا المبلغ، وهي تتجاوز قيمة اسهم كل من فورد، جنرال موتورز ودايملر- كرايسلر مجتمعة. وفي الختام، المارد تحرك وكان تحركه عنيفاً، ومن المؤكد ان هذا الموضوع سيُبقي أعين المسؤولين في جنرال موتورز مفتوحة لترصد الرياح اليابانية الضاربة.