أرجو من الأخ خالد بن عبدالرحمن الشايع "الحياة" في 10/1 توسيع دائرة معلوماته عن تاريخ الشعب الكردي، وعن جغرافية كردستان موطن الكرد كما تشير اليه دائرة المعارف الإسلامية، وعن القضية الكردية في العراق، والاطلاع على كتب ودراسات المؤرخين والباحثين العرب العراقيين من أمثال المؤرخ عبدالرزاق الحسني تاريخ الوزارات العراقية والعراق قديماً وحديثاً، والدكتور شاكر خصباك العراق الشمالي، والدكتور فاضل حسين مشكلة الموصل، والأستاذ عزيز شريف القضية الكردية والسيد محمود الدرة القضية الكردية، والمؤرخ الكردي، الوزير العراقي السابق، محمد أمين زكي ملخص تاريخ الكرد وكردستان، وغيرها. ولا بد من الأخذ في الاعتبار الغدر الذي لحق بالمواطنين الكرد في محافظات الموصل وكركوك وديالى، جراء تطبيق سياسات التعريب الشوفينية من الأنظمة العراقية المتعاقبة، منذ أواسط الثلاثينات ومن جراء تعريضهم الى حملات التطهير العرقي العنصري، والابادة الجماعية الأنفال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ان عودة الكرد المرحلين والمهجرين قسراً عن ديارهم الى منازلهم وحقولهم في قرى ومدن هذه المحافظات، بعد زوال كابوس الظلم والطغيان، هو حق طبيعي لهم، ولا يتردد في تأييده أي انسان منصف، وأي مدافع أمين عن حقوق المواطنين في عراق اليوم. ففي عراق اليوم يجب رفع الغبن عن كل المغبونين في عراق الأمس بلا استثناء. وسيكون عراق الغد أفضل بكثير لكل العراقيين للعرب، للكرد، للتركمان، للآشوريين والكلدان، للمسلمين والمسيحيين واليزيديين والصابئة، إذا تعاونا جميعاً لبناء عراق ينعم بالاستقرار، وتسوده العدالة بفضل سيادة القانون. وسيبقى اقليم كردستان مضيفاً ومصيفاً وملجأً ومأوى لكل العراقيين الأحرار في زمن السلم ووقت الشدة، كما كان. وأدعو الأخ الشايع لزيارة مقرات الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية، والجمعيات الثقافية والنوادي الرياضية، والمدارس ودور النشر ومحطات الراديو والتلفزيون التي تعود الى الآشوريين والكلدان والتركمان، ليتأكد بنفسه من واقع حالهم. وحكومة البعث لم تقر الحقوق القومية والثقافية، ولم تعترف بالحريات السياسية لتلك الأقليات القومية في العراق، حتى في أيامها الأخيرة. وكانت تضطهدهم قومياً، اضافة الى اضطهادهم سياسياً، كبقية أهل العراق من غير الموالين لها. ولذلك، فإن ربط دهوك بالموصل هو مصلحة في اعادة ربط المنطقة المحررة من كردستان من نير نظام البعث، منذ 1991، ببقية أجزاء العراق من جديد، على أساس الاتحاد الاختياري، والفيديرالية مع ضمانة دولية، في مقابل التنازل عن الاستقلال شبه التام. برلين - آزاد عثمان