على رغم أنني كنت أعرف المرض العضال الذي أصيب به عبدالرحمن منيف إلا أن رحيله شكل بالنسبة إليّ صدمة، لأن عبدالرحمن منيف ليس كاتباً روائياً فقط ولكنه شخصية ثقافية لها صدقية عالية عند الرأي العام الثقافي والعادي. كان يكفي أن تقرأ مقالاً له او تقرأ توقيعه على بيان أو تسمع بموقف اتخذه لكي تصدقه على الفور وتتأثر به. حافظَ منيف على نقاء المثقف العربي في زمن شهدنا فيه الأعاجيب. وحافظَ على ثوابت أساسية وقناعات لم تتبدل ليس من منطلق الجمود ولكن من منطلق تعبيرها عن موقف إنساني وقومي عميق.