لا أريد عروبة في عراق المستقبل مثل عروبة صدام حسين. لعب النظام السابق بكلمة العروبة مدة طويلة، وأصبح العراقيون يسمعون هذه الكلمة طوال الوقت في وسائل الاعلام، ودائماً كانت تركز وسائل الاعلام على ان العرب هم اهل الاخلاق والمبادئ. وأنا، مع هذا، احترم كل عربي غيور، ولكن فقط العرب اهل الاخلاق والمبادئ. اين الاعراق الاخرى؟ هل هم ناس من دون اخلاق؟ ولا مبادئ؟ هل كل العراقيين، من شماله الى جنوب، عرب؟ ألا يعلم النظام اللعين ان هذه الكلمة سببت لنا الاشمئزاز منا، وكرهنا بدل ان تحببنا، اليهم. وفوق كل هذا قام صدام بحملات التعريب التي شملت كل الاعراق، الاكراد والتركمان والاشوريين، والاعراق الاخرى. فما ذنبهم اذا لم يكونوا عرباً؟ هل يعني هذا ان يلغى وجودهم عن هذه الارض؟ لقد عانينا الامرين بسبب كلمة العروبة. لقد شوه النظام السابق كلمة العروبة الجميلة، وأخلاق العرب الذين كان يدعي انه ينتمي اليهم. وأنا بكل صراحة، لا اريد ان اعيش في دوامة كلمة العروبة. اريد ان احصل، انا وغيري، على حقوقنا في هذا الوطن، وتجمعنا كلمة العراق والعراقيين، وليس اي كلمة اخرى. وأنا لست ضد ان يكون العراق دولة عربية، ولكن ليس على حساب تعاستي وحرماني من حقوقي في وطني. فأنا مع حق ممارسة اللغات الاخرى، والتحدث بها، والعادات، وأهم من ذلك وجودي في الساحة العراقية، والاعتراف بكياني. حسين علي غالب شاعر وصحافي [email protected]