راعت اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية المقبلة في خطة الإعداد المتفرعة الاختصاصات، ايلاء الجانب الترويجي والتسويقي الأهمية المطلوبة استناداً الى "النظرة العالمية العلمية" لهذا القطاع وإسهامه في توفير الموارد المالية ونقل الصورة الإيجابية لقطر ونهضتها ونموها. ويأتي تنظيم الألعاب الآسيوية المقبلة في سياق خطة نهضة التطوير والعمران في قطر، حيث تفرض المناسبات الكبيرة تأهيلاً للبنية التحتية وتوسيعها، من ضمن موازنة مستقلة عما هو ملحوظ للألعاب... ولكي يعيش المواطنون والمقيمون والزوار أجواء الآسياد". ستُسوق مسابقاتها وألعابها وفق الألوان والأمكنة، ف"تكتسي" المناطق بطابع كل لعبة. ولعل حجم المهمات المنتظرة وتشعباتها حدت باللجنة العليا الى "الاستقلال" منذ الآن في مبنى ضخم يقع في شارع السد في الدوحة قريب من منطقة مستشفى حمد حيث ستشيد "القرية الأولمبية" التي ستلحق بعد انتهاء الألعاب بمرافق المستشفى الضخم، وهو منذ الآن خلية نحل. ولأن الدورة مناسبة أيضاً لتنمية الموارد البشرية وتأهيل الكوادر المحلية، تعمل اللجنة المنظمة في هذا الاطار مع مركز التدريب المتخصص في وزارة الشؤون الخدمة المدنية والاسكان. ويداوم حالياً في اطار المركز الرئيس للجنة العليا المنظمة الذي افتتح أبوابه حديثاً 210 أشخاص، يتوقع ان يصبحوا 450 شخصاً في نهاية العام الحالي و1800 في سنة الألعاب، كما أوضح مدير الموارد البشرية عبدالله الملا ل"الحياة"، الذي أشارالى ان هيكلية اللجنة العليا تلحظ دوائر ومديريات وهيئات ولجاناً متخصصة للمالية وشؤون الخدمات والعلاقات العامة وادارة الاتصالات وعلاقات المجتمع وحفلة الافتتاح والنشاطات الموازية والتسويق والادارة التقنية والمعلومات الهندسية والخدمات المساندة النقل والاقامة والبث والخدمات الإعلامية والادارة الرياضية، وهناك نائب للمدير العام للشؤون الإدارية، وآخر للشؤون الفنية. وهناك عدد كبير من العاملين منتقلين بالاعارة من دوائر وقطاعات حكومية عدة... كما ينتظر ان تستقطب الالعاب 15 ألف متطوع. الأولوية وتشدد اللجنة المنظمة على اهمية ان يكون اسم الدوحة في "المقام الأول"، لذا طرأ تعديل على الشعار جعل الاسم أكبر، اي انه المحور، ورقم الألعاب بحجم أصغر عكس ما كان متداولاً. وجاء هذا التطوير من ضمن برنامج اللجنة المنظمة المخصص لمظهر الالعاب ورؤيتها. وغيرت بعض الالوان في الشعار التي ترتبط تحديداً بقطر، إذ اطلق على اللون الازرق اسم "أزرق الدوحة" وهو يرمز الى مياه الخليج العربي، ولون "أصفر الدوحة" الى الكثبان الرملية التي تنتشر في قطر، والأحمر "شمس آسيا المشرقة دائماً". وأعدت اللجنة المنظمة "دليل مستخدم"، للمحافظة على المظهر الموحّد للشعار ومنع استخدامه غير الشرعي وغير المرخص، ولئلا تنتج نسخ غير متجانسة منه. وتحضر حملة التسويق والترويج مع شركة جنسو اليابانية وكيلة المجلس الأولمبي الآسيوي وممثلتها في الشرق الأوسط "فورتشن بروموسفن"، والغاية الفضلى التسويق العالمي للآسياد... والتحرك المبكر في هذا المضمار هدفه الإفادة من السنوات الثلاث لضمان حجز الشركات المهتمة منذ الآن موازنات مناسبة لمنتجاتها تروّج لها اثناء الألعاب من خلال المساحات الإعلانية المتوافرة على انواعها... كما ان التعاقد الاستشاري مع شركة "جي اتش دي" الاسترالية التي تولّت مهمات رئيسة في دورة سيدني الأولمبية عام 2000، لا يزال قائماً. ويترقب مدير عام اللجنة العليا عبدالله القحطاني ان تدرالدورة مئة مليون دولار من خلال التسويق والنقل التلفزيوني، "ولا بد من ان تبنى التوقعات على أسس منطقية قوامها منظومة متكاملة تتضمن الفكرة والشكل والألوان والموسيقى المصاحبة والشعارات والتعويذة والجمل او العبارات الدعائية الموازية، وعلينا ان نأخذ في الاعتبار ايضاً قدرة الشركة المسوقة، وتحرّك اللجنة العليا الدؤوب في المحافل الخارجية لتدرج الدورة في مفكرة الشركات الكبرى، باعتبار انها مناسبة نقل إعلامي وإعلاني في آسيا، وفرصة مميزة لزيادة تسويق منتجاتها". ويتوقع القحطاني موارد أخرى من ريع مبيعات منتجات الدورة وأدواتها قمصان، قبعات، اكواب... "لكن المبالغ الضخمة تتأتى من التسويق والنقل التلفزيوني، لذا يجب ان تكون الخطة بحجم الآمال والتوقعات وتفي المناسبة حقها". ويفنّد سالم أكبر مراحل البرنامج التي ستشمل القارتين الآسيوية والأوروبية بأن الغاية منها "اطلاع العالم وتعريفه على قطر من خلال الألعاب، لذا هناك جهود مشتركة من الحكومة والجهات الإعلامية والسلطات السياحية والطيران القطري... ونحرص على ان يحصّل المسوقون للشركات التي يمثلونها افضل عائدات من افضل مستوى خدمة... وتتعدى النظرة الى الألعاب الغاية الرياضية ومشتقاتها الى اهمية الاستثمار في قطر، لذا نحرص على الظهور حالياً في المناسبات الرياضية الدولية المحلية والخارجية، كما نتواصل مع مراكز القرار والهيئات المتخصصة في الخارج، وسنباشر قريباً اصدار نشرة دورية، فضلاً عن وسائل الاتصالات العصرية والعلاقات الصحافية الدولية ومنها بالطبع شبكة الإنترنت". ويصب الاهتمام على الترويج لتسهيل تأقلم القطريين والمقيمين مع المناسبة وفي شكل مبكر ليتآلفوا معها ويتمسكوا بحبهم لها، وإعداد كوادرهم وتأهيلها وصقل قدراتها من خلال احتكاكها مع خبرات عالمية". ويشير اكبر الى تزايد الشركات المحلية ذات الرؤية الدولية في قطاع ايلاء الإعلان والترويج من خلال المناسبات كالدورة الآسيوية، الأهمية والأولوية، "ونحن نأخذ في الاعتبار الاهتمام الوارد من مؤسسات من دول اخرى في مجلس التعاون الخليجي، كون المنطقة سوقاً مفتوحة تتميز بسهولة التنقل فيها وبحريتها الاقتصادية، وهي قلب نابض بالحركة والأنشطة المتعددة... باختصار نريد ان ترسي الألعاب ثقافة جديدة مفيدة وتؤسس لمفهوم عصري للمناسبات الرياضية".