أنقرة، لندن - «الحياة»، أ ف ب - قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الشعب السوري من حقه تقرير مستقبله، موضحاً ان الرئيس السوري بشار الأسد بدلاً من ان يطبق الاصلاحات «وجّه السلاح نحو شعبه». وأعلن اردوغان في مقابلة مع برنامج «الطبعة الصباحية» مع إذاعة الراديو العام الاميركي :»التطورات الحالية بين سورية وتركيا ليست مبشرة. لقد اردنا ان يتم تطبيق اصلاحات معينة، لكن للأسف تحت الظروف الحالية، بدلا من تطبيق خطوات اصلاحية لتحسين الوضع، أراد الاسد الاحتفاظ بمنصبه وأصبح اكثر عدوانية وعنفاً». وأضاف:»وللأسف حتى الآن لم تتخذ أي خطوات من اجل تحسين الوضع، واصبح قائداً يوجه السلاح الى شعبه. لكن بالطبع الوضع الراهن في سورية وسلوك الاسد يتناقض بشكل كامل مع مبادئنا التي نتعامل بها مع الشعوب ومع الانسانية ومن هناك تنهي علاقة الصداقة». غير ان اردوغان من جهة اخرى استبعد ان تكون سورية وراء العمليات المسلحة الاخيرة داخل تركيا. وقال رئيس الوزراء التركي في تصريحات لصحافيين مرافقين له بعد مغادرته نيويورك في طريقه إلى أنقرة «من المعلوم أن سورية عملت جيداً في الفترة الماضية بهذا الموضوع»، في إشارة الى استضافة دمشق في التسعينات عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني. غير انه تابع «لكن بطبيعة الحال لا نعلم ماذا سيحصل من بعد الآن... إذا لجأ أعضاء المنظمة الانفصالية إلى سورية وبدأوا هجماتهم الإرهابية من هناك آنذاك سيكون هذا التطور مصدر قلق... لا توجد لنا خطة في الوقت الحاضر لفرض عقوبات على سورية وسنقيم الخيارات الأخرى بعد إيقاف نقل الأسلحة إلى سورية لأنه، وكما هو معلوم لنا الحساسية البالغة بصدد نقل الأسلحة إلى سورية»، منوهاً بأن تركيا فرضت حظراً جوياً وبحرياً على نقل الأسلحة إلى سورية. وشدد رئيس الوزراء التركي في التصريحات التي نقلتها امس وسائل الاعلام التركية «نحن قلقون من تحول التطورات إلى اشتباكات مذهبية»، موضحاً ان انقرة نقلت قلقها بهذا الصدد إلى المسؤولين في دمشق. وأفاد اردوغان ان حكومته ستقيم خطواتها المقبلة حيال دمشق عقب زيارته المرتقبة الى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا. وأشار رئيس الوزراء التركي الى أن المعارضين السوريين سيفتتحون خلال الاسبوع الجاري مكتباً لهم في تركيا، موضحاً انه قال لدمشق أن تركيا ستسمح للمعارضين بعقد اجتماعات في تركيا لأنها دولة ديموقراطية ولا يمكنها منع مثل هذه الاجتماعات. وكان اردوغان قد اعتبر في مقابلة مع محطة «سي ان ان» الاميركية خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان الشعب السوري سيطيح بالرئيس السوري «عاجلاً أم آجلاً». وتابع: «لا يمكنك أبدا ان تظل في السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبداً ان تقف في وجه ارادة الشعب». وأضاف: «هذه العملية ربما تستمر لفترة اطول قليلاً، لكن عاجلا او آجلا، اذا اتخذ الناس قراراً مختلفاً في سورية، فإن ذلك القرار سيلبى. فالشعب يريد الحرية مثلما حدث في مصر ومثلما حدث في تونس ومثلما حدث في ليبيا». واعتبر ان «خطى الديموقراطية اصبحت تسبق الحكم الاستبدادي وان الانظمة الديكتاتورية تحترق وتسقط أرضاً». كما حذر اردوغان من ان العلاقات مع اسرائيل قد لا تعود الى طبيعتها. واضاف: «لقد كنا صبورين للغاية. طالبناهم بتقديم اعتذار ودفع تعويضات ورفع الحصار عن غزة بشكل نهائي». وتابع: «اذا لم تتم تلبية هذه المطالب فإن العلاقات بين تركيا واسرائيل لن تعود طبيعية مرة اخرى».