أكد ممثلون عن الأحزاب الكردية في شمال العراق ان الاكراد لن يتخلوا عن فكرة الفيديرالية، مستبعدين أن يؤدي تطبيقها الى نشوب "صراعات دموية" مثلما توقع مسؤول رفيع في هيئة اركان الجيش التركي اخيرا. وقال خليل ابراهيم عضو قيادة "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" المشارك في مجلس الحكم الانتقالي ان "الفيديرالية حل جذري وطريقة قانونية لمعضلة تاريخية مزمنة"، في اشارة الى القضية الكردية، مستبعدا امكانية ان "يتنازل الأكراد عنها". واضاف: "الشعب الكردي شريك حقيقي في العراق ومطالبته بالفيديرالية لا تتناسب سوى مع الحد الادنى من التضحيات والمآسي التي لحقت به، والاتحاد الاسلامي الكردستاني يعتبر الفيديرالية قضية ومشكلة عراقية ينبغي ان يسعى العراقيون كافة لمناقشتها وحسمها، لا تركها او حصرها في زاوية والنظر اليها كقضية خاصة بالأكراد". من جانبه، أكد عدنان المفتي عضو قيادة "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني، ان "احلال الديموقراطية في العراق هو من أجل وحدة العراق، وأن تلك الديموقراطية لن تأتي سوى بالاتحاد الاختياري بين تكوينات الشعب العراقي وضمان حقوقهم". وأوضح انه "لا أساس لمخاوف الأطراف العراقيين ودول الجوار من فيديرالية الأكراد، وتلك المخاوف برأيي ناجمة عن عدم فهم لحقيقة المطلب الكردي، الذي يريد فيدرالية على أساس جغرافي سياسي تحفظ حقوق الاكراد في مناطقهم المعروفة تاريخياً بكردستان العراق". واشار الى ان الاكراد "لا يريدون فيديرالية على اساس عرقي، بل جغرافية لإقليم كردستان تضمن حقوق جميع السكان من الأكراد والآشوريين والكلدان والتركمان وغيرهم". واعتبر وليد شركه رئيس "حزب الاخاء التركماني" وعضو مجلس رئاسة ائتلاف التجمع الوطني التركماني ان "الصراعات الدموية عاشها الشعب العراقي طيلة الأعوام الخمسة والثلاثين الماضية، في ظل حكم حزب البعث، وبرأيي ان مثل تلك الصراعات والمشاكل لن تتكرر أبدا". وتابع شركه وهو عضو في مجلس ادارة مدينة كركوك ان "هوية النظام العراقي القادم هو من حق العراقيين وحدهم، ولا يحق للآخرين التدخل في هذه المسألة" ووافق مجلس الحكم الانتقالي قبل اسبوعين على مبدأ قيام نظام فيديرالي في العراق يضمن حكماً ذاتياً واسعاً للأكراد في ثلاث محافظات في شمال البلاد.