حذر برهم صالح، رئيس مجلس الإدارة المحلية في مدينة السليمانية، عضو المكتب السياسي ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"، من أن "انقسام الادارتين الكرديتين سيضعف صدقية الأكراد العراقيين". وقال إن "القيادة الكردية مطالبة بالترفع عن الحساسيات غير المجدية، وتجاوز مشاكل الماضي والتطلع الى ما ينتظرنا من فرص وتحديات على مستوى العراق". ورد صالح على أسئلة "الحياة" في لقاء خاص في مقره في السليمانية معتبراً ان تصريحاته "رسالة واضحة إلى العراقيين عامة والقوميات الأخرى" بشكل خاص. وفي ما يأتي نص اللقاء: هناك من يرى أن الفيديرالية التي تطالبون بها تمس وحدة الدولة العراقية. وهناك من يرى العكس. كيف تتعاطون مع هذه المواقف؟ - مع الأسف الشديد هناك مغالطات كثيرة تحيط بمفهوم الفيديرالية، كما هناك من يغالط الواقع ليضعها في إطار التجزئة أو التقسيم. وكل هذا ليس في حسابات الأكراد العراقيين أو الأحزاب السياسية الكردية. على اعتبار أن الإقليم، ومنذ انتهاء حرب الخليج الثانية ونتيجة القرارات التي اتخذت من قبل المجتمع الدولي بحق النظام العراقي ومنها فرض الحظر الجوي، عاش استقلالية تامة. واليوم وبعد التغيير الذي حصل في النظام السياسي يؤكد الاكراد عراقيتهم من خلال المشاركة في بناء عراق واحد وجديد. وكيف تقومّون الفيديرالية؟ - الفيديرالية، حسب المفهوم العام لها تعني الاتحادية، وهي الإطار المناسب لوحدة العراق. ما يعني أن تصويرها على أنها مشروع كردي مغالطة بحتة. وهي مشروع عراقي لضمان التطور الديموقراطي واستحالة سياسة العنف في العراق الجديد. والقصور في إيصال هذا المفهوم إلى الرأي العام العراقي يقع على عاتق القيادات السياسية العربية والكردية معاً. لانهم لم يجدوا لا في الاسلوب ولا في الشرح الطريقة المناسبة لإيضاح الفيديرالية بصورتها الصحيحة. والمفاهيم التقليدية التي أفرزها النظام السابق على مدى 35 عاماً مثلت إشكالاً آخر يصطف مع القصور الآنف الذكر. وكعراقيين ملمين بمستقبل العراق، علينا أن نراجع، وبجرأة، المفاهيم التقليدية التي تتحكم بالمعادلات السياسية التي أدت إلى حالة مزرية عمت العراق. وككردي أقول إن الحقوق الكردية لا يمكن لها أن تتحقق وتستتب في هذا البلد ولا يمكن للعراق الجديد أن يشهد استقرارا من دون تحول شامل، فالحقوق الكردية والعربية والتركمانية والآشورية متلازمة ومترابطة، ولا يمكن التعاطي مع واحدة من هذه الحقوق في معزل عن الأخرى، كما لا يمكننا تحقيق انجازات سياسية واقتصادية بعيداً عن نجاحات مماثلة في البصرة والحلة والموصل. هددت السيدة صن غول تنشابوك، ممثلة التركمان في مجلس الحكم بإعلان دولة تركمانستان الفيديرالية في حال تم الاعلان عن فيديرالية قومية للأكراد العراقيين. - مع الاسف الشديد هناك مغالطات ومحاولات تشويش لمفاهيم الفيديرالية. وهناك من يتحدث عن فيديرالية قومية أو إدارية ليصور الأمر وكأن الحق الكردي مناقض بالضرورة للحق التركماني او العربي في العراق. ما نطلبه هو نظام فيديرالي لا يختلف في جوهره عما هو الوضع عليه الآن. في السابق كان هناك اقليم يسمى كردستان، ومع التغيير في النظام السياسي العراقي، نرى أن علاقة كردستان ستبقى مع المركز على أساس الفيديرالية. لذلك فتصوير مطالبتنا بالفيديرالية على أساس عرقي محض خاطئ، إذ يعيش أكراد وعرب وتركمان وآشوريون في المنطقة. وما يدعونا الى تبني حملة دفاع عن الحقوق التركمانية والآشورية هو الاضطهاد القومي الذي تعرضنا له فترة طويلة، إذ لا يمكن للاكراد أن يتمتعوا بحقوق غابت معها حقوق قوميات اخرى. واجبنا الأخلاقي والسياسي يحتم علينا الدفاع عن الحقوق التركمانية والآشورية. كما ان سياسة رد الفعل وإثارة الحساسيات والنعرات الطائفية والقومية لا تصب في صالح الاكراد والتركمان والعرب. فالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا كبيرة وما عاناه الاكراد والتركمان من اضطهاد قومي طوال فترة ال35 عاماً، كفيل في أن يجعلنا ندعو الى عراق موحد لضمان الحقوق الثقافية والقومية لكل التكوينات العراقية.