بقيت ردود الفعل في صيدا وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين المجاور لها، على تنفيذ حكم الإعدام بحق بديع حمادة "ابو عبيدة" فجر السبت في اطار السيطرة الأمنية والسياسية، ولم تسجل الوقائع الميدانية على الأرض حصول خروق لقرار صيداوي - فلسطيني مشترك يقضي بقطع الطريق على اي محاولة تستهدف امن المنطقة. وهذا ما يفسر تحاشي الأطراف الفاعلة الانجرار الى مزايدات يمكن ان تترتب عليها مضاعفات سياسية. وباستثناء رد الفعل السياسي الذي صدر عن إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود الذي كان رعى سابقاً المفاوضات التي ادت الى تسليم "ابو عبيدة" الى قيادة الجيش اللبناني، فإن القوى اللبنانية والفلسطينية اخذت على عاتقها العمل من اجل التهدئة. وعلمت "الحياة" ان من الأسباب الرئيسة لضبط الموقف السياسي شعور الرافضين لمبدأ إعدامه بأنهم يفتقدون الغطاء السياسي الذي يسمح لهم بالتمادي حتى تتجاوز حركتهم الاحتجاجية التي ظلت محدودة في إبداء الرأي الى استحضار حال جديدة من تأجيج الصراع الأمني - السياسي. واستناداً الى ذلك فإن الشارع الصيداوي اكتفى بالتعبير عن تضامنه وفي نطاق ضيق ضد تنفيذ احكام الإعدام. وعلى رغم حال الترقب في عين الحلوة، فإن بعض التفجيرات "الصوتية" التي سجلت في الساعات الأخيرة اعتبرت بمثابة محاولة لتمرير رسالة ضد المنظمات والفصائل الفلسطينية التي كانت ضغطت من اجل تسليم حمادة للقضاء، وصولاً الى التحريض عليها. وتعتبر مصادر القوى الفلسطينية الأساسية إلقاء قنبلة يدوية على سطح مكتب العلاقات العامة التابع ل"فتح" والذي يديره العقيد محمود الأسدي في حي البركسات، وأخرى بالقرب من منزل مسؤول الإعلام في صيدا ابراهيم الشايب الكائن في زقاق رأس الأحمر في المخيم يشيران الى شعور الجهة التي قامت بإلقاء القنبلتين بأنها عاجزة عن "تنظيم" معركة عسكرية على خلفية اعدام حمادة. وتؤكد المصادر ان الإشكال الأمني الذي حصل في المخيم جراء قيام احد عناصر "عصبة النور" المنشقة عن عصبة الأنصار بزعامة ابو طارق السعدي المدعو قاسم ديوان بتبادل اطلاق النار مع مجموعة من الكفاح المسلح الفلسطيني تعمل على تنظيم حركة السير في داخل المخيم لم يكن له سبب سوى ان ديوان الذي يصر الكفاح المسلح على تسليمه، بادر الى توجيه الشتائم لعناصر المجموعة بذريعة ان "فتح" كانت وراء تسليم حمادة. ولم تستبعد المصادر احتمال لجوء "عصبة النور" الى التحريض على "عصبة الأنصار"، باعتبار انها كانت وراء الضغط لتسليم حمادة، لافتة الى ان "التحرشات" على هذا الصعيد لن تتجاوز الخط الأحمر خوفاً من ان يؤدي تصعيد الموقف لرافضي الإعدام الى اعادة فتح ملف تسليم المتهمين اللبنانيين في حوادث جرود الضنية الذين كانوا لجأوا الى عين الحلوة ويتردد بأن "عصبة الأنصار" هددت برفع الغطاء عنهم في حال إقدامهم على اي عمل يخل بالأمن وأن احتضانهم من جانب "عصبة النور" سيقود حتماً الى حشرها في الزاوية اذا ما لوحت باستخدامهم في اي نزاع داخلي في عين الحلوة ما يعني ان "عصبة النور" لن تأخذ على عاتقها التسبب في إشكالات امنية في المخيم، كما ان "عصبة الأنصار" ليست في وارد ركوب موجة الاحتجاج على إعدام حمادة، خصوصاً انها في نظر المجموعات المتطرفة متهمة بتسليمه، وبالتالي لن تستطيع تبرير موقفها، لأن هناك من يستعد لاستغلال اي تبدل في موقفها، بتوجيه اتهام مباشر إليها، وربما محاسبتها تحت عنوان: "ان معارضة العصبة لإعدامه تتناقض وانضمامها سابقاً الى المطالبين بتسهيل تسليمه للقضاء اللبناني"! الشيخ قبلان الى ذلك، اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان "ان اللجوء الى الإعدام بحد ذاته لا يحل المشكلة مع انه حق لصاحب الحق"، وقال: "ان الحل يكمن في معالجة اسباب ارتكاب الجريمة".