أثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف بلاتر جدلاً واسعاً من حوله حين طالب بضرورة أن ترتدي اللاعبات ملابس أكثر "أنوثة" خلال ممارستهن للعبة الشعبية الأولى في العالم. واقترح بلاتر في حديث نشرته جريدة "سونتاجس بليك" السويسرية أمس، على اللاعبات ان يرتدين "شورتات لاصقة أو ضيقة" لاظهار بعض مفاتهن... مؤكداً "أن مثل هذا الاجراء سيجذب الانتباه أكثر للعبة، وسيعمل على استقطاب أعداد أكبر من المشاهدين لمباريات السيدات". وأضاف "منافسات السيدات تحتاج الى رعاة من نوع مختلف عن التي تحتاجه منافسات الرجال، رعاة يتفهمون أهمية هذا التغيير ويعملون على ان تكون ملابس اللاعبات أكثر أنوثة. لا بد من ان تبدأ شركات أدوات التجميل ودور الأزياء والموضة الكبرى في العمل على دخول هذا المعترك وبفكر جديد يساعد على زيادة رقعة المشاهدين للمنافسات النسائية". وضرب مثالاً بمنافسات الكرة الطائرة "سيدات الكرة الطائرة يرتدين ملابس مختلفة تماماً عن تلك التي يرتديها الرجال، فأكتسبن شعبية كبيرة. كرة القدم تمارسها جميلات الآن، وعليهن ان يظهرن جمالهن الى جانب موهبتهن". وأستطرد بلاتر "أعذروني إذا ما ذكرتكم بما فعلته النجمة الأميركية براندي شاستيان عندما خلعت قميصها إثر فوز منتخب بلادها في عام 1999 بكأس العالم بعد تغلبه على الصين، وركضت في كل أرجاء الملعب وهي ترتدي صدرية "رياضية"... فماذا حدث؟". وجاءت تصريحات بلاتر في معرض حديثه عن مستقبل كرة القدم النسائية، خصوصاً بعدما أختلفت النظرة إليها خلال منافسات كأس العالم الأخيرة التي اقيمت العام الماضي في الولاياتالمتحدة. وهو أكد أنه من الضروري "ان تختلف نظرتنا الى مسألة الرعاية للمنافسات النسائية، وعلينا ان نبحث عن رعاة آخرين ليتولوا تمويل هذه المنافسات... لأن التجربة أثبتت ان الشركات التي ترعى مسابقات الرجال ليس لديها الكفاية ذاتها في رعاية الأحداث الرياضية النسائية الكبرى. شركات صناعة أدوات التجميل ودور الأزياء الكبيرة أقدر على إظهار جمال المرأة حتى في الملعب... فدعونا نجعل المرأة ترتدي زياً مختلفاً عما يرتديه الرجال، وليكن زياً أكثر أنوثة". والمهم ان اقتراحات بلاتر لم تجد ترحيباً من أبرز اللاعبات في العالم، بل على العكس تماماً إذ تمثلت ردود الأفعال في استياء كبير وضجر واضح لمجرد التفكير فيها. وقالت حارس مرمى فريق تشارلتون الإنكليزى باولين كوب "بلاتر لا يدري خطورة ما يتحدث عنه... ومجرد اقتراحه بأن نلعب كرة القدم ونحن نرتدي "شورتات ساخنة" أمر في غاية السخف، وهو تصرف غير مسؤول تماماً من رجل يتولى منصباً مهماً وخطيراً". ولم تخالف قائدة المنتخب السويسري إيفلين زيمرمان واللاعبتان النروجيتان الدولييتان ليز كلافنس وسولفيغ غولبراندسن رأي كوب، إذ رفضن اقتراح بلاتر تماماً. وأوضحت زيمرمان "لا يمكن ان نقارن لعبة مثل كرة القدم بالكرة الطائرة، ففي اللعبة الأخيرة تكون تحركات اللاعبات محدودة وليس هناك أي احتكاك بينهن وبين منافساتهن. اما نحن فنؤدي شيئاً مختلفاً تماماً لا يمكن ان يتناسب معه ارتداء ملابس ضيقة أو أكثر عرياً... وحتى لو أقمنا كل هذه الاعتبارات، فلا أعتقد أبداً ان اللعب "بشورتات لاصقة" سيكون مريحاً". ورأت كلافنس أن تفكير لاعبات كرة القدم يختلف عن فكرة أغراء الجماهير من أجل الحضور الى الملاعب "لأننا نسعى الى أن تكون مواهبنا هي السبب الأول والأخير وراء حضور الجماهير. أما هؤلاء الذين لا يفكرون في المجيء الى الملاعب الا من أجل مشاهدة عارضات أزياء يلعبن كرة القدم، فالأفضل لهم ان يشتروا مجلات "خلاعية" وان يمضوا أوقاتهم معها في منازلهم". أما غولبراندسن، فأوضحت أن "لو أردت أن أظهر مفاتني اثناء ممارستي الرياضة، لأخترت الكرة الطائرة الشاطئية مثلاً وأرتديت لباس البحر المعروف باسم "البكيني"... فهل هناك أكثر من هذا الزي إثارة؟". في حين أكدت مديرة فريق فولهام الإنكليزي للسيدات ماريان سباسي، أن "الجماهير تحضر لمشاهدة مباريات النساء للتعرف الى قدارتهن على ممارسة اللعبة، وأيضاً لمتابعة موهبتهن ولا أكثر من ذلك. ليس هناك من يحضر مباراة لكرة القدم واضعاً في اعتباره أنه جاء لمشاهدة مجرد فتيات جميلات يرتدين ملابس مثيرة، فلهذه النظرة أماكن أخرى". وأضافت "ما يطالب به بلاتر يجب ان يوضع تحت المنظار، لأنه جاء من جانب شخصية عامة مهمة جداً في عالم اللعبة. لكن المهم أن غالبية اللاعبات يرفضن الفكرة جملاً وتفصيلاً".