لم يكن في خاطري التعليق على مقالة الاستاذ هشام شرابي القديمة "الحياة" في 5/11/2003، تحت عنوان "صواريخ اسرائيل النووية لن تهزمنا"، ولكن لكوني أميركي الجنسية من أصل عراقي، هالني ما قاله الاستاذ شرابي: "ستنتصر المقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية كما انتصرت كل حركات التحرير في العالم حتى الآن". أود ان أعلق على التنبؤ بانتصار المقاومة العراقية. فمن هي تلك المقاومة يا أستاذ شرابي؟ ألست مطلعاً على تلك التي ستنتصر؟ أليست هي تلك المقاومة التي تدمر مكاتب الأممالمتحدة، والصليب الأحمر، وتقتل السيد محمد باقر الحكيم، والقضاة والشرطة العراقية، وبعض الجنود الأميركيين؟ انها فلول الطاغية السابق، صدام "صاحب المقابر الجماعية والغازات السامة". وكذلك اتباع اصحاب الكهوف والعصر الحجري، بن لادن وأيمن الظواهري. فهل هذه المقاومة هي التي تتمنى لها النصر المبين يا استاذ شرابي؟ اني عراقي الأصل، ولي أهل وأصدقاء هناك في العراق. ويهمني جداً ان لا تنتصر تلك المقاومة العنصرية الطائفية القبلية المتوحشة. عزيزي الاستاذ شرابي! نوهت كذلك بانتصار الشعب الفيتنامي البطل على الولاياتالمتحدة. وأنت أدرى بطبيعة ذلك الانتصار، وكيف كان الشعب الفيتنامي وقوداً في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والصين من جهة، والغرب، بزعامة الولاياتالمتحدة، من الجهة الاخرى. وكانت الحرب الفيتنامية محطة من محطات النزاع بين الجبارين. وأعقبتها المرحلة الأخيرة، وهي حرب تحرير أفغانستان من السوفيات، وذهب الشعب الأفغاني وقوداً لتلك الحرب هو أيضاً. وللذكرى، فإن فيتنام، الآن، هي من أفقر دول شرق آسيا، وتتصدر قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، على رغم المتبجحين بذلك النصر. ان نجاح ما تسميه المقاومة العراقية، لا سمح الله، معناه تقسيم العراق الى ما لا يقل عن ثلاث دول او دويلات متناحرة، متقاتلة، وآمل ان لا يرضيك ذلك. لقد خرج، أو طرد الاميركان من الصومال، وانتصرت المقاومة القبلية هناك. وأنت أدرى، الآن، بوضع الصومال. فليس كل من يحارب الأميركان هو أحسن القوم. لقد آن الأوان للمثقفين العرب ان يقودوا الشارع العربي بدل ان يهتفوا ويصفقوا وراءه. اننا، في العالم العربي، في وضع سيئ، ولوم الحكومات وحدها لا ينفع. ان أصل البلاء هو قبلية وجهل الغالبية الكبيرة من شعوبنا. واذا لم نوضح هذا الأمر، فالنفخ في الكراهية لأميركا، أو غيرها، لن يحل المشكلات، بل يصب فقط في خانة العداء. واشنطن - زهير عبدالله