اعلن النائب العام التمييزي في لبنان القاضي عدنان عضوم مساء امس ان القضاء اللبناني يقوم باستجواب اربعة اشخاص، بينهم ثلاثة رجال اعمال لبنانيين، احتجزوا رهن التحقيق بعد وصولهم على متن طائرة خاصة حطت في مطار بيروت الدولي، ليل اول من امس، وفيها كمية ضخمة من المال بلغت 5،19 بليون دينار عراقي من الفئة الجديدة، وأن النائب العام المالي القاضي خليل رحال وضع يده على القضية لمعرفة اسباب نقل هذا الحجم من الأموال العراقية التي توازي 19 مليون دولار اميركي في الطائرة التي انطلقت من مطار بغداد الواقع تحت سلطة قوات التحالف المحتلة. وأوضحت المصادر ان الأشخاص الذين احتجزتهم السلطات الأمنية والقضائية منذ ليل الأربعاء للاستماع الى اقوالهم هم: ريشار جريصاتي مسؤول العلاقات الخارجية سابقاً في "القوات اللبنانية" المحظورة وميشال مكتّف الذي يملك شركة تحوز ترخيصاً بنقل الأموال وشحنها وصرف العملات وهو صهر الرئيس السابق امين الجميل، ومحمد عصام ابو درويش، اضافة الى شخص رابع قالت المصادر القضائية انه يعمل ترانزيتور مخلص معاملات جمركية. كما اخضعت النيابة العامة المالية مالك الشركة التي تشغل الطائرة الناقلة للأموال مازن البساط للتحقيق ايضاً ثم تركته وعادت لطلب الاستماع إليه امس ايضاً. والبساط هو صاحب صيدلية "مازن" في بيروت. وركّز عضوم على ان هدف التحقيق مع هؤلاء جميعاً معرفة مصدر الأموال ووجهة استخدامها. وأشار الى ان الموقوفين قدموا اوراقاً تفيد انهم متعهدو أعمال في العراق وكانوا ينوون تحويل الأموال من العملة العراقية الى الأميركية في لبنان لشراء معدات خاصة بعملهم وتصديرها للعراق. وأضاف: "إلا ان الشكوك ساورت الأجهزة الأمنية لجهة حجم الكتلة المالية التي كانت بحوزتهم، ما استدعت توقيفهم والتحقيق معهم". وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان البساط افاد اثناء الاستماع إليه ليل الأربعاء انه مالك الطائرة المستأجرة من شركة آل مكتّف لشحن الأموال ونقلها وصرف العملات وأن لا مسؤولية عليه في شأن ما تنقله الطائرة فهذا الأمر مسؤولية سلطات المطار التي تنطلق منها. وأوضحت ان مكتّف ابرز اوراقاً بترخيص رسمي من السلطات اللبنانية المعنية لنقل الأموال وأعمال الصيرفة وهو يملك شركة تقوم بهذا العمل منذ زمن، وأن شركة تعهدات تنفذ اعمالاً في العراق يعتقد ان مالكها باكستاني هي التي طلبت نقل هذه الأموال لتبديلها. وقال وكيل شركة "بساط الريح" التي يملكها البساط المحامي غسان مجذوب: "اننا نعمل كشركة ناقلة بحسب الأصول والقوانين المرعية الإجراء، وأن كمية الأموال التي تبين لنا بعد وصول الطائرة الى بيروت انها فيها، لا تتحمل الشركة الناقلة مسؤوليتها باعتبار ان لا يوجد في الطائرة اي ممنوعات اضافة الى ان المسؤولين عن الطائرة لا يتحملون اي مسؤولية في حال كانت الأموال منقولة في شكل غير قانوني على اساس ان مسؤولي الشركة لا يتحققون من محتويات البضاعة المنقولة لأن ذلك من مسؤولية ادارة السلطات الأمنية المختصة في البلد الذي تنطلق منه الطائرة". ويتولى التحقيق العقيد محمود ابراهيم رئيس مكتب مكافحة الجرائم المالية بإشراف القاضي رحال. ولمح عضوم الى ان اجتماع الثلاثة على متن الطائرة مستغرب فجريصاتي مسؤول سابق في "القوات" ومكتّف زوج بنت الرئيس الجميل وأبو درويش كان في حركة "امل" او قريباً منها، وأن الأخير قال انه تعرف صدفة الى جريصاتي في المطار وطلب إليه ان يرافقه الى لبنان. ويركز التحقيق على خلفيات النقل وما اذا كان تم لأسباب سياسية او امنية، بخاصة ان نقل مبلغ نقدي بهذا الحجم بواسطة صرّاف يخالف التعليمات المتبعة لجهة نقل الأموال، لأن الأمر يستوجب التنسيق مع السلطات في مصرف لبنان كي لا يتعرض الى المساءلة والملاحقة بجرم تبييض الأموال من هيئة التحقيق الخاصة.