جدد الزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني دعوته الى تنظيم انتخابات ديموقراطية في العراق، لدى استقباله الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجه جي في مدينة النجف امس. وقال مكتب العالم الشيعي في بيان صدر عقب اللقاء ان السيستاني شدد على ان تشكيل المجلس الوطني الانتقالي لا يضمن ابداً تمثيل العراقيين فيه بصورة عادلة، وان الآلية المثلى هي الانتخابات التي يؤكد العديد من الخبراء امكان اجرائها خلال الأشهر المقبلة "بقدر مقبول من المصداقية والشفافية". مشدداً على انه لا ينبغي ان يكون هناك اجحاف بحق أي طرف أو ان توقع الاكثرية حيفاً بالأقلية، مؤكداً رفضه القاطع ل"الارهاب والحاق الأذى بالناس". ويعتبر السيستاني ان المجلس الانتقالي المرتقب تشكيله في اطار الاتفاق حول نقل السلطة الى العراقيين الموقع في 15 تشرين الثاني نوفمبر بين المجلس وسلطة الاحتلال "لا يحظى بالشرعية المطلوبة"، وانه اذا تم اختيار البرلمان الموقت بآلية تفتقر الصدقية الضرورية فإن الحكومة لن تتمكن من أداء مهماتها بنجاح، وان مشكلات اخرى ستظهر نتيجة هذا الأمر وهو ما سيؤدي الى تفاقم التوتر في الوضعين السياسي والأمني. من جهته، اعرب الباجه جي باسم اعضاء مجلس الحكم عن الامتنان للسيستاني لمساندته المجلس، واكد ان الآراء والملاحظات التي قدمها تدرس بعناية شديدة، موضحاً ان هناك اتفاقاً على ان الدستور يجب ان يضعه عراقيون منتخبون. واشار الى الانتخابات هي السبيل الأفضل للتعبير عن إرادة الشعب وستجرى بعد استكمال مقوماتها، وحتى ذلك الحين يجري العمل من أجل ان يستعيد العراقيون السلطة والسيادة عبر حكومة موقتة تنبثق عن مجلس وطني تشريعي يجري اختياره وفق قانون ادارة الدولة الذي يوضع حالياً وسيطرح على الشعب قريباً. وتابع انه سيبحث تفصيل هذا الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي اعرب عن اعتقاده بأن اجراء الانتخابات أمر متعذر في الفترة الزمنية المحددة لنقل السلطة وفق اتفاق 15 تشرين الثاني بين مجلس الحكم وسلطة "التحالف"، وذكر ان الطرفين اتفقا على ان المجلس التشريعي الموقت يجب ان يكون شرعياً "يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً". واتفق الطرفان ايضاً على العمل لتحسين الآليات الكفيلة بإنجاح مهمات العملية السياسية وايجاد الصيغة الميسورة التي تكفل للعراقيين ان يستعيدوا السيادة وان يكون لهم تمثيل حقيقي في هيئات السلطة. واشار الباجه جي الى ان ذلك سيكون واحداً من أهم محاور محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.