يقول اختصاصيون في جراحة التجميل وجراحة الجلد إن عمليات تجميل الأنف وتكبير أو تصغير الصدر أو حشو تجاعيد الوجه وشد الجفون هي من اكثر العمليات شيوعاً في الأردن. وبدأت هذه العمليات تزداد بين الرجال الذين يريدون أن يظهروا حوالى خمس سنين أصغر من عمرهم الحالي. كما ان هناك طلباً متزايداً من الرجال الصلع على زراعة الشعر في مراكز متخصصة تعرض خدماتها عبر إعلانات الصحف المبوبة وبروشورات ملونة تقارن رأس الرجل ما قبل زراعة الشعر بما بعده. وبحسب مؤشرات يتناولها اختصاصيو التجميل، زاد عدد عمليات التجميل 5 في المئة سنوياً على مدى السنوات الأخيرة. وثمة من يقول إن معدل انفاق الأردنيين على هذه العمليات يزيد بمعدل مليوني دينار في السنة، اي 3 أضعاف ما كان عليه في التسعينات. ولا تتوافر احصاءات دقيقة عن العمليات تحسباً من الضرائب. ويقول رئيس "الرابطة العربية لجراحة التجميل والحروق" عبدالسلام أبو الفيلات، ان جراحة التجميل "لم تعد حكراً على النساء، فقد دخل الرجل بقوة على طلب جراحة التجميل وبخاصة في الفئات العمرية بين 40 و50 عاماً". ويضيف: "لقد تغيرت مفاهيم الجمال جذرياً وأصبح المظهر الخارجي مهماً للرجل اجتماعياً وبطاقة دخول للعديد من المهن. وكذلك، هناك خوف من الشيخوخة المبكرة والتي تشكل كابوساً للعديد من الرجال". وفي عام 1990، كانت نسبة الذكور الذين اجروا عمليات تجميل وترميم واحداً لكل ست نساء، اما حالياً فبلغت النسبة ثلاثة رجال لكل سبع نساء. وبحسب اختصاصيي التجميل، يطلب الرجال عادة عمليات لشفط الدهون، جراحة تجميل الوجه، تصغير الثدي وحقن الجلد المترهل بحشوات الدهون او البوتكس، وهو نوع من السموم المستحضرة من البكتيريا تساعد في تخفيف التجاعيد في منطقة الجبهة وزوايا العين الخارجية لفترة محددة وتكرر عند الحاجة. وتنتشر أيضاً جراحة تجميل الأنف يين الشباب من خريجي الجامعات، طمعاً في زيادة فرص حصولهم على العمل مع ازدياد المنافسة وانتشار البطالة، على حد قول اختصاصي جراحة التجميل والترميم باسل قرّش. وتجرى في مستشفيات عمان وعيادات الاطباء ومراكز اخرى متخصصة جراحات تجميل متنوعة على ايدي اطباء ماهرين، سواء باستخدام الموجات فوق الصوتية لإزالة آثار ندبات او حروق، او جراحة تجميل للأنف وتضخيم الشفاة وشفط الدهون، وهي جراحات لا تلزم المريض المنامة في المستشفى. وعدا عن الحاجات الملحة نتيجة حوادث، تستهدف مراكز التجميل فئة المقتدرين الذين يرون في هذه العمليات حاجة ملحة لتحسين مظهرهم، مع التغيير الحاصل في معايير جمال الوجه والجسم. ويشير بعض الأختصاصيين في قطاع التجميل الى أنّ قسماً من السيدات يلجأ إلى جراحة التجميل بسبب الضغوط من الأزواج، الذين يبدون ملاحظات ترتبط بمن يظهرن على الشاشات وتسيطر أحياناً فيها التعليقات على أحاديث سهرة نهاية الأسبوع. يقول أحد جراحي التجميل إنّ سيدة "كانت تعيش تحت تهديد الطلاق حتى لجأت إلى تكبير صدرها"، ويعلق: "بهذه العملية كسبت المرأة زوجها وبيتها". ومع التقدم في عمليات التجميل وتقنية جراحة الجلد، ازدادت حيرة السيدات إزاء تنوع الاختيارات المتاحة واستغناء قسم من العمليات عن الجراحة التقليدية والتخدير العام. ويقول قرّش: "كانت المرأة سابقاً تنتظر حتى سن الخمسين وتضطر للقيام بجراحة تجميلية لشد الوجه. أما الآن فالكثير من الفتيات فوق الثلاثين عاماً لا يتردد في المجيء الى العيادة لإزالة أي أثر لتجاعيد مبكرة، وهذا النمط لم يكن مألوفاً". وتستخدم بعض السيدات اسماء مستعارة عند القيام بجراحة تجميل في محاولة لاخفاء هويتهن لئلا يتعرف اليهن العاملون في المستشفى. ويكثر غالباً الطلب على جراحة تجميل الأنف في الفترة التي تسبق خطوبة الفتيات، او حقن البوتكس في موسم الاعياد والسهرات والمناسبات الخاصة لمن هم أكبر سناً. وتحضر احياناً الزبائن صوراً لممثلات او مغنيات شهيرات ويطلبن من جراح التجميل تغيير شكلهن على غرار الصور. وتراوح تكاليف جراحة تجميل الانف بين الفين وثلاثة آلاف دولار، وعملية شد الوجه بين خمسة آلاف وسبعة آلاف دولار، وعملية تكبير الثدي بين ثلاثة آلاف واربعة آلاف دولار. ويدفع المريض مقابل حقن البوتكس ما بين 450 دولاراً و700 دولار، وينصح الاطباء المرضى احياناً بمشاركة الحقنة كي يختصروا عليهم التكاليف.