اجتاز "مؤتمر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العالم العربي" مرحلة الاختبار لإثبات وجوده، ودخل طور المنافسة الشديدة والجادة مع المؤتمرات العربية والاقليمية الأخرى. وجاءت دورته الثالثة، التي عقدت بين 31 آب أغسطس و2 أيلول سبتمبر الجاري في القاهرة، لتطرح تساؤلات في شأن قضايا عدة، في مقدمها: هل سيستمر المؤتمر في السباحة وسط تيارات مُعاكسة؟ وهل يمكنه عمل التوأمة المطلوبة بين عربي وأجنبي في ظل خلط الأوراق القائم حالياً في المنطقة. يرى كثيرون أن مجرد عقد الدورة الثالثة من دون تأجيلها، بعد تأجيلها مرة واحدة في آيار مايو الماضي، هو شهادة نجاح. ولوحظ غياب مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين العرب، وهو أمر مثير. وعلى رغم ذلك، نجح "منتدى مصر الاقتصادي الدولي" في ملء غياب المختصين العرب وممثلي القطاع الخاص. كوكتيل عربي في التكنولوجيا ولوحظ حرص المؤتمر على عمل توليفة من الشخصيات تمكنت من تقديم جرعة تكنولوجية معقولة. وعُرِضَت تجارب ناجحة في تعامل الدول مع التطور التكنولوجي. وقدمت ايرلندا ممثلة في وزير الاتصالات ومجموعة رجال الأعمال تجربتها الرائدة. وفصّلت كوريا الجنوبية تجربتها الغنية. وأعطت مشاركة شخصيات عربية بارزة انطباعاً ايجابياً. وتوافر "كوكتيل عربي" تكنولوجي، حيث يسعى كل واحد الى عرض تجربة بلاده أو محاولته الإفادة من تجارب بلاد أخرى للوقوف على ما يمكن عمله للنهوض ببلاده. وحدثت استفادة عربية على مستوى المشاركة "على رغم قلتها". وجاءت المشاركة المصرية ممثلة في وزير الاتصالات والمعلومات الدكتور أحمد نظيف جيدة، وجددت مصر إعلانها مبادرة مجتمع المعلومات المصري الذي أنجز أخيراً في عنوان "بناء وتنمية مجتمع معلوماتي طموح" وإنشاء صناعة قوية موجهة للتصدير. وأشاد الحضور بالمبادرة واعتبرها كثيرون نموذجاً يحتذى لإدخال تكنولوجيا المعلومات كأداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعرضها على القمة العالمية للمعلومات في جنيف في كانون الأول ديسمبر المقبل. وحضر وزير الاتصالات الأردني فواز الزعبي والسوري محمد بشير المنجد واللبناني جان لوي قرداحي، ووزير الاقتصاد والتجارة اللبناني مروان حمادة، ووزير التخطيط الأردني باسم عوض الله، ونائب رئيس القوة التابعة للأمم المتحدة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات طلال أبو غزالة. وشاركت مجموعة من ممثلي المؤسسات العالمية، مثل أمري بركن نائب رئيس شركة مايكروسوفت لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا، وألفريد بركلي نائب رئيس مؤسسة "ناسداك" لأوراق المال في الولاياتالمتحدة.