بدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاتهم بعد ظهر امس وسط تباين في الرأي من مسألة الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي في العراق وحكومته كممثل شرعي للشعب العراقي، والصفة التمثيلية للعراق في اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تنعقد غداً في القاهرة. وفيما تؤيد اربع دول خليجية، هي الكويت وسلطنة عمان وقطر والامارات، تمثيل الحكومة العراقية الجديدة في اجتماعات الجامعة العربية، فإن السعودية ما زالت تتحفظ على موضوع تمثيل مجلس الحكم الانتقالي للعراق بمختلف فئاته واطرافه السياسية. وأبدى مصدر سعودي خشية المملكة من ان يؤدي تمثيل الحكومة العربية الحالية "تحت الاحتلال" الى الاعتراف الشرعي بها، واشار الى أن قرار مجلس الأمن الرقم 1500 الخاص بالعراق لم يعترف بمجلس الحكم الانتقالي ممثلاً شرعياً للعراق. واكد المصدر "ان التعامل مع مجلس الحكم وحكومته التي شكلها كأمر واقع يجب ان لا ينظر اليه كاعتراف، وان حضور ممثلين عن الحكومة العراقية لاجتماعات الجامعة العربية، في حال حصول ذلك فعلاً، يجب ان لا ينظر اليه كاعتراف بهذه الحكومة". ولوحظ ان كلمة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الاجتماع في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الخارجية الخليجيين لم تتطرق الى مسألة الاعتراف بالحكومة العراقية او بتمثيلها لبغداد في الجامعة العربية، لكن الوزير القطري رحب بتشكيل مجلس الحكم الانتقالي واعلان الحكومة الجديدة في العراق. ومثل هذا الترحيب لا خلاف عليه في العواصم الخليجية. وعلمت "الحياة" انه يتبلور حاليا موقف عربي يؤيد حضور ممثل عن الحكومة العراقية لاجتماعات مجلس وزراء الجامعة العربية ولكن "كمراقب من دون وضع علم العراق على طاولته". وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح دعا في تصريح له قبل مغادرته الكويت امس الى جدة الى "إفشال أي خطط تهدف الى عزل العراق وإبعاده عن محيط الأمة العربية". واكد على "ان يبقى العراق في حاضنة الأمة العربية". وقال ان هناك من "يعمل ضد المصلحة العربية ويعمل على عزل اشقائنا في العراق عن محيطهم العربي باستخدام مبررات مختلفة". وشدد على "ضرورة ان يسعى العرب الى افشال هذا المخطط لعزل العراق ولجعل العراق يبتعد اكثر عن أمته العربية".