تدفق المئات من مناهضي العولمة امس، الى منطقة ريفا ديل غاردا حيث افتتح اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى للبحث في اقرار أول دستور للاتحاد. وهاجم المتظاهرون السيارات المحيطة بالمنتجع السياحي على ضفاف البحيرة حيث مقر الاجتماع، محاولين اختراق صفوف الشرطة الايطالية ومطلقين شرارات نارية باتجاه المنتجع. وحطمت مجموعة من المتظاهرين اربعة سيارات متوقفة للشرطة ورددوا هتافات معادية لسياسات الاتحاد الاوروبي وللعولمة. ونظم التظاهرات تنظيم "ديس اوبيدينت" غير المطيعين الايطالي المتطرف. وهتف زعيم التنظيم لوتشا كاساريني امام عناصر الشرطة المحتشدين حول المنتجع إن "هذا هو استخدام القوة العسكرية لتلقين المواطنين ماذا ينبغي ان يفعلوا وألاّ يفعلوا". وكشف كاساريني ان نحو 20 الف متظاهر سيتجمعون اليوم السبت للاحتجاج على سياسات الاتحاد. ورأى بعض المراقبين ان الاحتجاجات جاءت قبل ايام من بدء محادثات منظمة التجارة العالمية في مدينة كانكون المكسيك بسبب رغبة مناهضي العولمة في التصعيد قبل الوصول الى اجتماع المنظمة. ويذكر ان المسؤول عن الامن في محيط الاجتماع كان مسؤولاً عن امن اجتماع منظمة التجارة العالمية في جنوى التي قمعت فيها احتجاجات مناهضي العولمة، ما اسفر عن مقتل متظاهر واصابة آخرين. ويبحث الوزراء العمل في شأن استراتيجية امنية جديدة لجعل الاتحاد الاوروبى اكثر فاعلية وتجنب ازمات مستقبلية مثل خلافهم على الحرب على العراق. ويناقش المجتمعون كذلك طلباً اميركياً بإرسال وحدات عسكرية تابعة لدول الاتحاد الى العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط، اضافة الى ادراج حركة حماس على لائحة التنظيمات الارهابية التابعة للاتحاد. وستقترح ايطاليا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد، وضع جدول زمني وسبل الاعداد لمؤتمر حكومي حول الدستور الذي تأمل بأن ينتهى اعداده في نهاية العام الجاري. وكان وزراء خارجية 15 دولة من الاعضاء الحاليين والمرشحين لعضوية الاتحاد انتقدوا بشدة اول من امس، مسودة الدستور الاوروبي التي اشرف على اعدادها الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان، معتبرين انها لمصلحة الدول الكبرى في الاتحاد.