اختتم قادة دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاتهم في منتجع "بورتو كاراس" القريب من مدينة سالونيكي اليونانية أمس، بإصدار بيانهم الختامي الذي توخى حلولاً وسطية لاحتواء خلافاتهم، فيما يجتمع مسؤولون كبار من كرواتيا والبوسنة وألبانيا ومقدونيا واتحاد صربيا والجبل الأسود مع قادة للاتحاد اليوم السبت في المنتجع للبحث في مشكلات منطقة البلقان واستقرارها واقتراب دولها مع شروط الاتحاد. ووافق قادة الاتحاد من حيث المبدأ على "دستور الاتحاد الأوروبي" بعد إجراء بعض التعديلات على المسودة التي أعدتها اللجنة الخاصة بمستقبل أوروبا إثر عمل استمر 16 شهراً بإشراف الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان. وتركزت التعديلات على إبدال نظام الرئاسة الدورية المعمول به حالياً من خلال انتخاب رئيس للاتحاد وتعيين وزير لخارجيته وتقليص صلاحيات اللجنة الأوروبية، على أن يؤخذ بذلك اعتباراً من العام المقبل، بعد انتهاء فترة رئاسة إيطاليا التي تبدأ مطلع الشهر المقبل. وجاءت التعديلات بناء على ملاحظات عدد من الأعضاء خصوصاً بريطانيا وإسبانيا والنمسا. وكان رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي انتقد ما ورد في مسودة الدستور من تقليص لصلاحيات اللجنة الأوروبية. قضية اللجوء وفي شأن قضية اللجوء، اتفق قادة الاتحاد على ضرورة زيادة الإجراءات الأمنية على حدود بلدانهم لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير أجهزة فنية متطورة لضمان سلامة التعامل بجوازات السفر الأوروبية. وتم ذلك، بعد التخلي عن الاقتراح البريطاني المتشدد تجاه طلبات اللجوء بإقامة "أماكن حماية موقتة" قرب مناطق الأزمات، لبحث طلبات اللاجئين قبل السماح لهم بالدخول إلى دول الاتحاد، إذ سبب الاقتراح انقساماً شديداً، ودعمته هولندا والدنمارك والنمسا وإيرلندا، فيما عارضته غالبية الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد. وأشارت وزيرة خارجية النمسا بنيتا فيريرو فادنر، في تصريح صحافي، إلى أن الاقتراح "لم يهمل نهائياً وسيثار مرة أخرى في المستقبل" عاكسة بذلك موقف فيينا المتشدد من قضايا الهجرة واللجوء. وقررت دول الاتحاد الإسهام في صندوق عالمي لمحاربة مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز والتدرن والملاريا، بمبلغ بليون دولار خلال العام المقبل، وجاء هذا التمويل الأوروبي ليحذو حذو الولاياتالمتحدة التي كانت أعلنت عن التبرع بمبلغ مماثل. تحذير بشأن التسلح وفي إطار موقف الاتحاد الأوروبي الرامي إلى مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، قرر القادة الأوروبيون تحذير إيران وكوريا الشمالية من عواقب الاستمرار في برامجهما النووية المزعومة، وبأن روابطهما التجارية وعلاقاتهما مع دول الاتحاد ستعتمد على مدى تحقيق تقدم في مجال إثبات براءة الدول المتهمة بمحاولة حيازة أسلحة الدمار الشامل، والإذعان الكامل للالتزامات الدولية الخاصة بالحد من انتشار هذه الأسلحة، بما في ذلك القبول بتفتيش دولي دقيق. تظاهرات المناهضين وواصل مناهضو العولمة تظاهراتهم في مدينة سالونيكي، وعلى رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات اليونانية حول منتجعه "بورتو كاراس" فقد تمكن فريق من المتظاهرين من الوصول أمس، إلى ضواحي المنتجع، لكن اخفقوا في التقدم نحو مقر الاجتماع. وحدثت اشتباكات متفرقة بين المتظاهرين وقوات الأمن، لكن لم تتوافر معلومات عن حصول إصابات ذات شأن في أي من الطرفين. وزاد عدد المتظاهرين، ووصل إلى أكثر من مئة ألف شخص، بعدما أعلنت نقابات العمال في سالونيكي انضمامها إلى مناهضي العولمة. وأغلقت المحال التجارية في سالونيكي وأحيطت المحال الكبرى ذات الواجهات الزجاجية بصفائح معدنية لمنع إلحاق أضرار بها، فيما زادت السلطات عدد قواتها الأمنية إلى أكثر من 20 ألف شرطي وجندي، فيما واصلت المروحيات التحليق في أجواء المنطقة، وقامت الزوارق العسكرية بدوريات في سواحلها البحرية. واستخدمت الطائرات المروحية في نقل القادة من مكان الاجتماع إلى المطار الذي يمنع الاقتراب منه لمسافة كيلومترين، في حين جرى نشر صواريخ مضادة للطائرات في المنطقة تحسباً لأي عمل إرهابي.