يتأهب حشد من مناهضي العولمة يضم مختلف فئات البشر، من فوضويين ايطاليين الى فلاحين مكسيكيين، لمعركة في مدينة كانكون في المكسيك أحد أشهر مواقع السياحة العالمية. وينتظر وصول عشرات الالوف لعرقلة مؤتمر منظمة التجارة الدولية حول تحرير اسواق التصدير العالمية. ويقول نشطاء ان الغضب من حرب الولاياتالمتحدة ضد العراق سيضيف الى حدة التظاهرات ضد المؤسسات التجارية العالمية في شوارع كانكون التي تحفها الاشجار. وقالت ديبورا جيمس من اتحاد حقوق الانسان في سان فرانسيسكو: "نقول ان العولمة حرب بوسيلة اخرى ولكن الحقيقة ان الحرب عولمة بوسيلة اخرى. كانت الحرب وسيلة لتخصيص صناعة النفط العراقية". وستنشر السلطات المكسيكية قوات الامن ولكنها تأمل أيضاً بأن يساهم انتهاج اسلوب معتدل على تحاشي صدامات مشابهة لما حدث في اجتماعات سياتل عام 1999. وخُصصت مبان عامة ومساحات على الشاطىء ليعقد فيها المحتجون ندوات ومناقشات حوق قضايا حيوية تراوح بين مواضيع التمييز بين الجنسين في سوق العمل الى حقوق العمال. وايضاً لاقامة حفلات موسيقية للتنفيس عن مشاعرهم. وقال خوسيه ادواردو غالفيز نائب رئيس بلدية كانكون: "منحهم اماكن يعربون فيها عن ارائهم يساعد بالتأكيد على تجنب العنف". وتمثل المنطقة الفندقية في كانكون، حيث اقامت شركات كبرى متعدد الجنسيات فنادق فخمة ومطاعم للوجبات السريعة، عولمة السياحة. واللغة السائدة الانكليزية والعملة الدولار الاميركي. وتستقبل كانكون رحلات طيران خاصة مباشرة من الولاياتالمتحدة واوروبا. وتفتخر كانكون بطقس معتدل طوال السنة. ولكن على رغم ان شواطئها البيضاء تجتذب مليوني سائح سنوياً فان منتقدين كثيرين ينددون بنوعية السياحة فيها. وتعتزم الشرطة ابعاد المتظاهرين بمسافة كافية عن منطقة الاجتماع الذي يحضره وزراء تجارة 146 دولة. كما يمكن ان يسود المؤتمر مناقشات حامية وخلافات حادة حول سياسة الدول الغنية الزراعية وقيود الاتحاد الاوروبي على وارادت المنتجات الغذائية التي استخدمت فيها التكنولوجيا البيولوجية. ومن المنتظر ان يخفف اتفاق يسمح للدول الفقيرة بانتاج نسخ رخيصة السعر من أدوية تنتجها شركات كبرى لمكافحة امراض مميتة مثل الايدز من غضب المحتجين ولكن ذلك لن يوقف ثورتهم. وتقوم سفينتان من الاسطول المكسيكي بدوريات قبالة ساحل كانكون لردع اي محاولة ارهابية ضد الاجتماع. وتتوقع السلطات المحلية وصول 50 ألف ناشط الى كانكون وتظاهرتين كبيرتين، الاولى موكب للمزارعين في 10 أيلول قبيل المؤتمر وبعد ثلاثة أيام تظاهرة اخرى بمناسبة "اليوم العالمي لمواجهة عولمة الشركات والحرب". ويقول نشطاء ان الحركة المعادية للعولمة نضجت منذ حوادث الشغب والعنف في سياتل وقمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في جنوة عام 2001 حيث اطلقت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت احدهم.