استبقت اسرائيل انعقاد المجلس التشريعي الفلسطيني امس بالاعلان عن ان الضغوط الاميركية والاوروبية والعربية على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونواب المجلس فعلت مفعولها، وحالت دون حجب الثقة عن حكومة محمود عباس ابو مازن. ونقلت الاذاعة العبرية عن محافل سياسية في تل ابيب "نصيحتها" المبطنة بتهديد الفلسطينيين والرئيس عرفات بأنه "ليس من مصلحتهم" اسقاط حكومة "ابو مازن" وان اسرائيل سبق واوضحت انها لن تتعامل مع حكومة فلسطينية اخرى "على رغم ان ابو مازن لم يف تعهده العمل ضد قواعد الارهاب". واعتبر وزير الدفاع شاؤول موفاز الفترة الوشيكة "مصيرية ستحدد اتجاه الامور" مضيفاً ان الحكومة الفلسطينية وابو مازن سيفقدان مكانتيهما الدولية اذا أمعنا في الاحجام عن تفكيك البنى التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية و"ضرب التنظيمات الارهابية التي ترتكب جرائم ضد الانسانية"! مهدداً بأن جيش الاحتلال لن يتردد في القيام بهذه المهمة في حال لم تتحرك السلطة الفلسطينية. وكررت الاذاعة العبرية ان مدير مكتب رئيس الحكومة دون فايسغلاس الذي يزور الولاياتالمتحدة "لتنسيق الخطوات ضد المنظمات الارهابية" خرج بانطباع ان الولاياتالمتحدة تمنح حليفتها ضوءاً اخضر وتطلق يديها في مواصلة اغتيال الكوادر الفلسطينية. في المقابل تحدثت المحافل السياسية عن غضب اسرائيل على الاتحاد الاوروبي "العجزة" عن اتخاذ قرار قي الاجماع الذي يعقده وزراء خارجيته غداً في روما، بادراج "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بجناحيها السياسي والعسكري على لائحة "التنظيمات الارهابية" ما يحول برأيها دون تجفيف مصادر التمويل وتجميد ارصدتها المصرفية. وعزت اسرائيل فشلها في استصدار قرار كهذا الى الموقف الفرنسي المعارض. هليفي: "حماس" لن تتبخر وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي المستقيل افرايم هليفي اسرائيل الى الكف عن الوهم بأن "حركة حماس ستتبخر"، وقال ان من غير الممكن تجاهل تنظيم سيكون في نهاية المطاف جزءاً من السلطة الفلسطينية ويحظى بتأييد واسع في المجتمع الفلسطيني مقترحاً ان تتركز العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد "الجناح الارهابي" والتلميح للقيادة السياسية للحركة بضرورة الاعتدال. واعتبر هليفي، الذي شغل سابقاً منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الموساد، "خريطة الطريق الدولية" خطة سياسية سيئة للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. محذراً حكومته من قبول "اتفاق مفروض" لأن تجربة الماضي اثبتت ان مثل هذه الاتفاقات جاءت بحلول موقتة. ودعا الحكومة الى تغيير سياستها الحالية واعتماد معادلة "اقتراحات سخية لقاء مردود ملموس"، مثل اخلاء المستوطنات في قطاع غزة مقابل تنازل الفلسطينيين عن حق العودة "خصوصاً انه لا بد من اخلاء القطاع على رغم الألم الذي ينطوي عليه هذا الاجراء الدراماتيكي". ويقترح هليفي ايضاً اطلاق سراح أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي وأسرى "ملطخة اياديهم بالدماء" يمكن ان يشكلوا جزءاً من تحالف براغماتي نكون قادرين على التعامل معه ويكون بمقدوره اتخاذ قرارات مؤلمة"، فضلاً عن الصدى الطيب في الشارع الفلسطيني الذي سيحدثه اطلاق سراح البرغوثي. وانتقد هليفي، في سياق مقابلة مع صحيفة "هآرتس" طريقة اتخاذ القرارات في مكتب رئيس الحكومة ارييل شارون، وتحديداً في قضايا مصيرية وقال ان قرارات عدة "اتُخذت بسهولة لا تطاق" وان ما يحصل داخل المكتب لم يشهده خلال السنوات ال15 التي عمل فيها الى جانب خمسة رؤساء وزراء: "تحصل امور أعجز عن تفسيرها ونشأ وضع لا يمكن اتخاذ قرارات مهمة بشكل منتظم".