يستقبل الجنوبيون واللبنانيون عموماً الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه بألم وحزن شديدين لعدم الكشف عن ملابسات هذا الإخفاء المريب. وزاد ألم وحزن الجنوبيين المحبين لسماحة الإمام ان تقوم هيفاء وهبي، دعية الفن والموهبة، باستقبال احمد قذاف الدم، والترحيب به، واصطحابه في جولات شملت بيروت وتركيا وفرنسا، متناسية أن الفن الأصيل هو رسالة مقدسة، وموقف ورأي، ووطنية وكرامة وإباء. وحينما يخرج عن هذا الإطار يصبح الفن عبثاً ولهواً ومجوناً. والفن الراقي هو وسيلة ثقافية بناءة جديرة بالتقدير والاحترام. ولنا عبرة بالفنانين العظام أمثال السيد درويش ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وغيرهم. فهؤلاء العظام الكبار شاركوا الجماهير المصرية والعربية آلامها وأفراحها وأحزانها وأحلامها. فأنشدوا للفلاح والعامل والأرض والحقل والمصنع وللسد العالي والعروبة، بينما هيفاء وهبي المغرورة بجمالها، وهي الجنوبية بنت الجنوب الأشم، تتجاهل أحاسيس وأحزان وآلام أبناء جلدتها الجنوبيين في سخطهم وغضبهم على النظام الليبي الذي يحملونه المسؤولية عن اختطاف واخفاء سماحة الإمام الصدر. وهذا التحدي السافر من قبل هيفاء وهبي للجنوب وأبناء الجنوب وشعب لبنان هو بداية السقوط نحو الهاوية. ونحن بصراحة نقول لهيفاء وهبي: أنت من نسيت أهلك، وأنت من تخليت عن ثوبك، وأنت من هجرت دارك، وأنت من انحاز للإرهاب، بينما نحن أهل الجنوب لن نلبس ثوباً غير ثوبنا، ولن نتخلى عن مبادئنا وقناعاتنا وحقنا بأن يقر ويعترف النظام الليبي بمسؤوليته عن اختطاف واخفاء سماحة الإمام موسى الصدر ورفيقيه. صور - د. قاسم اسطنبولي