فشل الادعاء الاندونيسي في ادانة رجل الدين الاندونيسي ابو بكر باعشير بتزعم "الجماعة الاسلامية" التي تتهم بتنفيذ هجمات عدة في جنوب شرقي آسيا، لكن المحكمة دانت باعشير 65 عاماً بتهمة أخرى هي "الخيانة" وحكمت عليه بالسجن اربع سنوات. ورفض باعشير الحكم وتعهد باستئنافه، لكنه طلب من انصاره التحلي بالهدوء وتفادي الوقوع في فخ "المحرضين الاميركيين". وردد انصاره داخل القاعة وخارجها هتافات الله اكبر، في اشارة تأييد له واحتجاج على الحكم. واعتبرت المحكمة في حيثيات قرارها ان باعشير تواطأ في مؤامرة لاطاحة الحكومة، لكنها برأته من لعب دور قيادي في هذا الشأن. وقال رئيس المحكمة القاضي محمد صالح: "لا يوجد دليل كاف للقول ان باعشير هو زعيم ومنظم عمليات التخريب بهدف اطاحة الحكومة"، ولكنه اكد مشاركته فيها. ورأى القاضي ايضاً ان "لا دليل" على تزعم باعشير "الجماعة الاسلامية" التي تتهم بالارتباط بتنظيم "القاعدة". واكد القضاة إنه لا يوجد دليل على ان باعشير امر باغتيال ميغاواتي سوكارنوبوتري عندما كانت تتولى منصب نائب الرئيس في عام 2000. واوضح رئيس المحكمة ان الشاهد الوحيد على علاقة باعشير بهذه المؤامرة كان فايز ابو بكر بافانا المعتقل في سنغافورة حيث يشتبه في انه من اعضاء "الجماعة الاسلامية". وكان الادعاء وجه الى باعشير تهمة شن "حملة ارهابية" بهدف اطاحة الحكومة الاندونيسية واقامة دولة اسلامية في البلاد، وطلب سجنه ل15 عاماً. "الجماعة" تدهش السلطات الآسيوية وعلى صعيد آخر، اقر مسؤولون وباحثون دوليون بأن "الجماعة الاسلامية" وغيرها من التنظيمات المتشددة في آسيا، اظهرت صموداً مدهشاً أمام جهود عالمية للقضاء على الارهاب. واعترف محللون وعملاء استخبارات بأن الشيء المؤكد هو ان شخصاً ما في مكان ما، يدبر هجمات جديدة ونجاحه محتوم، وذلك على رغم اعتقال مئات المشتبه بانتمائهم الى "الجماعة" في العامين الماضيين. وقال روس باباغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية في كانبيرااستراليا: "اعتقد انه يجري تدبير عمليات جديدة وان بعضها قد يكون شديداً فعلاً". وكشف متشددون معتقلون اثناء استجوابهم وجود شبكات اكبر بكثير مما كان يعتقد. ورأى عدي بهاسكار عضو معهد الدراسات والتحليلات العسكرية ان بعض "خلايا الارهاب النائمة" نشطت وبدأت تعمل منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر. وقال إن "هذا النمط لن يتزايد فقط ولكن سيصبح أكثر كثافة في الاشهر القليلة المقبلة". واعتبر سيدني جونز من مركز دراسة الازمات الدولية ان "التحقيق مع المشتبه بانتمائهم الى الجماعة الاسلامية، كشف ان التنظيم أكبر بكثير مما كان يعتقد وان قياداته عميقة". حماية الطائرات الاميركية واعلن وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج خططاً لتوفير خمسة آلاف حارس مسلح للعمل في الطائرات المدنية، وإعادة تدريب ضباط فيديراليين آخرين يمكن نشرهم لحراسة الطائرات. وستنقل خدمة حراسة الطائرات الفيديرالية ووحدة مكافحة المتفجرات الى مكتب الهجرة والجمارك بدلاً من ادارة امن المواصلات التي تتولاها حالياً. واعلن ريدج تزويد جميع الولايات والاراضي الاميركية بأجهزة اتصالات صوتية ومرئية لتحسين تبادل المعلومات السرية في شأن التهديدات الارهابية. واكد مسؤولون اميركيون ان هذا التعديل سيساعد على تحسين تنسيق المعلومات وتبادلها بين مسؤولي ادارة الهجرة والجمارك وبين حرس الطائرات، وسيمكن كذلك من زيادة القدرة على الاستجابة لتهديدات محددة. ذكرى 11 أيلول "بسيطة" ومن جهة اخرى، تتسم مراسم احياء الذكرى الثانية لهجمات 11 ايلول بعد ايام قليلة، بالبساطة وستكون اقل ضخامة من مراسم الذكرى الاولى، لتشدد هذه المرة على مأسوية الحدث. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ إن "هدفنا هو اقامة مراسم بسيطة ومشحونة بالمشاعر تكرم ذكرى الذين فقدناهم حتى نتذكرهم في شكل افضل". وستجري بلدية نيويورك المراسم في موقع البرجين التوأمين، ويقوم اطفال خلالها بتلاوة اسماء ضحايا الهجمات. وتنتهي المراسم بتكريم موسيقي بعد وضع باقات واكاليل من الازهار. واكد غلين فلود الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ان احتفاء الوزارة هذا العام لن يكون "مماثلاً للعام الماضي"، مشيراً الى انه "سيكون على الارجح بسيطاً للغاية". وتوقعت كبرى شبكات التلفزيون الاميركية تقليص تغطيتها للحدث هذا العام. وقالت ناطقة باسم شبكة "سي بي اس": "أمن الجميع العام الماضي بثاً متواصلاً على مدى ساعات، ولكن هذه السنة لن تشهد هذا العدد من الاحتفالات". نيويورك: مخاوف وعدم ثقة ببوش اظهر استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة "دايلي نيوز" الاميركية ان غالبية سكان نيويورك تخشى وقوع هجمات جديدة ولا تؤيد سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في مجال مكافحة الارهاب. وقال 86 في المئة من المشاركين انهم لن "يتفاجأوا" في حال وقوع هجوم جديد، فيما رأى 25 في المئة ان هجوماً جديداً على المدينة "مرجح جداً"، واعتبر 61 في المئة انه "ممكن". واكد نحو 56 في المئة انهم لا يؤيدون موقف بوش في "حربه ضد الارهاب" في حين اعرب 34 في المئة عن تأييدهم له. واعتبرت الصحيفة ان هذه النقطة الاخيرة تشكل "تحولاً كبيراً" ذلك انه قبل سنة، كان 50 في المئة يؤيدون سياسة مكافحة الارهاب التي تنتهجها واشنطن و42 في المئة يعارضونها. واعتبر 59 في المئة من المستطلعين ان التدخل الاميركي في العراق وفي الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني يزيد من مخاطر الهجمات. وحول التدخل في العراق، انقسم الرأي العام في نيويورك، اذ رأى 50 في المئة انها ليست فكرة جيدة فيما اعتبر 41 في المئة عكس ذلك. واعرب 64 في المئة من سكان نيويورك عن تأييدهم للمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2004، في مقابل 20 في المئة ايدوا بوش. وكان بوش حاز عام 2000 على 19 في المئة من اصوات الناخبين في المدينة.