أهي الضحية أم الجلاد؟ اختلفت الآراء في الولاياتالمتحدة بعد عامين من هجمات 11 أيلول سبتمبر على نحو قد يعوق سعيها الى الحصول على مساعدة الدول الأخرى في مواجهة الآثار المترتبة على غزو العراق. أثارت الهجمات الانتحارية التي نفذت بطائرات مخطوفة على نيويوركوواشنطن عام 2001 تعاطفاً كبيراً مع أميركا ونحت الدول جانباً اختلافها مع السياسة الخارجية الاميركية ومنهج الرئيس جورج بوش لكن مشاعر التعاطف تبدلت عندما أعلن بوش حرباً غامضة على الارهاب بدأها بأفغانستان ثم نقلها الى العراق في خطوة أثارت جدلاً واسعاً. يقول عماد شاهين أستاذ العلوم السياسية في القاهرة ان المصريين يتساءلون هل المعاناة الانسانية الناجمة عن هجمات 11 أيلول تبرر مقتل آلاف الافغان والعراقيين. ويضيف: "بعد الحرب على العراق بدت الولاياتالمتحدة في عيون الكثيرين كقوة احتلال في المنطقة على نحو أحيا ذكريات الاحتلال الاوروبي في أوائل القرن العشرين وأضعف أي تعاطف معها لدى شعوب المنطقة". انصب عدم الارتياح بين حلفاء واشنطن في أوروبا على اقدامها على حرب وقائية واستعراضها تفوقها العسكري والاقتصادي واستهزائها بالمبادرات المتعددة الاطراف في مجالات منها الحد من ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم والعدالة الدولية. وأيدت بريطانيا ودول أخرى الحرب على العراق على رغم أن بعض المنتقدين في الداخل شككوا في حجم الخطر الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم يعثر لها على أثر حتى الآن. وربما أبدى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني تأييداً واضحاً لبوش لكن الاستخدام الاميركي للقوة بدد احساس التعاطف الذي شعر به كل الايطاليين تقريبا بعد 11 أيلول. وأعلنت الولاياتالمتحدة صراحة انها ستمضي وحدها في الحرب على العراق اذا استدعى الامر وشكلت ضغطاً على مجلس الأمن "ليثبت جدواه" من خلال المصادقة على الحرب لكن المجلس امتنع. وأحيا ما غدا عليه العراق بعد الحرب الجدل حول حدود القوة الاميركية، خصوصاً بعدما حدث الشهر الماضي من قصف للسفارة الاردنية ومقر الاممالمتحدة ومقام الامام علي. وأشارت الادارة الاميركية للمرة الاولى الى رغبتها في نشر قوة متعددة الجنسية بتفويض من الاممالمتحدة. لكن لن يسهل عليها أن تدع المعارضين لحربها على العراق يتباهون بصحة رأيهم. وقد ينجح بوش في كسب التأييد الشعبي في الداخل بتصوير القتال ضد المتمردين العراقيين، الذين يقال الان انهم يضمون متشددين اجانب، باعتباره جزءاً من "الحرب على الارهاب" لكن كثيرين في الشرق الاوسط يرون ان الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة هو المشكلة ذاتها.