في الأيام الأخيرة امتلأت شوارع لندن بلافتات تعلن عن حفلة "مؤسسة الأمل" ليلة الجمعة الماضية لجمع التبرعات لأطفال العراق المصابين بمرض اللوكيميا. وكانت اللافتات تحمل صوراً مختلفة للفنانين الذين تبرعوا بالغناء في الأمسية، من راقص الفلامينكو الاسباني هوكوين كورتيز الى المغنية التركية الحائزة جائزة "يوروفيشن" لهذا العام سرتاب ارينير، الى المغنية اللبنانية نوال الزغبي، خصوصاً في المناطق التي تتردد عليها الجالية العربية لتجذب الجمهور العربي الى الحفلة. وإذا كانت صور نوال طغت على صور فنانات أخريات مثل أليسا وافقن في الأيام الأخيرة على المشاركة في الحفلة الخيرية، فسبب ذلك أن نوال تعهدت بالمجيء قبل بضعة اسابيع من تاريخ الحفلة، ما جعل الترويج لها أكثر من الترويج لزملائها وزميلاتها. وكان اسم نوال على جميع البروشورات التي وزعت عن الحفلة وفي اعلانات الصحف ومن ضمنها اعلانات "الحياة" عن هذا الحدث العالمي. وكانت الحفلة غنية بمواهب من مختلف دول العالم... ما جعل الجمهور غزيراً ومتعدداً، فهناك من أتى للاستماع إلى ابن أو ابنة بلده، ومن أتى للتعرف إلى هذا أو ذاك من الفنانين الجدد. هكذا انتهى الجزء الأول من الحفلة بتصفيق حار متناغم مع دق الطبول الاسبانية على خطوات الراقص كورتيس. وبعد استراحة قصيرة، بدأت اعداد اكبر من الجمهور تصل الى القاعة وكان معظم هؤلاء من الجمهور العربي الذي أتى ليشاهد نوال الزغبي واليسا، ويستمع اليهما. وانطلق الجزء الثاني بالمغنية البريطانية سارة برايتمان التي غنت أغنية "انتهت الحرب" مع تسجيل فيديو كليب مع كاظم الساهر. وبعد فقرات موسيقية عدة توقع الجمهور ان تطل نوال الزغبي بحسب البرنامج الموزع... لكنها لم تظهر. فأعتقد ان السبب خلل تقني أو غلط في ترتيب الأسماء. وبقي الجمهور على حماسته وكرمه، خصوصاً أن الحفلة أقيمت لأهداف خيرية لا تجاريّة... لكن سرعان ما بدأ رد فعل الجمهور يتغير عندما تيقن من ان الزغبي لن تغني. وقام بعض الحاضرين بالأعتراض والهتاف بعصبية. وخلال مغادرة القاعة، سمعت الانتقادات على عدم حضور نوال، خصوصاً وان ثمن التذكرة الواحدة وصل إلى 350 جنيهاً استرلينياً، وكانت الاعلانات كافة تعد بحضور نوال، بما فيها الاعلان على الموقع الالكتروني لمسرح "رويال ألبرت هول" اللندني. ويزيد من الاستغراب أن الفنانة اللبنانية تحدثت مراراً عن حبها لشعب العراق ورغبتها في مساعدته للخروج من محنته. وعادت إلى الأذهان زيارتها لبغداد العام الماضي قبل سقوط نظام صدام حسين، حيث أحيت حفلة في ملعب الشعب. وتكاثرت التأويلات والاجتهادات حول تخلّف النجمة اللبنانية... خصوصاً أنّها لم تعتذر، ولم ترسل تسجيلاً أو رسالة اعتذار... كما فعل الفنان البريطاني ستينغ الذي خاطب جمهوره معتذراً، وداعماً لجهود "مؤسسة الأمل". ولم تستطع "الحياة" الحصول على توضيح من منظمي الحفلة الذين فضلوا عدم التعليق.