ألهب المغني البريطاني ستينغ ليل الأربعاء - الخميس، الجمهور اللبناني في حفلة أحياها مع فرقته في مجمع «بيال» للمعارض وسط بيروت، ضمن جولته «باك تو بايس». وغنى ستينغ الذي رافقته فرقة من خمسة أعضاء على مدى ساعتين في قاعة امتلأت تماماً وحضنت أكثر من ثمانية آلاف شخص غنوا ورقصوا على أنغام أغاني الفنان الحائز جوائز كثيرة لا سيما جوائز «غرامّي». وفي زيارته الثانية للبنان بعد مهرجانات بعلبك في عام 2001، غنى ستينغ، واسمه الأصلي غوردن سامرز، من أغانيه القديمة والجديدة، متنقلاً بين الروك الصاخب والأغاني الهادئة، وبين أعمال ألّفها مع فرقته السابقة «بوليس» وأعمال منفردة. واستهل حفلته سائلاً الجمهور «بيروت كيف الحال؟» بالإنكليزية ألحقها بكلمة عربية ضاعت وسط صيحات الجمهور المتلهّف للاستماع إليه. وحرص بعد ذلك إلى التوجه بالفرنسية الى إلجمهور ومترجماً عناوين الأغاني الجديدة. وأدى ستينغ البالغ من العمر 61 سنة، برفقة غيتاره، أغاني روك سريعة وصاخبة تعود إلى بدايات مسيرته الفنية، وأغاني شعبية معروفة مثل «ديموليشن مان» و «إينغليش مان إن نيويورك» و «فيلدز أوف غولد» و «شايب أوف ماي هارت». وعندما أتى دور أغنية «هافي كلاودز» طلب المغني البريطاني من الجمهور أن يرد عليه كلما وردت كلمة «هافي كلاودز» بكلمة «نو راين»، فلبى الجمهور النداء بكل حرفية وحماسة كما لو أنه تدرب على الأغنية آلاف المرات. وقد بلغت الحماسة بعدها مستويات عالية جداً مع أولى نغمات «مسيدج إن أي بوتل» الشهيرة التي تعود إلى مرحلة فرقة «بوليس»، وألحقها ستينغ مباشرة بأغنية «شايب أوف ماي هارت». ومع أغنية «دودو دادا» تحولت القاعة إلى جوقة من آلاف الحناجر الملتهبة، وقد توقف المغني البريطاني عن الغناء مستمتعاً بالاستماع إليها. بعدها استعرض أفراد الفرقة مهاراتهم في العزف المنفرد، ولا سيما عازف الكمان وعازف الدرامز المتمكنين من أدائهما بحرفية عالية. ولم يدع ستينغ الجمهور يلتقط أنفاسه، حتى باشر بأغنية «روكسان» صارخاً «بيروت غني معي من فضلك» باللغة الفرنسية. إلا أن الأجواء الحماسية بلغت ذورتها عندما صعد إلى المسرح عازف طبلة لبناني أضفى إيقاعاً شرقياً فريداً على أغنية «ديزيرت روز»، فوقف الجمهور مصفقاً ومرافقاً الإيقاع بالأقدام، فارتجت المدرجات. وخلال أداء هذه الأغنية زاد المغني اندفاع الجمهور مكرراً كلمة «يالا يالا» باللهجة اللبنانية التي تعني «هيا». وبعد أغنية الختام «إفري بريث يو تايك» عاد المغني وفرقته لأداء ثلاث أغنيات إضافية. وكان ختامها مسكاً مع الأغنية الهادئة «فرادجيل». يذكر أن ستينغ يحتفل هذه السنة بمرور 25 سنة على مسيرته المنفردة، وقال في مقابلة أخيراً إنه لا يشعر بالحنين إلى الماضي وإنه يكتب «الكثير من الأغاني الجديدة». وسئل هل يكلّ من تأدية أغانيه الناجحة، فأجاب: «أكتشف دائماً شيئاً جديداً، حتى في أغانٍ مثل «روكسان» التي أديتها آلاف المرات. واجبي هو أن أؤدي هذه الأغاني كل ليلة بالشغف وحس الاكتشاف نفسيهما اللذين شعرت بهما لحظة كتابتها». وبدأ الفنان البريطاني قبل شهور إعداد مسرحية غنائية بعنوان «ذي لاست شيب» (السفينة الأخيرة) وتدور أحداثها في مدينة نيوكاسل الإنكليزية - مسقط رأسه - وتحكي قصة عمّال سفن يقررون بناء سفينتهم الخاصة.