منذ أن اصبحت للموضة مواسم وميول واهواء، باتت تطل على جمهورها الواسع في عروض منظمة وفي فنادق لعبت دوراً رئيساً في تطورها وأسلوب عرضها. وعلى رغم تنوع اماكن العرض من متاحف الى سفارات او حتى اقبية الجسور التاريخية الكبيرة، ما زالت الفنادق تمثل الخيار الاول للمصمم، بل أكثر من ذلك، أصبح لكل مصمم فندق خاص يفضله على غيره ويعود اليه في كل موسم لعرض تصاميمه في جو يشبهه ويشبه موضته. ومن الأفكار الجديدة التي أُطلقت أخيراً وجمعت بين اناقة الأزياء وفخامة الأمكنة وعرفت نجاحاً كبيراً في اوساط الموضة في باريس، تظاهرة "الموضة ايام السبت في البريستول" الفندق الباريسي العريق الذي يقع في شارع "فوبور سانت اونوريه" ويضم اشهر دور الأزياء الفرنسية "كريستيان لاكروا" و"أزارو" و"هيرميس" وغيرها من الدور الشهيرة. عن هذه التظاهرة يقول بيار فيرشو رئيس مجلس إدارة فندق البريستول: "اصبحت ايام السبت الموعد الأسبوعي للموضة في صالونات الفندق، وينظم هذا الحدث بالتعاون مع المحال الكبرى الموجودة في حي Foubourg Saint Honore الذي يعتبر من أرقى احياء الموضة في العاصمة الفرنسية. واختتمت دار "جيفانشي" هذه التظاهرة لموسم الربيع والصيف في نهاية شهر حزيران يونيو الماضي. وكانت بدأت في كانون الأول ديسمبر من العام 2002 وتوالت فيها عروض دور "فيرو" و"ليونارد" و"إسكادا" و"هيرفيه ليجيه" و"فانسان دو بونتروييه...". وعن الجديد في طريقة العرض في اطار هذه التظاهرة، يقول فيرشو: "خلال عرض الأزياء في البريستول، يتم اكتشاف الوجه الآخر للموضة، بل اكتشاف خلاصة مجموعة ازياء. ويعيدنا اختلاط العارضات اثناء العرض بالجمهور الى اجواء عرض الازياء التي كانت في الخمسينات من القرن الماضي، هذه الأجواء التي تغيّرت مع مرور الوقت ووضعت حاجزاً اسمه "منصة" ما بين الجمهور والعارضات. والعودة الى طريقة العرض التي تلغي المسافة بين السيدة والعارضة تسمح لها برؤية الزي وقماشه عن كثب وحتى بقياسه وتجربته اذا ما رغبت بذلك. إضافة الى ذلك، يقوم رئيس صانعي الحلوى في الفندق جيل مارشال بابتكار قالب حلوى استوحاه من مجموعة الأزياء المعروضة ومن خطوطها وألوانها". وعن ذلك، يقول مارشال: "عندما طُرح علي موضوع التعاون مع الأسماء الكبيرة في عالم الخياطة والموضة العالمية شعرت بحماسة كبيرة. اعتقد ان هناك قواسم مشتركة عدة تجمع بين الحلوى والموضة اهمها: تقديم الابتكار للجمهور سواء كان زياً ام قالب حلوى، إضافة الى المقاييس الجمالية التي يخضع لها الاثنان وإمكان الحلم وسرعة الزوال التي تميزهما". أما عن ابتكاره قوالب الحلوى الخاصة بدار الأزياء، فيقول انه ينفذ هذه القوالب في شكل فردي وفريد لكل مصمم يعرض ازياءه في صالونات السبت او اكثر من مرة في الشهر. وأبصرت فكرة القالب النور اولاً من اللقاء الذي يجرى مع المصمم او إدارة دار الأزياء ومن ثم من صور التصاميم كما انه يتغذى كثيراً من خصوصية كل دار أزياء ومن اسلوب المجموعة والموسم. فهو يحاول ترجمتها بفن وابتكار لا مثيل لهما. كما انه يستوحي كثيراً من الفاكهة الموسمية والمنتجات المتوافرة اثناء التظاهرة. وهو يقترح دائماً في قوالبه الخاصة ألواناً تشبه ألوان الأزياء وقد تكون احياناً حارة وصارخة وأحياناً اخرى عنبرية وهادئة. ولا ننسى انه يعيد رسم خطوط التصاميم المعروضة وأشكالها سواء كانت كلاسيكية ممتلئة أم ممشوقة جريئة أم خيالية. ويأتي دائماً قالب الحلوى جميلاً هوائياً وملوناً ذا بنية هندسية تترجم هوية الدار وتعبر عن خصوصيتها. كما ان خطوطه تنبض دائماً بالحياة والذاكرة. ويذكر مارشال اخيراً انه بعد ابتكاره قوالب حلوى موسم ازياء ربيع وصيف 2003 للدور المشاركة في التظاهرة، سيعمل على نشر وصفات هذه القوالب النادرة في كتيب يصدر نهاية العام الحالي. ومن الدور المشاركة في هذه التظاهرة دار "اسكادا" التي تتحف المرأة دائماً بتصاميمها الأنثوية والمثيرة. وعن قرار هذه الدار المشاركة في هذه التظاهرة، تقول المسؤولة الإعلامية فيها روت اوباديا: "عندما طرح فندق البريستول علينا فكرة المشاركة في تظاهرة الموضة يوم السبت قبلنا من دون تردد وعُرضت ازياؤنا في آذار مارس الماضي على هامش عروض الأزياء الرسمية التي جرت في باريس، ودعونا طبعاً زبونات في فترة بعد الظهر، إضافة الى استقطابنا زبونات الفندق اللواتي أتين الى باريس بهدف السياحة في عطلة نهاية الأسبوع، او اللواتي اعتدن المجيء لشرب الشاي يوم السبت. ولاقت هذه التظاهرة نجاحاً كبيراً وحققنا بفضلها نسبة كبيرة من المبيعات وسنجدد مشاركتنا فيها في تشرين الأول اكتوبر المقبل". وتجدر الإشارة اخيراً الى ان هناك دور ازياء اخرى ستكرر هذه التجربة وتشارك مجدداً في اطار حدث الموضة لتعرض تصاميمها لموسم الخريف والشتاء المقبل ومنها دار "فيرو" التي حجزت ثلاثة مواعيد في ايلول سبتمبر ودار "ايف سان لوران" التي ستشارك في ايلول وتشرين الأول اكتوبر، إضافة الى دور اخرى ستمتد عروضها على مدار سنة 2004.