أعربت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس أمس عن تفاؤلها بحصول الولاياتالمتحدة على دعم الاسرة الدولية في العراق. وقالت في حديث الى محطة "اي بي سي": "سنحصل على دعم الاسرة الدولية". واضافت: "رشح من المحادثات التي جرت هذا الاسبوع حتى مع دول لم تكن موافقة على فكرة شن الحرب على العراق، توافق مفاده ان علينا ان ننجح في هذا العمل"، في اشارة الى المحادثات التي جرت على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وقالت: "اعتقد بأن فرنساوالمانيا ستقدمان مساهمتهما". وأوضحت انها "لا تعرف حجم" التعزيزات العسكرية الاجنبية المحتملة. الا انها اشارت الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش "مستعد لكل ما يلزم لكي نكون متأكدين من الفوز بالسلام في العراق". وردا على سؤال عن احتمال ارسال عشرة آلاف عنصر اضافي اذا لم تكن المساهمات الاجنبية بالحجم المأمول به، قالت رايس ان الولاياتالمتحدة تحضّر "لكي يكون مستوى القوات مناسبا". وعن اسلحة الدمار الشامل، رأت رايس ان التقرير الذي يفترض ان يقدمه قريبا المستشار الخاص لوكالة الاستخبارات الاميركية سي آي إيه ديفيد كاي عن اسلحة الدمار الشامل العراقية "لا يتضمن اي خلاصة نهائية". واوضحت ان على كاي ان "يدرس بعد وثائق كثيرة وان يجري مقابلات مع عدد كبير من الاشخاص"، مضيفة "يتزايد كل يوم عدد العراقيين الذين يدلون بمعلومات". وفي ألمانيا انقسمت الصحف أمس حول اجتماع بوش - شرودر وما إذا كان اسفر فعلا عن عودة العلاقات بين برلين وواشنطن إلى سابق عهدها. وأعربت صحيفة "تاغيس شبيغل" عن تفاؤلها قائلة إن اجتماع الاممالمتحدة أظهر أن الخلافات الباقية بين أوروبا والولاياتالمتحدة لم تعد كبيرة. وقالت "توقف الاوروبيون عن محاولة التقليل من خطر الارهاب... هذا ليس بأقل من العودة إلى الامر الطبيعي". وذكرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونج" المعبرة عن يسار الوسط إن اجتماع بوش - شرودر في مجمله كان إلى حد كبير أشبه بفيلم سينمائي، حيث "رسم الزعيمان نهاية سعيدة بعد صعوباتهما". من جهته، توقع المستشار الالماني توصل مجلس الأمن الدولي الى اتفاق قريب لإصدار قرار جديد حول العراق. وقال بعد عودته الى برلين امس وإلقائه كلمة أمام البرلمان الاتحادي لاطلاع النواب على نتائج مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماعه بالرئيس الاميركي في نيويورك ان المفاوضات داخل مجلس الأمن تتمحور الآن "حول الفترة الزمنية المعقولة" لإعادة السيادة الكاملة الى العراقيين. وكشف ان وزير خارجيته يوشكا فيشر سيجري مع زملائه الفرنسي دومينيك دو فيليبان والروسي ايغور ايفانوف والاميركي كولن باول مشاورات للاتفاق على تحديد هذه الفترة زمنياً. ورفض شرودر رفضاً قاطعاً زيادة عدد قوات الاحتلال الدولية في العراق، مضيفاً ان اقتناعه الشخصي الذي يوافقه عليه كثير من المسؤولين "انه في المرحلة الحالية لا يتعلق الأمر برفع عدد الجنود العاملين في العراق، وانما بتأمين عدد كاف من قوى الأمن العراقيين". وتابع: "في النهاية يملك هؤلاء الناس الكفاءة اللازمة للتواصل بصورة شاملة مع المواطنين، ويملكون المعرفة الضرورية بالثقافة والعقلية للنجاح بضمان الأمن على المدى البعيد". وعرض شرودر في كلمته امام النواب خلاصة ما بحثه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومع بوش فقال ان العرض الألماني المساهمة في تدريب قوى أمنية عراقية في المانيا اعتبر مساهمة مهمة من الشركاء الدوليين. وبعدما جدد رفض حكومته ارسال جنود ألمان الى العراق شدد "على ان عراقاً مستقراً وحراً ضمانة للاستقرار في كامل المنطقة". وقال ان المانيا متفقة مع فرنسا ومع الولاياتالمتحدة "على ان المطلوب الآن اعادة السيادة العراقية الى العراقيين في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً انه لتحقيق ذلك لا بد من وضع خطة عمل. وأشار الى ان الأهداف "تتمثل في التحضير لوضع دستور واقرار انتخابات حرة تحت اشراف الأممالمتحدة التي اتفق الجميع من حيث المبدأ على الدور الذي يتوجب ان تلعبه". واعرب شرودر عن أمله بالتوصل قريباً الى مواقف مشتركة داخل مجلس الأمن الدولي لافتاً الى "عدم وجود خلافات جوهرية" وملاحظاً "ان كل الأطراف المعنية مقتنعة بضرورة نقل السيادة الى اصحابها العراقيين، إلا ان التفاوض يجري حالياً حول الفترة الزمنية الواقعية لتحقيق ذلك". وتحدث عن "وجود فرق بين اعطاء السيادة وبين نقل سلطة الحكم الاداري الى حكومة عراقية موقتة".