توفيت أمس عقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي، متأثرة بجروح اصيبت بها السبت الماضي، خلال تعرضها لمحاولة اغتيال. ونعى الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر ومجلس الحكم الهاشمي وأعلن الحداد الوطني ثلاثة ايام في العراق. واعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن "صدمته وحزنه" اثر وفاة الهاشمي، فيما توالت ردود الفعل المنددة باغتيال أول عضو في مجلس الحكم العراقي. بعد صراع دام ستة أيام من اصابتها توفيت أمس عقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم الانتقالي متأثرة بإصابات بليغة كانت تعرضت لها إثر هجوم مسلح قام به مجهولون أمام منزلها في حي الخارجية غرب بغداد السبت الماضي. ونعى مجلس الحكم الانتقالي العراقي الهاشمي وأعلن ان مراسم تشييعها ستجري اليوم. ونعى المجلس في بيان "ببالغ الحزن والالم الراحلة … عضو المجلس التي سقطت شهيدة على درب الحرية والديموقراطية لبناء هذا البلد العظيم، وذلك على يد زمرة كافرة خبيثة ما عرف عنها الا الضلال والظلام"، واضاف "بهذه المناسبة نجدد العهد لشعبنا باننا باقون على الدرب والسير حثيثاً وبكل اصرار في طريق الحرية وبناء هذا البلد وسنظل امناء على اهداف شعبنا". واعلن مجلس الحكم الحداد ثلاثة ايام ابتداء من أمس وقرر تنكيس الأعلام على المباني الرسمية. وأضاف ان مراسم التشييع ستجري اليوم، وسينطلق موكب التشييع من منزلها في بغداد الى مسجد الكاظمية حيث يصلى عليها ثم توارى الثرى في النجف، المدينة الشيعية المقدسة على بعد 160 كلم جنوب العاصمة. وقال الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر في رسالة تعزية للعراقيين: "فقد الشعب العراقي اليوم بطلة ورائدة للدفاع عن الحريات والديموقراطية"، واضاف "باسم سلطة التحالف الاميركي - البريطاني وباسم كل اعضائها اتقدم بتعازي الحارة الى عائلتها والى الشعب العراقي ومجلس الحكم". وقال: "على رغم الحداد، نعلم ان رؤيا الهاشمي ستحيا وستنتصر. واليوم نجدد تمسكنا برؤيتها ونحيي شجاعتها الشخصية وتفانيها في عملها". وقال موفق الربيعي، عضو مجلس الحكم، ان "الهاشمي توفيت ظهر أمس في مستشفى في بغداد واسرتها كانت تحيط بها"، وذكر ان "التحقيقات في الهجوم الذي استهدفها لم تنته بعد لكن هناك مؤشرات قوية على ان المهاجمين من مؤيدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين". واضاف: "نود ان نكرر عزمنا القوي على النضال من اجل الحرية والديموقراطية في العراق. ولن نسمح لأي شخص بأن يخرج العملية الديموقراطية عن مسارها حتى اذا كان الثمن حياتنا". يذكر بأن الهاشمي تعرضت السبت الماضي لمحاولة اغتيال باطلاق النيران لدى مغادرتها منزلها في بغداد مما اسفر عن اصابتها بجروح مع اربعة من مرافقيها بينهم شقيقان لها. وأصيبت في الكتف والمعدة ونقلت على اثرها للعلاج في مستشفى اليرموك ومن ثم إلى احد المستشفيات الاميركية وبعدها إلى مستشفى ابن سينا. وخضعت الهاشمي، اول عضو من مجلس الحكم يتعرض لاعتداء، لعمليتين جراحيتين. وتجمع نحو مئتي شخص من أقاربها وأصدقائها قرب منزلها وعلامات الحزن والغضب ترتسم على وجوههم. وأبعد الصحافيون عن منزل الهاشمي حيث اتهم بعض اصدقائها وسائل الاعلام بالتحريض على قتل اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق. وكان آياد علاوي عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق حمل مختلف وسائل الاعلام "مسؤولية بث مواد اعلامية تحرض على تصفية اعضاء مجلس الحكم وتشجيع الاعمال الارهابية في العراق"، واتهم خصوصاً قناتي "العربية" و"الجزيرة" لأنهما "تبثان صوراً لملثمين قتلة يحرضون على تصفية اعضاء مجلس الحكم الانتقالي ما يشجع الاعمال الارهابية في البلاد". بلير "حزين" وتوالت أمس ردود الفعل على وفاة الهاشمي، واعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن "صدمته وحزنه"، مؤكدا ان اغتيالها لن يوقف عمل مجلس الحكم. وقال في بيان "عندما التقيناها في لندن في الاول من تموز يوليو تبين لنا ان للدكتورة الهاشمي عزماً قوياً في بناء مستقبل افضل للعراق وشعبه"، واضاف "لكن الذين اغتالوها والذين يدعمونهم لا يريدون سوى اضعاف مجلس الحكم العراقي ونسف المساعي الرامية الى اعادة بناء البلد ولا يكترثون بالعراق، لكنهم لن ينتصروا". وأعربت السلطات الفرنسية عن "حزنها العميق" لوفاة الهاشمي. واعلنت مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية سيسيل بوزو دي بورغو "تلقينا ببالغ الحزن خبر وفاة عقيلة الهاشمي. وفي هذه الظروف الأليمة نقدم لعائلتها والى مجلس الحكم والشعب العراقي تعازينا الحارة". واضافت: "مع وفاة الهاشمي تختفي شخصية قوية جذابة وشجاعة كانت لها نظرة مستقبلية لبلادها. وبصفتها احدى النساء الثلاث في مجلس الحكم كانت ملتزمة بقوة من اجل اعلاء صوت العراق على الساحة الدولية". وأضافت: "جاءت الى باريس في التاسع والعاشر من ايلول سبتمبر واستقبلها بهذه المناسبة وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان، الذي اعجب بمزاياها الانسانية ووضوح التزامها". وفي بروكسيل، أعربت المفوضية الاوروبية عن "عميق اسفها" لوفاة الهاشمي، واعلنت ايما ايدوين الناطقة باسم المفوض الاوروبي المكلف العلاقات الخارجية كريس باتن ان هذه الوفاة "تذكرنا جميعا بأن هناك عملاً كبيراً يجب انجازه في العراق ليصبح البلد آمناً ومستقراً، وبان الطريق لا تزال طويلة للوصول الى مجتمع تعددي تتجذر فيه الديموقراطية". وعبرت الجامعة العربية عن "رفضها التام لسياسة الاغتيالات التي تؤثر سلباً على فرص الاستقرار في العراق". وشدد الناطق باسم الجامعة هشام يوسف على "اهمية ان يحافظ الشعب العراقي على وحدته الوطنية في ظل هذه المرحلة بالغة الدقة التي يمر فيها حيث ان الانقسام لا يمكن ان يحقق مصلحة الشعب العراقي".