بعد ثلاثة شهور من الجدل واللغط الحاد ومعاناة المواطنين بدأت الحكومة المصرية تنفيذ توجيهات الرئيس حسني مبارك الخاصة بتوفير السلع الاساسية في الاسواق لمواجهة آثار ارتفاع الاسعار وتخفيف المعاناة عن المواطنين محدودي الدخل. وتوقع تجار الا تنخفض أسعار السلع الأساسية حالياً، كون سبب ارتفاع الاسعار غير معلوم حتى الآن ولا بد من اتخاذ تدابير خاصة بالقوانين والقرارات لضبط السوق التي يتحكم فيها فئة من المصدرين والمستوردين واصحاب النفوذ. وقررت الحكومة عقد اجتماعات شبه يومية لمتابعة الاجراءات الخاصة بتوفير السلع للمواطنين فيما يعتبر تحركاً نحو حل الأزمة. وقال وزير التموين والتجارة الخارجية حسن خضر إنه تقرر توفير دعم اضافي يبلغ 4،1 بليون جنيه لعدد من السلع الاساسية تشمل رغيف العيش الفينو الخبز الفرنسي والعدس والسكر والشاي والزيت والرز، لافتاً الى ان الدولة قررت توفير الدعم لرغيف العيش الفينو بعد إحجام اصحاب المخابز الخاصة عن توفير حاجات المواطنين بسبب ارتفاع اسعار القمح العالمية. واشار خضر في مؤتمر صحافي أمس الى توجيهات الرئيس مبارك بتدخل الحكومة، ممثلة في هيئة السلة التموينية، لتوفير حاجات السوق من هذا الصنف من الرغيف وذلك من خلال تخصيص 120 ألف طن من القمح لانتاج الدقيق شهرياً. وتم تحديد ثلاثة آلاف مخبز من "المخابز الافرنجية" على مستوى الجمهورية لعرض رغيف الفينو وزن 90 غراماً بدلاً من 40 غراماً بسعر عشرة قروش وذلك اعتباراً من الاربعاء المقبل. وقال إنه تقرر بالنسبة لسلعة الزيت توفير 60 ألف طن زيت اضافي بمعدل خمسة الاف طن شهرياً، بخلاف ما يتم استهلاكه في الشهر الواحد ويبلغ 30 ألف طن، منها 16 ألف طن تمويني و14 الف طن حر. وأضاف أن ذلك يكلف دعماً من الحكومة يبلغ 150 مليون جنيه. وبالنسبة للسكر، قال ان ارصدة البلاد تكفي الحاجات حتى بداية موسم عصر قصب السكر والذي يبدأ في الاسبوع الاول من كانون الأول ديسمبر المقبل وان حجم ما يتم انتاجه يبلغ 4،1 مليون طن ويبلغ حجم الاستهلاك 8،1 مليون طن، يتوافر منها الان 836 ألف طن، وانه تقرر طرح مئة ألف طن منها في المجمعات بسعر 170 قرشاً للكيلو الواحد وذلك الى جانب الحصة المقرر شهرياً. وزاد أن ذلك يحمل الدولة دعماً كلفته عشرة ملايين جنيه. وقال إنه تقرر في إطار التوجيهات توفير 60 ألف طن من الفول وانه تم بالفعل توفير خمسة آلاف طن من السوق المحلية حتى يتم استيراد الكميات الاخرى من الاسواق الاخرى، وهي تركيا والصين وانكلترا واستراليا، وبيعه في المجمعات الاستهلاكية والمجمعات التابعة للوزارة بسعر ثلاثة جنيهات للكيلو بدلاً من خمسة جنيهات و30 قرشاً. واضاف خضر إنه بالنسبة للشاي تقرر توفير 24 ألف طن من السوق الكينية واعفاؤه من الرسوم والبالغة الف جنيه عن كل طن وطرحه في المجمعات في عبوات 50 و100 غرام كدعم غير مباشر، مشيراً الى ان حجم الاستهلاك في العام الواحد يبلغ 182 ألف طن بواقع الف طن في الشهر الواحد. وبالنسبة للعدس، افاد انه تقرر توفير 60 ألف طن وطرحه في المجمعات بسعر اربعة جنيهات وأنه تم تدبير خمسة الاف طن من السوق المحلية حتى يتم استكمال اجراءات الاستيراد من الخارج، موضحاً أن حجم الدعم لهذه السلعة يبلغ 60 مليون جنيه. وبالنسبة لسلعة الرز تقرر توفير تمويل يبلغ 250 مليون جنيه ل"شركات المضارب" بحيث تتولى شراء الرز الشعير من السوق المحلية، وتوفير الرز الأبيض بسعر 145 قرشاً للكيلو في المجمعات الاستهلاكية ومنافذ الوزارة البالغ عددها 5500 منفذ بخلاف المجمعات التي تبيع بأسعار نصف جملة. وتقرر كذلك طرح كميات من الاسماك الشعبية من انتاج بحيرة السد العالي وذلك الى جانب توفير كميات اخرى من اللحوم التي يتم استيرادها من السودان وجنوب افريقيا.