قال وزير بارز ان مضمون الشهادة التي ادلى بها العماد ميشال عون امام اللجنة الفرعية في الكونغرس اثناء مناقشة مشروع قانون محاسبة سورية، اظهر ان عون لم يبدل خطابه السياسي وان مرشحه للانتخابات النيابية الفرعية، في دائرة عاليه - بعبدا، حكمت ديب، استعان بخطاب هادئ غاب عنه الهجوم على سورية ودورها في لبنان بهدف الاستهلاك الانتخابي الذي امن له اختراقاً في الشارع الاسلامي لم ينجح في الحفاظ عليه. ولفت الى ان الذين راهنوا على كسب عون من خلال الانتخابات كانوا على خطأ ولم يحسنوا قراءة موقفه، اذ انه لا يزال يغرف من كتابه القديم الجديد رافضاً إعادة النظر فيه. وقال ان ما ادلى به عون كانت الادارة الاميركية على علم به من "أرشيفه" السياسي وهذا ما يؤكد ان حضوره الى واشنطن لم يكن ابعد من استخدامه وسيلة لابتزاز سورية في وقت لم تنقطع اتصالاتها بأميركا، مشيراً الى ان الاستعانة بها "لن تقدم او تؤخر في مسار المفاوضات بين البلدين". وقال الوزير البارز ان عون كعادته اثبت انه الاقدر على اضاعة الفرص، وقد ذهب الى واشنطن ليفرط بالانفتاح الذي اتاح لتياره التحرك بحرية في الانتخابات وليقدم اوراقه كطرف وحيد يمكن الرهان عليه في لبنان، بدلاً من ان يتعظ من تجاربه السابقة وهو كان اول من حمّل واشنطن مسؤولية الاطاحة به. وأكد ان قدرة عون، على رغم انه سجل تقدماً في الشارع المسيحي ونقاطاً على خصومه الموارنة، تبقى محدودة، وهو اعطى كل ما لديه لواشنطن، واستحصل في الانتخابات على نتيجة تعتبر القصوى ولن يحقق أكثر منها. ودعا الوزير الى اعادة النظر في التعاطي الرسمي مع الشارع المسيحي لجهة عدم استخدامه من اركان السلطة لتقوية موقع هذا المسؤول ضد الآخر، بل لتقوية تيار الاعتدال الذي يرعاه البطريرك الماروني نصرالله صفير. واعتبر الوزير ان الشرط الاول للتعامل الرسمي مع الاعتدال المسيحي هو بلوغ الحكم والحكومة درجة من الانسجام يتيح لهما فتح حوار سياسي بالتعاون بلا حدود مع بكركي وعدم اخلاء الساحة للمتطرفين. ودعا الى التمييز بين قيادة التيار الحر وبين مناصريه وهذا ما يدعو اليه النائب وليد جنبلاط لأن اتباع سياسة مرنة تستقطب الشباب. ونوه الوزير بموقف صفير الذي نقل عنه رفضه فتح اي جبهة جديدة في لبنان في اشارة نقدية لكلام عون في واشنطن وإصراره على التعاطي مع العلاقات اللبنانية - السورية تحت سقف الطائف والمطالبة بتطبيق ما لم يتحقق منه شرط ألاّ نشعر دمشق بأنها مستهدفة من الداخل والخارج وقال الوزير ان صفير يركز على توسيع رقعة المشاركة وتغليب الاعتدال على التطرف. ويستعجل الوزير نفسه الدولة اعداد برنامج عمل للحوار والتجاوب مع بكركي التي تمد يدها الى الدولة والقوى السياسية الفاعلة.