تنفست السويد الصعداء بعد تأكيد الشرطة انها اعتقلت المتهم بقتل وزيرة الخارجية آنا ليند طعناً بسكين اثناء تبضعها من متجر نورديسكا كومبانيت وسط العاصمة استوكهولم الاربعاء الماضي. واعتقلت الشرطة المتهم البالغ من العمر 35 عاماً في وقت متأخر من مساء اول من امس، اثناء وجوده في مطعم "ايست" في منطقة سولنا في استوكهولم حيث كان يتابع مباراة لكرة القدم بين فريقين محليين. وتبلغ بو هولمبرغ زوج الوزيرة المغدورة الذي كان يشاهد مع ولديه دافيد وفيليب مباراة كرة القدم من داخل الملعب الذي يبعد عن مكان اعتقال المتهم بضعة امتار فقط، النبأ فغادر الملعب على الفور. وافادت معلومات ان والد الشاب السويدي هو من اتصل بالشرطة واكد لها ان الشخص الذي نشرت صور له التقطتها كاميرا امنية داخل متجر نورديسكا كومبانيت، يشبه ابنه الذي كان على خلاف معه. وروى اصدقاء المشتبه به الى الصحافة المحلية انه "كان مجتهداً في الدراسة ومهتماً في دراسة التاريخ ولكنه كان يشرب بكثرة ويحب الرفاهية". صاحب توجهات نازية كما قال آخرون انه كان يختلط بمجموعات الشغب في المباريات الرياضية هوليغانز، وان له اراء مؤيدة للاحزاب النازية كما انه كان من حلقات الزملاء الضيقة للأميرة مادلين ابنة ملك السويد. ولم تعط الشرطة اي تفاصيل عن سبب وجوده في مكان عام اثناء اعتقاله الا انها اكدت انه "لم يقاوم". وذكرت مصادر اعلامية ان المتهم نفى اثناء اعتقاله ان يكون ارتكب اي جريمة. وأكد رئيس جهاز الاستقصاء ليف جنيكفيست خلال المؤتمر الصحافي اليومي ان "هناك خمسة اشخاص آخرين هم بموضع اهتمامنا لذا نتمنى ان يستمر الشهود بالاتصال بنا وتزويدنا معلومات جديدة". ولم يحدد جنيكفيست لماذا تهتم الشرطة بهؤلاء الاشخاص في وقت اعتقلت المشتبه به الرئيسي، الا ان الاجواء العامة تشير الى ان الشرطة مقتنعة ان المعتقل هو الجاني لذا تم تعيين ثلاثة مدعين عامين لادارة القضية. كما عين للمتهم المحامي غونار فالك وهو من اشهر رجال القانون في السويد وله تاريخ عريق باستلام قضايا يعتبرها رجال القانون تاريخية. فهو دافع عن جون اوسونيوس الذي عرف فيما بعد ب"رجل الليزر" الذي زرع الرعب في نفوس المهاجرين في السويد عندما قام بأكثر من 13 عملية اغتيال بحق مواطنين من اصل اجنبي بينهم عرب، وتمكن من قتل احدهم، إضافة الى حالات مشابهة دخلت التاريخ الجزائي في السويد. وأكد فالك الذي وافق على الدفاع عن المتهم، انها "مهمة في غاية الاهمية كبقية القضايا التي لها علاقة بتهم خطرة كالقتل". واشارت الشرطة الى ان كل الامور التقنية من فحوصات واخذ عينات لفحص الحمض النووي واخذ البصمات قد تمت. واضافت ان عمليات دهم وتفتيش جرت وستستمر في مناطق عدة من استوكهولم وخارجها. ويذكر ان اهل المتهم يعيشون في مدينة صغيرة في وسط السويد وتم التحقيق مع معظم افراد العائلة وعلى وجه الخصوص والدته وصديقته.