شدد مجلس الحكم الانتقالي العراقي حملته لابعاد العناصر البعثية القديمة من الادارة من خلال منع كل أولئك الذين تزيد رتبتهم عن منخرط عادي في البعث من البقاء في وظيفتهم الادارية. وكانت الحملة لاجتثاث عناصر "البعث" تقتصر حتى الآن على القادة البعثيين الذين يحتلون مواقع المسؤولية في الادارة. وقررت لجنة منبثقة عن المجلس مكلفة القضاء على نفوذ البعث، فصل أي موظف كان عضو فرع فما فوق في حزب البعث، وفق ما أفاد انتفاض قنبر الناطق باسم رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق حالياً أحمد الجلبي في مؤتمر صحافي. وأضاف ان القرار الذي اتخذ الأحد يطبق على الفور ولا يتضمن أي استثناء. وتابع ان الأشخاص الذين سيطردون من وظائفهم يمكنهم التظلم لدى اللجنة لإعادة النظر في قرار فصلهم. وقررت اللجنة منع اسناد أي منصب في الادارة أو في أي جهاز عام الى بعثي كان عضواً في فرع أو ما فوق أو كان مديراً عاماً فما فوق أو مستشاراً في عهد النظام السابق. والقرار الذي يشمل ايضاً أعضاء مختلف الأجهزة للرئيس المخلوع الأمن الخاص والأمن الوطني والأمن العام وجهاز الاستخبارات يطبق أيضاً على غير البعثيين المسؤولين عن جرائم في ظل العهد السابق أو الذين شاركوا في عمليات نهب لثروات العراقيين. ورداً على سؤال رفض قنبر انتقاد حملة إزالة آثار البعث التي يقوم بها التحالف الأميركي البريطاني، مشيراً الى أن العمليتين "تسيران في الاتجاه ذاته"، غير أنه أضاف ان القرارات التي تتخذها اللجنة العراقية "تستهدف أسس حزب البعث في العمق، وتشمل عدداً أكبر من الأشخاص والفئات من مسؤولي البعث". وقال: "نحن العراقيين نعرف بشكل أفضل الوضع الأمني في البلاد". وأكد قنبر انه "بعد فترة انكفاء أعقبت سقوط بغداد عاد البعثيون الى النشاط وهم يتجولون بحرية في الشوارع من دون خوف". وفي تطور آخر، أفادت وكالة "يونايتدبرس انترناشونال" ان مسؤولاً سابقاً في حزب البعث اعتقل في قضية مقتل زعيم "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" السابق آية الله محمد باقر الحكيم "اعترف بالتخطيط" لعملية التفجير التي أودت بحياة الحكيم ونحو 80 آخرين الشهر الماضي. واعتقلت "قوات بدر" التابعة للمجلس الأعلى مدير الأمن السابق في النجف كريم غثيث بعد مواجهة بالأسلحة في الأيام التالية للتفجير الذي وقع في 29 الشهر الماضي. وكان هذا المسؤول السابق أبعد من منصبه بواسطة القوات الأميركية بتهم الفساد ووجود روابط مع نظام حزب البعث السابق، كما أفادت مصادر في الشرطة. وقال القيادي في "قوات بدر" ذو الفقار أبو الحسن ان المسؤول البعثي السابق "اعترف بدوره في التخطيط وتنفيذ عملية تفجير السيارة خارج مسجد الإمام علي" الذي قتل فيه الحكيم. واعتبر ان هذا الاعتراف يعني ان بقايا النظام السابق تتحمل مسؤولية مقتل الحكيم. ولم يتضح ما إذا كان المعتقل سلم الى القوات الأميركية.