يجتمع زعماء المانياوفرنساوبريطانيا في برلين السبت المقبل في محاولة لتسوية خلافاتهم حول الحرب على العراق، والتوصل الى موقف أوروبي مشترك قد يشكل ضغطاً على الولاياتالمتحدة لتقديم تنازلات تتعلق بمستقبل العراق. وأعلنت الحكومة الالمانية أمس أن المستشار غيرهارد شرودر سيستضيف الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لاجراء محادثات في مكتبه في برلين السبت، يليها مؤتمر صحافي مشترك. وأضافت الحكومة في بيان "يسعى الاجتماع الى الاتفاق على مواقف مشتركة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية بعدما كانت الخلافات على الحرب على العراق"، التي كشفت انقسامات حادة داخل أوروبا وترت العلاقات بين مؤيدي الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة مثل بريطانيا واسبانيا وبولندا، وبين المعارضين له مثل فرنساوالمانيا اللتين احبطتا مساعي بريطانيا للحصول على تفويض بالحرب من الاممالمتحدة. وتتمتع فرنساوبريطانيا بحق النقض "الفيتو" في مجلس الامن الدولي باعتبارهما من الاعضاء الدائمين، أما المانيا فهي من الاعضاء غير الدائمين في المجلس. وجعل الشقاق بين ما وصفه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ب"أوروبا القديمة" و"أوروبا الجديدة" مساعي التوصل الى سياسة خارجية موحدة للاتحاد الاوروبي صعبة جداً. وتسعى واشنطن في ظل تكبد قواتها في العراق خسائر يومية من هجمات المقاتلين وارتفاع كلفة الاحتلال الى قرار جديد من الاممالمتحدة يشجع دولاً أخرى على المساهمة مالياً وعسكرياً. لكن فرنساوالمانيا وروسيا، وهي عضو دائم آخر في مجلس الامن، انتقدت مشروع قرار أميركي يهدف الى تحقيق ذلك وطالبت بدور أكبر للأمم المتحدة ونقل أسرع للسلطة الى حكومة عراقية. وفشلت محادثات جرت في جنيف، مطلع الاسبوع في المستقبل السياسي للعراق، في تضييق هوة الخلاف بين أعضاء مجلس الامن الذين تعهدوا مواصلة العمل هذا الاسبوع على التوصل الى اتفاق على قرار جديد. وفي لندن، قال ناطق باسم بلير عن المحادثات المقرر عقدها السبت: "ستكون فرصة لمناقشات موسعة للقضايا الاقتصادية والشؤون الدولية. بالطبع ستجرى مناقشة وضع العراق وأمور أوروبية اخرى". ورحب مارتن كوبمان، المحلل في المجلس الالماني للعلاقات الخارجية، بالقمة الثلاثية. وقال إذا تمكن الزعماء الثلاثة من الاتفاق على مستقبل العراق سيكون بإمكانهم تقييد يدي واشنطن. وأضاف: "إذا توصلت المانياوفرنساوبريطانيا إلى موقف مشترك سيكون من الصعب للغاية على الولاياتالمتحدة ان تعارض هذا الموقف في مجلس الامن… وعلى أي حال سيعني ذلك تعزيزاً كبيراً لمكانة أوروبا". وتابع ان الضغوط المتزايدة على بلير في الداخل لأسلوبه في تبرير الحرب وادراكه تأثيره المحدود في واشنطن دفعاه إلى العودة الى شركائه الاوروبيين. ومضى يقول: "بلير يدرك تماماً انه على المدى الطويل لن يحقق انجازاً يذكر في ما يتعلق بالسياسة الخارجية باعتباره الشريك الأصغر للولايات المتحدة وانه يحتاج للتعاون مع المانياوفرنسا". وقال دون كيرتس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن بلير سيحاول اقناع شيراك وشرودر بالمساعدة في العراق. وأضاف: "إحدى المشاكل المتعلقة بالعراق هي ان الحكومة البريطانية كانت جسراً بين الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية، وان هذا الجسر قصم فعلاً ويحتاج إلى إصلاح".