صرح الرئيس المصري حسني مبارك الذي قام بزيارة رسمية الى باريس أجرى خلالها لقاء وغداء عمل مع نظيره الفرنسي جاك شيراك بأن طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو اغتياله ليس حلاً، وأنه لا بد من السعي الى أسلوب واقعي لتحقيق السلام وتنفيذ الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ل"خريطة الطريق" بأمانة. وقال مبارك في تصريح عقب المحادثات، انه والرئيس الفرنسي تناولا مطولاً الوضع في الشرق الأوسط والتعقيدات التي تطغى عليه، والحكومتين الجديدة والسابقة، في اشارة الى الحكومة التي ترأسها محمود عباس أبو مازن ورئيس الحكومة الجديد أحمد قريع أبو علاء. وعما اذا كان تلقى تطمينات أميركية في ما يخص عرفات، اجاب مبارك بأن الولاياتالمتحدة لا تعطي تطمينات لأن الكلام في هذا الشأن ينبغي أن يوجه الى الاسرائيليين، وأن الحديث مع الولاياتالمتحدة مرده الى تأثير الأخيرة على اسرائيل. وتابع انه سبق وقال أكثر من مرة ان إبعاد عرفات أمر خطير و"أن هذا القول ليس حباً في هذا أو كرهاً في ذاك على الاطلاق وأنه من منطلق الحرص على السلام والاستقرار والانسجام، بدلاً من سفك الدماء". ورأى ان "خريطة الطريق" إذا أمكن تنفيذها من جانب الطرفين بأمانة قد تكون الأمل الوحيد الذي يوصل الى آفاق السلام، مشيراً الى الاجتماع المقرر أن تعقده المجموعة الرباعية الدولية في 22 أيلول سبتمبر الجاري. وبالنسبة الى ارسال قوات دولية للفصل بين الطرفين قال مبارك ان هذا الأمر يتوقف على قبول اسرائيل أو عدم قبولها. وأبدى استغرابه إزاء الكلام الاسرائيلي عن اغتيال عرفات وقال ان هذا الاسلوب جديد في العالم ولا سابقة له "فإذا قتلت اسرائيل الرئيس الفلسطيني وعمل كل طرف على قتل خصمه فإن الفوضى ستدب في العالم". وأضاف ان "قتل عرفات أو نفيه ليس حلاً، ولا بد من السعي الى السلام والبحث عن الاسلوب الواقعي لحل القضية لكي تعيش الشعوب المختلفة في وئام وتعاون ، اما اللجوء الى القتل كلما انزعج أحد ما من الآخر فأمر خطير". وعن العراق قال مبارك ان الأمن يتطور والمدارس فتحت أبوابها، وأنه يتمنى تحسن الأوضاع لأن عدم الاستقرار في العراق له تداعيات على المنطقة. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان شيراك ومبارك عبرا عن قلق جدي جداً حيال الوضع القائم بين اسرائيل والفلسطينيين وشددا على ضرورة عدم الرضوخ وضرورة العمل على كسر دورة الع1نف الذي لا يقود الا الى المأزق. وأضافت كولونا ان الرئيسين اعتبرا ان على كل الأطراف ان تقتنع بذلك وأن الأسرة الدولية ينبغي أن تساعد في اعادة إحلال نهج سياسي قائم بخطوطه العريضة عبر "خريطة الطريق" . وأشارت الى أن الرد الأفضل على الصعوبات القائمة يقضي بتسريع النهج وأن الاقتراحات في هذا المجال معروفة ومنها عقد مؤتمر دولي للسلام، والعمل على انشاء قوة دولية قد يكون وجودها مفيداً. وفي ما يخص العراق قالت كولونا ان شيراك أعاد التذكير بأن التعامل الأمني غير كاف وأن الرد ينبغي أن يكون سياسياً ويساعد على الانتقال بأقصى سرعة ممكنة لإعادة إحلال السيادة العراقية. وذكرت ان المفاوضات مستمرة في مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي بشأن العراق، وسط اجواء منفتحة وايجابية. وأشارت الى أن المحادثات بين الرئيسين تناولت ايضاً سورية وايران اضافة الى ليبيا على ضوء قرار مجلس الأمن رفع العقوبات عنها.