خففت إسرائيل من لهجة تهديداتها بتصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جسدياً وزعم وزير خارجيتها سلفان شالوم أن موقف الحكومة لا يقضي بالمساس بعرفات "على رغم أنه ما زال يشكل عقبة في طريق السلام ويعمل كل ما في وسعه للعودة إلى طاولة المفاوضات". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شالوم قوله أثناء لقائه صحافيين أجانب، ان قرار الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية اعتبار عرفات "عقبة في طريق المصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين ينبغي ازالتها"، ليس قابلاً للتنفيذ الفوري، "والقرار لا ينص على تصفية عرفات وإنما على إبعاده" وان إسرائيل ستختار الموعد لذلك "ولا يمكنني التكهن بالموعد الآن". وكرر شالوم شروط إسرائيل للتعاطي مع حكومة فلسطينية برئاسة أحمد قريع أبو علاء وفي مقدمها "محاربة الإرهاب"، وقال إن إسرائيل ستقوّم أداء "أبو علاء" وفقاً لأفعاله على الأرض وتشكيلة حكومته "على رغم أن هذه المسألة شأن فلسطيني داخلي"! وأضاف انه إذا عمل "أبو علاء" على "محاربة الإرهاب" فسيكون الوضع مغايراً للذي ساد ابان حكومة محمود عباس أبو مازن، أما "إذا أحجم عن ذلك، فستكون النتائج مماثلة لما حصل مع أبو مازن". في غضون ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" أن جيش الاحتلال تراجع عن تنفيذ محاولة ثانية لاغتيال مؤسس "حركة المقاومة الإسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين لتفادي إصابة إسرائيليين كانوا على مقربة منه. وكتبت "معاريف" أنه غداة محاولة الاغتيال الفاشلة، السبت قبل الماضي، حدد الجيش مكان الشيخ ياسين وشرع في التحضير لاغتياله بواسطة إلقاء قنبلة كانت ستقتله حتماً، لكن اتضح في أثناء ذلك ان مصورين إسرائيليين من التلفزيون الإسرائيلي موجودون في المنطقة المستهدفة لغرض إعداد تقارير عن محاولة الاغتيال الأولى، وأنه تقرر بعد مشاورات أمنية إلغاء المحاولة وتحيّن فرصة أخرى لاغتيال الشيخ ياسين. وكان الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف كشف في حديث للتلفزيون الإسرائيلي مساء أول من أمس، عن خطة الجيش تصفية الشيخ ياسين، لكنه زعم أنه تم "التنازل" عن الفكرة بعد أن تبين أنه محاط بمدنيين فلسطينيين كانوا سيتعرضون للإصابة جراء قذف القنبلة. وأضاف ان الشيخ ياسين يستحق الموت "لمسؤوليته عن عمليات تفجيرية كثيرة". ونقلت "معاريف" عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين ادعاءهم أنه منذ محاولة اغتيال الشيخ ياسين بات معظم قادة "حماس" يعملون في السر تماماً وكفوا عن الظهور أمام الجمهور واجراء اتصالات هاتفية، وان مساعديهم يقومون بعمليات تضليل الاستخبارات الإسرائيلية التي تتعقبهم.