تجتذب مدينة العلمين المصرية التابعة لمحافظة مطروح خلال شهر تشرين الاول اكتوبر المقبل آلاف السياح الأجانب الذين يترددون على المنطقة في مثل هذا الوقت من كل عام، للإحتفال بذكرى معركة العلمين التي وقعت في الثالث والعشرين من تشرين الاول عام 1942 بين الحلفاء والمحور وانتهت بهزيمة قوات الطرف الثاني. وتعتبر منطقة العلمين احد مراكز مدينة مطروح الواقعة في الركن الشمالى الغربي لمصر وتمتد بطول 40 كيلومتراً على ساحل البحر الأبيض المتوسط من الكيلو 41 غرب الإسكندرية حتى السلوم غرباً، وتحدها من الغرب ليبيا بطول 400 كيلومتر حتى جنوب سيوة ومن الجنوب محافظتا الوادي الجديد والجيزة. وعلى رغم مرور 61 عاماً على المعركة فإن الدول الأوروبية المعنية ما زالت مهتمة بإحياء ذكراها حيث يتوافد آلاف المحاربين القدماء وعائلاتهم وممثلو الحكومات التي شاركت في المعركة لإقامة مراسم التأبين وتفقد قبور رفاقهم في المقبرة، التي تضم عشرات الآلاف من الشواهد المتراصة في صفوف طويلة بين نبات الصبار وبعض الأزهار الصحراوية. ويشكل المحاربون القدماء من بريطانيا واستراليا ونيوزيلندا وألمانيا ممن تجاوزوا سن الثمانين غالبية الذين يترددون على المنطقة في مثل هذا الوقت من العام. وتضم العلمين عدداً كبيراً من المزارات السياحية منها مقابر الكومنولث الواقعة أمام استراحة العلمين وهي تضم 7367 مقبرة لضحايا من بريطانيا ونيوزيلاندا واستراليا واتحاد جنوب إفريقيا وفرنسا واليونان والهند وماليزيا. كما توجد أسماء 11945 من الجنود الذين لم يعثر على رفاتهم وقد كتبت أسماء بعضهم على جدار عند مدخل المدافن. أما المقبرة الألمانية فتقع فوق الجبل المرتفع، وقد شيدت العام 1959 على مسافة 3 كيلومترات غرب مدينة العلمين وتطل على البحر مباشرة من فوق جبل مرتفع نسبياً وتضم أجساد 4280 جندياً. وتقع المقبرة الإيطالية على مسافة كيلومترين غرب المقبرة الألمانية، وتعتبر أجمل المقابر الثلاث من حيث الفخامة والفن المعماري وتحتوي كنيسة صغيرة ومسجداً وقاعة للذكريات ومتحفاً صغيراً. وهي تضم أجساد 4800 من الجنود. وتشير لوحة موضوعة هناك إلى أن الصحراء والبحر إبتلعا أجساد 38 ألفاً من الضحايا. ويوجد أيضاً لوحة تضم أسماء الجنود الليبيين المشاركين في الحرب. ومن اشهر المعالم السياحية في المنطقة ايضاً متحف العلمين الحربي الذي أنشئ في العام 1965 وأعيد تطويره في العام 1992 بمناسبة الذكرى الخمسين للمعركة، وساهمت كل من ألمانيا وإنكلترا وإيطاليا في تزويده بالمعلومات والمعروضات. كما أقيمت قاعة حديثة لإبراز دور مصر في المعركة. يتكون المتحف من خمس قاعات وبهو رئيسي يتوسطه النصب التذكاري. تضم القاعة الأولى، وهي القاعة المشتركة، معروضات لجميع الدول المشاركة في الحرب. والثانية مخصصة للقوات الإيطالية بتشكلاتها المختلفة. أما الثالثة فهي قاعة مصر. وتتناول الرابعة القوات الألمانية. في حين تغطي الخامسة القوات البريطانية. وأخيراً هناك العرض المكشوف للأسلحة الثقيلة المستخدمة أثناء الحرب. سياحة أخرى وتبرز في العلمين ايضاً سياحة من نوع مختلف إذ تنتشر فيها الشواطئ الجميلة المنتشرة على طول ساحل مدينة العلمين وسيدي عبدالرحمن حيث يوجد العديد من القرى السياحية. كما طرحت المحافظة مجموعة من المشاريع السياحية في المنطقة منها مشروع انشاء مركز سياحي عالمي لاستقبال أسر الضحايا والوفود الدولية التي تحضر كل عام، ومشروع إقامة فنادق سياحية وموتيلات… غير أن مشكلة الألغام الموجودة في المنطقة ستظل أبرز معوقات الإستثمار السياحي الدائم في العلمين.