عشية انتهاء اعمال مؤتمر منظمة التجارة الدولية في كانكون شكلت مجموعة من 90 دولة افريقية وآسيوية وغيرها من الدول الاخرى الاكثر فقراً في العالم، تجمعاً جديداً للمطالبة بتنازلات اكبر في شأن الاصلاح الزراعي في ضغط اكبر على الدول الغنية تجمع الاثرياء في محادثات التجارة الدولية. وجاء تشكيل التجمع بعد ايام من انتهاج "تجمع اقوى للفقراء" يشمل 21 دول نامية ويضم البرازيل والارجنتين موقفاً هجومياً ضد الاثرياء في اوروبا والولايات المتحدة. وقال جايا كوتاري وزير تجارة موريشيوس "اتحدث اليكم اليوم نيابة عن غالبية اعضاء المنظمة... من الناحية النظرية يجب ان يكون لاقتراحاتنا دور حاسم في هذه المفاوضات". وعلى رغم ان التجمع يضم تسعين دولة من بين اعضاء المنظمة البالغ 146 دولة الا ان حصته في التجارة الدولية ضئيلة. ومثل مجموعة الدول ال21 طالب التجمع الجديد الدول الغنية ببذل جهد اكبر من الدول الفقيرة لخفض التعريفة الجمركية على الواردات والا يكون هناك حد اقصى لمستوى الرسوم التي يمكن ان تفرضها الدول الفقيرة. وطالب التجمع ايضاً الدول المتقدمة بأن تلغي في نهاية الامر دعم المنتجات الزراعية الذي يشوه التجارة. وعارض كثير من الدول التسعين فرض قواعد جديدة للاستثمار والمنافسة في التجارة الدولية كما اعربوا عن قلقهم من ان تفرض قواعد جديدة تتعلق بالاجراءات الجمركية يجري البحث فيها اعباء ضخمة عليهم. واكدت اقتراحات التجمع الخاصة بالزراعة على الحاجة لمنح الدول الفقيرة معاملة تفضيلية في احترام قواعد التجارة الدولية والوصول الى اسواق الدول المتقدمة. وكانت المفاوضات في المؤتمر الوزاري الخامس للمنظمة اعطت اولى ثمارها ليل الجمعة مع التقدم الذي احرز في شأن بعض الملفات في وقت كان المتظاهرون يستعدون لمسيرتهم الاخيرة امام المؤتمرين. وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة عرض رئيس المؤتمر وزير الخارجية المكسيكي لويس ارنستو دربيز صورة يمكن وصفها بالمشجعة عن وضع المفاوضات امام رؤساء الوفود ال146. وقال المتحدث باسم المنظمة كيث روكويل "ان دربيز اعلن لرؤساء الوفود ان المؤتمر الوزاري بات قريبا من توافق بشأن ميادين عدة" لكنه لم يذكر الملف الزراعي. وتكاثرت اللقاءات في كل الاتجاهات حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة بين الوفود الرئيسية. وكان اللقاء بين الاميركيين والاوروبيين واعضاء تجمع ال 21، اي الدول المعارضة للاعانات المخصصة للصادرات الزراعية والملتفة حول البرازيل والهند او الصين "مفيدا للغاية" كما قال المتحدث باسم المندوب الاميركي لشؤون التجارة روبرت زوليك الذي اكد ان هذا الاجتماع سمح بتوضيح المواقف. "الخطوط الحمر" وقالت المتحدثة باسم باسكال لامي رئيس الوفد الاوروبي ان الاجتماع الثلاثي اتاح اجراء "مناقشة ودية جداً" حدد خلالها الاوروبيون والاميركيون لتجمع ال 21 "الخطوط الحمر" التي لن يقدم بعدها عملاقا التجارة الدولية اي تنازلات. وعبر عن تفاؤل ايضا رئيس مجموعة العمل حول الزراعة، وزير التجارة السنغافوري جورج ييو الذي اكد اثناء اجتماع مع رؤساء الوفود الجمعة حصول "تقدم" في المناقشات التي تشمل المسائل الزراعية مشيراً الى "خطوات الى أمام" من جانب مختلف الاطراف. لكن في رأي نظيره المسؤول عن مجموعة العمل المكلفة مواضيع سنغافورة وزير التجارة الدولية الكندي بيار بتيغرو فإن الصورة قاتمة بالاحرى. واعتبر انه لا يزال من الصعب تحريك المفاوضات في شأن الاستثمار والمنافسة والاسواق العامة وتسهيل المبادلات. وهذا اشبه بالفشل بالنسبة لمجموعة العمل بعدما لفت مسؤولها الجمعة الى "اشارات تحرك من جانب 30 الى 40 دولة". ومع التقدم الذي سجل انتهى عمل رؤساء مجموعات العمل او الوسطاء مساء الجمعة وتولى قيادة المفاوضات لويس ارنستو دربيز والمدير العام لمنظمة التجارة سوباشاي بانيتشبكدي. ومع تقديم طعام الغداء السبت تسلم رؤساء الوفود مسودة نص جديد للبيان الختامي. وبعد دراسته اجتمعوا لمناقشته مع دربيز وسوباشاي.