يتهم تجمع الدول النامية الفقراء في مؤتمر كانكون حكومات تحالف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي تحالف الاثرياء بانفاق 300 بليون دولار على الدعم الزراعي ما يمنع تراجع اسعار المنتجات الزراعية في الاسواق الدولية ومنع الدول الفقيرة من الاستفادة ودفعها الى الخروج من اسواق العالم بسبب فروق الاسعار. ويُستبعد ان توافق واشنطن خلال الدورة الحالية للمنظمة على الغاء الدعم تدرجاً للمزارعين الاميركيين في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية حيث تؤثر تجمعات المزارعين الاميركيين في اتجاهات الناخبين. كانكون المكسيك - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - يبحث التحالف الاميركي - الاوروبي، الذي يتعرض لضعوط من تجمع للدول النامية لخفض الدعم المقدم للمزارعين في مؤتمر منظمة التجارة الدولية، عن نقاط ضعف في ما بين الدول الفقيرة العازمة على اعادة صياغة قواعد التجارة الدولية. ويتهم الفقراء التحالف بأنه منحاز. ورفضت الدول النامية، التي تزداد تماسكاً داخل المنظمة وتضم في عضويتها 146 دولة، بدورها مطالب من الاتحاد الأوروبي واليابان بخطوط ارشادية جديدة تحكم الاستثمارات الخارجية. وقالت رافدة عزيز وزيرة التجارة الخارجية الماليزية عن خطة قواعد الاستثمار: "انها عمل من دون جدوى وان الدول التي تؤيدها تمثل الأقلية". وتعكس مثل هذه التصريحات عمق الخلافات المتعلقة بمجموعة من القضايا التي يحتاج الوزراء المجتمعون في كانكون لتقريب وجهات النظر في شأنها بحلول الاحد المقبل من اجل انعاش محادثات التجارة الدولية المتعثرة التي يقول البنك الدولي "انها قد تُخرج 144 مليون من سكان العالم من الفقر". والزراعة هي اكثر القضايا حساسية في كانكون لانها تتعلق بأغلب الدول الفقيرة التي تلقي اللوم على 300 بليون دولار تدفعها اساسا الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لدعم مزارعيها كل عام وتتسبب في اخراج الدول الفقيرة من اسواق العالم بسبب فروق الأسعار. ومع الاشارة الى تنامي قوة الدول الفقيرة داخل منظمة التجارة تشكل تحالف الدول النامية من 21 دولة للمطالبة بإلغاء الدعم من دون ان يعد بحرية دخول أكبر لأسواقه. وقال وزير التجارة الاسترالي مارك فيل "هذا تحول مهم في هيكل عمل هذه المنظمة". وفي حين بدأت المناقشات الحامية الخميس اتخذت الولاياتالمتحدة زمام المبادرة في محاولة اضعاف التحالف الجديد الذي يضم الصينوالبرازيلوالهند وجنوب افريقيا. وقال بيتر الجير نائب الممثل التجاري الاميركي: "من غير الواضح حقيقة بالنسبة لنا ما هو المبدأ الذي تتحد عليه هذه الدول". واضاف: "بعض هذه الدول من الأكثر طموحاً في ما يتعلق بالاصلاح الزراعي…. ثم تتباين آراء البعض الآخر الى دول لم تكن تؤيد الاصلاح الزراعي". وتساءل مسؤول اميركي آخر ما الذي يمكن ان يجمع بين دولة مؤيدة للاصلاح الزراعي مثل البرازيل وبين الهند التي تكره خفض التعريفات الجمركية الكبيرة التي تحمي بها أسواقها… "لسنا على ثقة بما يجمع بين هذه الدول سوى تأكيد انها تريد ان يسمع صوتها ان هدفنا هو العمل مع الذين يشتركون معنا في طموحاتنا الأوسع نطاقاً". وقال ديبلوماسيون ان ما بين سطور رسالة واشنطن هو انه مع اقتراب انتخابات الرئاسة الاميركية سنة 2004 تجد الولاياتالمتحدة من الصعب عليها تحسين ما تعتبره عرضاً سخياً والذي اجتذب بالفعل انتقادات سياسية. وقال تشاك غراسلي، الذي يرأس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، "لا يمكن ان يكون ذلك طريقاً منفرداً توافق بمقتضاه الولاياتالمتحدة على الغاء الدعم في حين لا يفعل العالم أي شيء". واجرى ممثلون عن الدول النامية الاعضاء في تجمع ال21 محادثات ليل الخميس - الجمعة مع ممثلين عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، هي الاولى منذ افتتاح المؤتمر الوزاري الخامس للمنظمة. وقال وزير الزراعة البرازيلي روبرتو رودريغيز في مؤتمر صحافي "تحادثنا ساعتين مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ان ذلك يدل على ان التجمع اصبح عنصراً فاعلاً مهماً". وقال الوزير البرازيلي "ان الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة اقترحا الغاء الدعم عن بعض المنتجات التي ترتدي اهمية للدول النامية وليس هذا ما نريد سماعه لكن الحوار مستمر نأمل في التوصل الى نتائج ايجابية". وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم "ان المحادثات لم تشكل مواجهة" لكنه اكد ان الاتحاد الاوروبي يجب ان يقوم بالخطوة الأولى. واضاف في مؤتمر صحافي"سجلنا ليونة في بعض مواقف الاتحاد الاوروبي لكن الوضع بمجمله لا يسمح بالحديث عن تقدم ملموس". وأقرت الدول الاعضاء ليل الخميس - الجمعة انضمام كمبوديا والنيبال الى المنظمة وهما اول بلدين جديدين "من الاقل تقدما". ينضمان الى المنظمة.