مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    «الأمم المتحدة»: السعودية تتصدر دول «G20» في نمو أعداد السياح والإيرادات الدولية    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    «ميترو قول» يواصل صدارة هدافي روشن    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    الابتكار يدعم الاقتصاد    نوابغ المستقبل.. مبرران للفخر    قيادة وريادة    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    «الخواجات» والاندماج في المجتمع    لعبة الاستعمار الجديد.. !    «متحالفون من أجل إنقاذ السودان» تطالب بحماية المدنيين ووقف الهجمات في الفاشر    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    نسخة سينمائية من «يوتيوب» بأجهزة التلفزيون    يوم مجيد لوطن جميل    أحلامنا مشروع وطن    وزير الخارجية ونظيره الجزائري يبحثان تطورات الأوضاع في غزة    أمر ملكي باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية.. خادم الحرمين الشريفين: نهجنا الدائم الاستثمار في الإنسان وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته    هنأت رئيسي مالطا وأرمينيا وحاكم بيليز.. القيادة تعزي ملك البحرين    خيسوس: المستوى الذي وصلنا له صعب على أي فريق أن يتغلب علينا.. والهلال بحاجة ملعب خاص به    «سلام الخير» يهدي «عذبة» كأس الطائف    بايرن يحكم قبضته على الصدارة    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    نائب أمير الشرقية يشيد بمضامين الخطاب الملكي السنوي    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    فلكياً.. اليوم آخر أيام فصل الصيف    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    مسيرة أمجاد التاريخ    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    معزّي.. عز وعزوة    مصر تعرب عن تضامنها مع لبنان    أوكرانيا وروسيا.. هجمات وإسقاط مسيرات    شرطة الشرقية: واقعة الاعتداء على شخص مما أدى إلى وفاته تمت مباشرتها في حينه    بلادنا مضرب المثل في الريادة على مستوى العالم في مختلف المجالات    لقاح على هيئة بخاخ ضد الإنفلونزا    بشرى سارة لمرضى ألزهايمر    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    رئاسة اللجان المتخصصة تخلو من «سيدات الشورى»    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد رغبته في زيارة الدول المجاورة والولايات المتحدة واتهم الموساد باغتيال محمد باقر الحكيم . مقتدى الصدر ل"الحياة - ال بي سي": اختلف تماماً عن حسن نصرالله وسأبدأ خطوات للتقارب مع السنة و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"
نشر في الحياة يوم 11 - 09 - 2003

اكد الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر انه سيعمل جاهداً في المرحلة المقبلة لتحقيق تقارب بين تياره و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، مؤكداً ان علاقته بايران تندرج في اطار سعيه الى تحقيق تقارب بين العراق ودول الجوار على اختلافها مبدياً رغبته في زيارة الدول العربية المجاورة وكذلك الولايات المتحدة.
وقال في مقابلة مع "الحياة - ال بي سي" ان التصريحات المتناقضة التي صدرت عنه كانت متعمدة وهدفها الارباك. وأكد ان هناك فارقاً بينه وبين زعيم "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله لأن الاخير "منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به اصلاً".
وأكد رفضه للاحتلال الاميركي وللحوار مع الاميركيين الذين اشار الى انهم يفتحون قنوات حوار معه، مبدياً رفضه للتنسيق مع الاميركيين، "بل مع بقية الاطراف لتكوين لجان امن لحماية العراق".
وأضاف انه يريد طي صفحة المساجد السنّية التي استرجعها مناصروه او وضعوا ايديهم عليها وانه ينوي القيام بخطوات وزيارات للزعماء السنّة لتقريب وجهات النظر.
واتهم الموساد الاسرائىلي بالوقوف وراء عملية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم. واستبعد ان تكون اعادة فتح التحقيق في اغتيال السيد مجيد الخوئي تستهدفه شخصياً. وفي ما يأتي نص المقابلة:
ما هو تأثير استشهاد والدكم في حياتكم وتكوينكم الفكري؟
- أنا أحاول أن أكون ممثلاً لهذا النهج الذي اختطه لنا السيد الوالد الذي جعل التقارب بين القيادة الحوزوية والشعب سهلاً وبسيطاً وبأبسط الطرق الشرعية والدينية والاجتماعية. استشهاد السيد الوالد ولّد فراغاً قد لا يملأ إلا بصعوبة على الصعد الاجتماعي والحوزوي والسياسي لأنه كان قائداً ميدانياً وقائداً شرعياً ومرجعاً دينياً وسياسياً يتم الرجوع إليه في الصغيرة والكبيرة. ومع فقدانه وجد الشعب العراقي أن هناك فراغاً للعثور على من يمكن الرجوع إليه بهذه الأمور. شكل استشهاده، باختصار، فراغاً للشعب العراقي وفراغاً قيادياً وسلطوياً.
التركة التي خلفها والدكم كانت كبيرة بمعنى المرجعية السياسية. وأنتم تصديتم لهذه المرجعية. ومن يريد انتقادكم يقول إن ليست لديكم المرجعية الفقهية الكافية والمعرفة الفقهية، كيف تفسرون ذلك؟
- أولا، أود الإشارة إلى أن أميركا كانت تخطط لاحتلال العراق منذ زمن طويل. إلا أن بين العقبات الموجودة أو التي كانت موجودة تمثل في وجود هذه المرجعيات الصالحة المتمثلة بالسيد الوالد. وبعد إزالته من الساحة بواسطة القتل، استطاعت احتلال العراق وبكل سهولة، ذلك أنها كانت تخشى سيطرته وقيادته للشعب العراقي.
كما أن الخط الذي وجد بعده أيضاً كان مخيفاً للاحتلال الأميركي. ويبدو أن هذا الخط كان ممثلاً للنهج الذي سار عليه السيد الوالد. أنا أسعى وعلى العبد أن يسعى. أما الجهة الشرعية فهي إن شاء الله موجودة والجهة الشعبية أيضاً موجودة وكذلك الدعم الشعبي لهذه القيادة أيضاً موجود. وجزى الله خيراً المحسنين الذين لم يقصروا لا في السابق ولا في اللاحق.
أسألكم تحديداً عن تعليمكم الفقهي، كيف سار تعليمكم الفقهي وكيف تعوضون ما ينقصكم؟ هل بالرجوع إلى مرجعية دينية أعلى؟
- الدراسة الحوزوية تجرى على مراحل. كنت قبل الحرب في مرتبة البحوث ب"الخارج" مرتبة عليا في التعليم الديني أحضر بحثاً في الخارج للفقه وفي الأصول للشيخ الفياض وأدرس مادتي أصول الفقه ومباحث الفقه، وهذه الدروس هي في درجة "سطوح عالية" وليست قليلة. ومعها يكون للطالب صلاحية القيام ببعض الأمور الشرعية علماً أن الفتوى ليست منها لأن الفتوى للمجتهد، وإنما تتعلق بأمور أخرى سياسية أو اجتماعية أو علاقات عامة.
إذا صنفتم في مراتب المرجعيات الدينية ولا أقول السياسية فقط أو الحركية، كيف تكون مرتبتكم وما هو لقبكم: حجة الإسلام والمسلمين؟
- هناك أمران، أولاً إن هذه الألقاب ليست شيئاً حقيقياً بل هي أقرب للشيء المعنوي وليس ضرورياً التسمي بها، وهي مثلها مثل الألقاب العسكرية أو السياسية وما شابهها. الأمر ليس كذلك إلا أنني لقبت حجة الإسلام والمسلمين من قبل السيد كاظم الحائري دام عزه عندما أرسل لي وكالة أو تخويلاً بهذا اللقب، فمشى هذا اللقب علينا.
إلا أنني لست مخصوصاً لهذا اللقب وهناك ألقاب أخرى ولو خوطبت من دون لقب أيضاً فليس في ذلك ما ينقص من الإنسان، لأن الإيمان قوة والشجاعة هي التي تزيد من الشخص وليس ألقابه.
لديكم كتلة هائلة من المؤيدين الذين تستطيعون تحريكهم في الشارع وهم يعدون بمئات الألوف. هل في عملكم الدور يعطى للبطل - الفرد الذي يقود الجمهور أم أن هناك مؤسسات بمعنى راسخ وبمعنى منهجي أكثر؟
- أنا أسعى إلى ألا تكون السلطة بيد شخص واحد. وإنما نلجأ عبرها إلى تكوين المجالس والمؤسسات الاجتماعية اللافردية لو صح التعبير بل الاستشارية أو الهيئات الأخرى السياسية والاجتماعية والدينية. ونحن لنا لجنة لاستلام الحقوق، هذا في الجانب الشرعي. وفي الأمور السياسية لدينا لجنة سياسية ولجان اجتماعية ومكاتب سياسية وما شابه ذلك، وليس الأمر والنهي لشخص معين فقط وإنما يرجع إلى هيئات ومجالس كبيرة أو قد تكون في بعض الأحيان صغيرة. وإنما نركز على شيء واحد وهو أن تبقى المركزية مع وجود هذه المجالس الاستشارية للحوزة العلمية ليبقى لها دور الإشراف والتشريع لهذه اللجان.
كيف تتعاملون مع بقية الأحزاب؟ في المرحلة الأولى أردتم تأكيد الهوية: كنتم ممنوعين من التحرك ثم خرجتم إلى الشارع. بعد انتهاء هذه المرحلة الساخنة، متى يبدأ عملكم بالتعاطي مع الأحزاب في شكل دوري ومنهجي لأن ليس هناك موقف سياسي معلن في شكل منظم، خارج خطب الجمعة. كيف تتجاوزون هذا النقص؟
- نجد بعض الصعوبات من بعض الأطراف خصوصاً قوات التحالف التي تعتدي على المقرات وعلى أعضاء هذه المقرات. وتلافياً لهذه المشاحنات سواء الكلامية والتي قد تكون في بعض الأحيان دموية تجنبنا أن تكون لنا مراكز معينة ومواضع معينة ومقرات معينة. وإنما المهم وجود لجان ولو متحركة... المتحركة تكون فاعلة عند الجميع... هي تذهب إلى الأحزاب، وتذهب للمقرات، وإلى بقية الأطياف والتيارات كي تكون شعبية وتكون متواضعة أمام ربها سبحانه وتعالى.
ما هي أوجه التقصير التي ارتكبتموها منذ سقوط النظام السابق؟
- لعله لا بد من الإشارة إلى أنه لا يوجد تيار معصوم من الخطأ. لا بد من الوقوع في التقصير ولعل التقصير الذي وقع هو أنه لم يكن هناك تنسيق عملي واقعي. في الخارج يوجد تنسيق ولكنه شيء معنوي. وفي الخارج نسعى إلى تقوية هذه الأواصر بين جميع الأحزاب وجميع الطوائف. بالأمس كان هناك اجتماع بيننا وبين الحزب الكردستاني والحزب الكردي وبقية الأحزاب. أنا مستعد للتعاون مع أي شخص ولكن شرط تخطي هذا الحاجز الذي وقع فيه كثير من الأطراف التي تعاونت مع الأميركيين، ولو تعاونت معها كأنما تعاونت مع المحتل وهذا ما لا أرغب فيه إطلاقاً.
أنتم حوصرتم منذ سقوط النظام السابق: مرة حينما كانت هناك قضية اغتيال السيد الخوئي، وما بعد ذلك التباعد بين تياركم وبين "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية". كل ذلك يصب في طريق محاصرتكم أو تصويركم في موقع مناهض. ما هو السبيل لتجاوز هذه المشكلة؟
- صحيح أن موقفنا الآن موقتاً دفاعي أكثر منه هجومياً، إلا أنه سلمي. المقاومة السلمية فيها الدفاعية والهجومية، والآن موقفنا الغالب دفاعي، لأن أميركا تضغط على بعض الدول، سواء العراق أو غيره، ضغطاً اجتماعياً أو سياسياً لكي تحوله من مجتمع ديني إلى مجتمع متحرر على نمط الحرية الغربية وليس الحرية الإسلامية، لذا أنا أخشى أن أخضع لهذه الضغوط حتى لا يتحول المجتمع المسلم العراقي إلى مجتمع أميركي وغربي منحل متفسخ.
الحرية لا تعني الفساد والقمار والسكر والفساد. كل هذه ليست حرية وإنما للحرية حدود لا يمكن تعديها. هل يمكن للمسيحيين تعدي حدود الزوجة الواحدة وتزوج اثنتين؟ الشرع هو الحاكم وليس العقل القاصر هو الحاكم على الشرع. نحن لنا حدود لا نتعداها فلا أريد أن أخضع لهذه الضغوط أكثر فأكثر فيكون الانحلال أكثر فأكثر.
جيش المهدي
هناك مواقف تعبرون عنها يكون العنوان فيها أكبر مما تنوون القيام به، أو العكس. ما السبب في هذا التباين؟
- أهم نقطة أن القائد الفعلي للشيعة هو الإمام المهدي، ولنا حق بأن نسمي هذا الجيش أو هذا التيار باسمه، وهناك روايات ان الامام منصور بالرعب، وأحد مصاديقه انه أدخل الرعب في قلوب المحتل والكافر وزعزعه، وحدثت تنازلات وإن ليست ظاهرية وتحولت بعض السياسات من سياسة إلى سياسة أخرى. وأول مصلحة من تكوين جيش الإمام المهدي هو نشر الرعب بين القوات المحتلة.
هل أجازكم السيد الحائري بتشكيل جيش المهدي؟
- نعم أجاز لنا ذلك ووافق عليه، حتى أن مكتب السيد الحائري في النجف يرسل المتطوعين باعتبار أننا مكتب واحد وإن كان يختلف مكانه ولكنه معنوياً مكتب واحد. وهم يذهبون إلى مكتب السيد الحائري يريدون التطوع فيرسلونهم إلى مكتبنا. ولو لم يكن السيد الحائري موافقاً لما أرسلوا إلينا.
تصعدون سياسياً ضد الأميركيين ولكنكم ترفضون التصعيد ميدانياً، ما السبب؟
- يوجد أمران: أمر شرعي، وهنا الأمر الشرعي متوقف على أمر الحاكم الشرعي. عندما يأمر الحاكم الشرعي فإن الجهاد يتحول من واقع سياسي إلى واقع جهادي أو حربي أو عسكري كما تسميه، وحتى الآن لم يحدث هذا الشيء. الأمر الثاني ضعف القوات العراقية لو صح التعبير أو الجيش العراقي الذي لم يكن بمستوى الجيش الأميركي أو البريطاني. نعم هو مسلح بقوة الإيمان وقوة إيمان الجيش العراقي والشعب العراقي، وهي لا تقاس لأنها أضعاف مضاعفة، لكن القوة الإيمانية عند المحتل صفر ودون الصفر.
إذا كنتم تعلمون أن الأميركيين يمكن أن يستغلوا ظاهرة التباعد التي قد تكون قائمة بين تياركم وتيار "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" من أجل إضعاف موقف الطائفة الشيعية في الكيان السياسي الجديد الذي يشهده العراق فلم لا تعمدون إلى القيام بمبادرات تفوت على الأميركيين الفرصة وتؤدي إلى خلق تعاون أو تقارب بينكم وبين المجلس الأعلى؟
- كثيرون من قيادات "فيلق بدر" كان لهم اتصال بالسيد الوالد في حياته قبل سقوط النظام السابق، والآن كثيرون منهم يرجعون بل إن كثيرين من المتطوعين في جيش الإمام المهدي هم من قوات بدر وهذا مثال الوحدة. وأنا أمد يدي وسأنسق معهم بواسطة لجان معينة لكسر هذا التباعد الذي يريده الغرب الكافر والمحتل لزرع الفرقة في ما بيننا، وسنسعى إلى تكثيف هذه الأواصر مستقبلاً إن شاء الله سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الحوزوي أو أي صعيد من الأصعدة، شرط أن أجد منهم تعاوناً، وأنا بالفعل وجدت منهم بعض التعاون.
إذاً ستشهد المرحلة المقبلة تقارباً بينكم وبين "المجلس"؟
- إن شاء الله وفي أقرب وقت ممكن.
نشعر أن هناك استياء لدى بعض المرجعيات الدينية إزاءكم وإزاء مواقفكم المعلنة أحياناً، ما هو السبب وراء ذلك؟
- أنا أسعى إلى التوحيد بين هذه المرجعيات أياً كانت سواء أكانت شيعية أم سنية، وطبعاً المرحلة الأولى الشيعية ومن ثم المرجعيات والقيادات السنية أيضاً... أسعى إلى التوحد وأسعى إلى الذهاب إليهم وأبذل المساعدة لهم والجهد لتوحيد صف المسلمين، ومستعد لتقديم أي مساعدة يرغبون بها في أي أمر فقهي أو سياسي أو اجتماعي، شرط أن تبقى هذه القيادات مستقلة ولها كيانها الشخصي، وأنا مستعد لهذه الأمور مطلقاً في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل.
يأخذ بعض المرجعيات الدينية في النجف عليكم أنكم دعيتم من دون بقية المرجعيات الدينية الشيعية في العراق إلى حضور حفل تأبين الإمام الخميني وأن الإيرانيين يريدون أن يحولوكم إلى حسن نصر الله العراق أي مقابل زعيم حزب الله اللبناني. ما سبب هذا الموقف برأيكم؟
- أولاً أنا سمعت هذا التشبيه بيني وبين السيد حسن نصر الله. إلا أن السيد حسن نصر الله منحاه عسكري وأنا منحاي شرعي وسياسي وليس للعسكري دخل به أصلاً. وفي ما يتعلق بدعوتي إلى إيران فلعل الجمهورية الإيرانية لم تتصور أن أحداً يقبل الدعوة سواي، وهي وجهت الدعوة إلى آخرين ورفضوا، أما أنا فاستغليت الدعوة لأمور عدة أولها وأهمها الذهاب إلى زيارة مرقد الإمام الرضا، وثانياً لحضور الذكرى السنوية للسيد الخميني، والأمر الثالث لتقوية العلاقات بين العراق والدول المجاورة له، وكانت إيران أول دولة بالصدفة لا أقل ولا أكثر، لأنها أول من دعمني. وأي دولة ترسل إلي الدعوة، سواء مسلمة أم غير مسلمة، إذا كانت فيها مصلحة العراق أذهب إليها.
مستعد للسفر إلى السعودية والأردن وتركيا وسورية ومصر؟
- السعودية أتمنى... وأتمنى زيارة المدينة إن شاء الله. وإذا أرسلت إلي دعوة فأنا مستعد لتلبيتها فوراً، وكذلك إلى الدول الأخرى. وأنا أسعى إلى ذلك، وإذا لم أُدعَ سأطلب ذلك للتنسيق بين هذه التيارات الشعبية والدول المجاورة أو الدول الأبعد من ذلك.
يؤخذ عليكم أن مواقفكم مربكة، فمرة تتحدثون عن جيش ومرة تقولون إنكم مسالمون. هذه المواقف يمكن أن يستخدمها خصومكم ضدكم وكذلك الأميركيون. ما سبب هذا التناقض؟
- أولاً الإرباك هو المقصود من هذه الأمور. الأمر الثاني إنني أسعى إلى تكوين مثل هذه الأمور المخالفة للشائع، إذا صح التعبير. الشائع أن الجيش يكون مسلحاً إلا أن جيشنا ليس مسلحاً... مسلح ولكن ليس بالسلاح القاتل والدموي، وإنما بسلاح الإيمان والشجاعة.
وأسعى أيضاً إلى اعتماد بعض المصطلحات وجعلها تختلف عن المصطلحات الغربية. في الخطبة الأخيرة طلبت من القيادات الحوزوية أن تسعى إلى تنظيم هذا الجيش على شكل مجاميع وسرايا... وليس السرية هي نفسها السرية العسكرية عدداً وكميةً وسلاحاً وليست لواء أو أي قسم من الأقسام العسكرية للجيش. أريد الأمور مختلفة عن المصطلح الغربي الذي وضعه الغرب ولم يضعه الإسلام. للإسلام مصطلحات خاصة به كما أن للمسيحيين مصطلحات خاصة بهم. أليس للإرهاب مصطلح خاص عند الغرب وللإرهاب مصطلح خاص عند الإسلام؟ أليس للحرية مصطلح خاص عند الإسلام ومصطلح خاص عند الغرب؟ كلها تختلف ومن ضمنها مصطلح الجيش أيضاً يختلف عن مصطلح الغرب.
إذا لم تكن مهمته عسكرية هل يمكن اعتبار "جيش المهدي" حزباً سياسياً؟
- أنا لا أفضل أن يكون حزباً ولا أقول إن منحاه ليس منحى عسكرياً، إنما كان تأسيسه أولاً بالذات لكي نقوي قاعدة الإمام المهدي في العراق، ومن ثم ضبط الأمن والسلام في العراق وخدمة جميع الطوائف الموجودة فيه وجميع القيادات وجميع المرجعيات والحوزات.
قلتم إنكم ترغبون في زيارة كل الدول. هل ترغبون في زيارة الولايات المتحدة؟
- أثناء كونها محتلة لا. ويمكن الجواب بخصوص هذا الأمر بأن الولايات المتحدة تقسم إلى قسمين: الحكومة والشعب. أنا أتمنى تقوية الأواصر بين الشعب العراقي والشعب الأميركي. أما الحكومة الأميركية فلا.
لكن الأميركيين أمر واقع. متى تريدونهم أن يرحلوا إذا قالوا إنهم يريدون مغادرة البلاد لاحقاً؟
- الشيطان أيضاً أمر واقع. هل نتبعه أو نتبع النفس الأمّارة بالسوء؟ ليس هذا خيارنا بل أقاومهم بما أستطيع مقاومة سلمية. أنا أتكلم عن الشيطان. حتى الآن أقاومه بما أستطيع من قوة نفسية وجسدية بالعبادة والتقرب إلى الله... كذلك المحتل عندما أقاومه، أقاومه بالطريقة السلمية. هناك تيارات خاطئة يجب أن نبتعد عنها.
نحن نعتبر أن ما تدعو إليه أميركا من حرية ومن ديموقراطية ومن احتلال مفاهيم خاطئة. نحن ندعو للحرية والديموقراطية وندعو لهذه العناوين المختلفة وليس فقط بالظاهر.
دعم التركمان
في طوز خورماتو خرج ألفا مسلح في مدينة الصدر لدعم التركمان الشيعة. وكانت هناك أيضاً اتهامات ما لبثت أن خفتت عن احتمال ضلوع بعض العناصر السلفية في عملية اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم. هذه المحاولات قد تهدف إلى خلق فتنة وإرباك الوضع الشيعي في العراق. كيف السبيل لدرء هذه المخاطر؟
- أولاً إن شمال العراق ينقسم إلى تركمان وكردستان. التركمان، وأنا لا أريد أن أعمل ثغرات طائفية، هم من الشيعة والكردستان سنة. ما آمله أن يكون التوحد بين هاتين الطائفتين التركمانية والكردستانية وأنا أسعى إلى هذا التوحد وأرى أن من يطالب بحقوق التركمان وحقوق الكردستان أيضاً والعرب نفسهم هم العراقيون، وليس الأتراك مثلاً أو الخارجون عن العراق أو المحتلون. لذا أسعى إلى أن يكون هناك توحيد أولاً بين الطائفتين الكرديتين، وثانياً بين العرب والأكراد، وثالثاً بين المسلمين، ورابعاً بين المسلمين والمسيحيين في شمال العراق، فهذا هو ما يمثل الوحدة لكي تكون سلاحاً فاعلاً.
ومن أرسلتهم من مدينة الصدر لم يكن بغرض أن تكون هناك مقاومة عسكرية أو ما شابه ذلك، إنما أكثر المخلصين هم في مدينة الصدر وبحكم كونها قريبة من المنطقة الشمالية. وأرسلت وفداً من هناك مع وفد من النجف أيضاً، لكي ننسق ونقوم بالمفاوضة على ما دفع من اعتداء على مقام الإمام علي، ولتهدئة الخواطر بين هاتين الطائفتين.
هل أنت شخص غضوب؟
- أولاً أنا لا أعرّف بنفسي. ربما يجب أن نسأل عن هذا شخصاًُ آخر لأنني لا أقدر أن أمدح نفسي أو أذمها، لأن العدو إذا ذمني قد يأخذها نقطة ضعف ضدي، وإذا مدحت أيضاً فإن العدو والصديق قد يستعملها نقطة ضعف.
الشهور الخمسة الأخيرة ماذا علمتك في طبيعة علاقتك مع مساعديك ومع أنصارك ومع الناس عموماً؟
- الاعتماد أولاً على الله سبحانه وتعالى. وأنا أركز على ذلك في جميع المواقف. إلا أن هذه الشهور علمتني الاعتماد على المخلصين الذين يرغبون بالجهة الدينية أكثر من الجهة الدنيوية ولديهم الإخلاص الكافي ولديهم الرغبة في التكامل، والسعي إلى رضا الله سبحانه وتعالى ولا أعتمد في هذا على الدنيويين الذين لا يريدون استقرار الأمن ولا يقصدون من هذه الأمور السياسية إلا المناصب، فأنا بعيد عن هذا التيار وقريب من التيار الآخر.
هل تخشى الموت اغتيالاً كما حدث للسيد محمد باقر الحكيم؟
- قلت في كثير من المواضيع، إنما سعيت عبر هذه الأمور أن أمثل الشعب العراقي وبموافقته طبعاً، وأنا أتشرف أن أكون ممثلاً للشعب العراقي في بعض الموارد وفي كل الموارد إذ شاؤوا. من يمثل الشعب العراقي ومن يعادي الاحتلال لا يضع في باله إلا شيئاً واحداً وهو كما كان يقول السيد الوالد رصاصة بالرأس... فالرصاصة هذه أنا انتظرها في كل لحظة إذا أتت... فلله الحمد ولي الشهادة إذا شاء الله أن أستشهد.
حظر الميليشيات والسلاح
ما رأيكم في ما أعلنه السفير بريمر عن حظر الميليشيات والسلاح؟
- حتى الآن لم يتأكد ذلك إلا عمن طريق بعض القنوات الفضائية. إلا أنني عندما أبلغ به سأجيب إما بالموافقة أو بالرفض. ولكن إن شاء الله سأسعى إلى مفاوضات وتكون بداية سلمية لعدم نزع السلاح الميليشيات التابعة لنا أو التابعة إلى فيلق بدر أو إلى أي حزب آخر. ويمكن أن ننسق ليس مع الأميركيين بل مع بقية الأطراف لتكوين لجان أمن لحماية العراق عموماً من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه.
التنسيق مع مجلس الحكم؟
- مع شديد الأسف لا.
مع من تنسقون إذاً؟
- أنسق مع كل من هو غيور وحر ويريد المصلحة العامة ومصلحة الشعب العراقي ومن يريد حفظ الأمان والسلم بعيداً من المحتل، وبعيداً عن اتباع المحتل حتى لو كان ليس عراقياً إذا كان يريد المصلحة العامة.
مقتدى الصدر كظاهرة سياسية في العراق إلى ماذا يهدف؟
- أهدافي أن أعطي الشعب العراقي حريته والحق بإبداء الرأي لأنه أعرف بمصلحته لأطبق رأيه وأسعى إلى تكامل العراق عموماً حرصاً على شعبه وبقية أموره الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعقائدية.
هناك مساجد للسنة تقولون إنكم تسترجعونها سلماً فقط من دون استخدام أي عنف. هذه العملية تسيء ربما إلى صورتكم في العالم العربي والإسلامي ولا تخدمكم في علاقاتكم العربية والإسلامية. هل من سبيل إلى معالجة هذه الظاهرة بشكل يؤدي أيضاً إلى وأد الحساسية التي قد ترافق عملية من هذا القبيل؟
- أنا سأطوي هذه الصفحة عموماً وأسعى إلى صفحة أخرى وهي أن أذهب بنفسي - أو إذا لم أستطع - إلى بعض الأطراف المخلصة للتنسيق، وسنذهب إلى هذه القيادات السنية كي نقوي هذه الأواصر ولنظهر للعالم تآخينا وتوحدنا أمام هذا المحتل وحتى لو جاءت من بعدها اتهامات. مجيء السيد أحمد الكبيسي كان مثاراً للفتنة في النجف الأشرف مع شديد الأسف. وعلى رغم وجود بعض المخاطر الأمنية لذهابي إلا أنني مستعد للذهاب إلى هذه القيادات وأن أقدم لها كل المساعدة بما يزيد قوتنا وإيماننا ومجابهتنا للاحتلال الأميركي.
هل ستكون هناك خطوات عملية مثل دعوة إمام سني ليؤم صلاة الجمعة بعد الخطبة مثلاً في مدينة الصدر؟
- السيد الوالد دعا إلى هذا الشيء: أن نصلي خلف السنة، والسنة خلفنا. وأدعو أبناء السنة إلى أن يأتوا ويصلوا خلف الشيعة والشيعة أن يصلوا خلف أبناء السنة وهذا يزيد من قوتنا. وأنا أسعى إلى أن يكون إمام الجمعة أو إمام الجماعة سنياً أو شيعياً...هذا شيء واحد لا يختلف فيه خصوصاً مع تطبيق الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك وسأعمل على تطبيق ذلك بما أجده مناسباً وسأزيد تمتيني لهذه العلاقات. وقمت بتشكيل هيئة التقريب وسأسعى إلى تكييف هذا الأمر. أنا ذهبت إلى السيد أحمد الكبيسي رداً لزيارته لكنه كان غادر إلى الإمارات. أتصور أنني سأذهب مرة أخرى على رغم المخاطر في الذهاب لكنني سأتخطى هذه المخاطر لوجود المصلحة العامة وسأذهب إلى أي منطقة حتى إلى الأنبار أو إلى تكريت إذا اقتضت المصلحة أو إلى سامراء.
لن تشكلوا حزباً سياسياً؟
- لن نشكل حزباً سياسياً لأنني أركز على أن الشيء الفاعل في المجتمع الذي يجب أن يرجع إليه هو الحوزة العلمية، فهي القائد الأساس والرئيس، وهي المشرع الوحيد للشعب العراقي.
هل باب الحوار مغلق مع الأميركيين؟
- من جهته الحوار موجود ولكن ليس قربة لله، وإنما لتمرير مخططاتهم بواسطته. يجدون أن لي اتباعاً كثيرين فيريدون أن يستغلوني لتمرير أوامرهم بواسطتي، لذلك رفضت أن تكون أي علاقة أو أي تنسيق بيني وبين المحتل لأن هذا مما لا يرضي الله أولاً ولا يرضي الشعب العراقي ثانياً.
كيف كان تفاعلكم مع اغتيال السيد محمد باقر الحكيم؟
- أولاً كان هذه تعدياً سافراً وإرهابياً على القياديين السياسيين الموجودين في النجف الأشرف بل وفي العراق، وهو مرفوض تفصيلاً وإجمالاً ولا يرتضيه أي عقل أو أي دين أو أي شخص. جميع الأعداء يرجعون إلى عدو واحد مشترك هو اليهود و"الموساد" الإسرائيلي الذي يبث، وبالخصوص في هذه الفترة الزمنية، أتباعه في العراق وفعلاً بعد بثه لهذه الأعضاء وجدنا هذه الاغتيالات ومحاولة اغتيال قيادات الشيعة وقيادات المسلمين. نحن أخوة في الدين وفي الهدف وفي العراقية ونسعى إلى التكامل، وكل من يزرع الفرقة بين أعضاء الإسلام يخدم مصلحة إسرائيل ومصلحة الغرب الكافر والمحتل.
من في رأيكم الأطراف التي قد تكون لها علاقة بحادثة الاغتيال؟
- أنا بعيد من التحقيقات لأنها بيد المحتل والتابعين. وكنت أتمنى أن يرفع هذا العمل للمحاكم الشرعية وأنا مستعد لتقديم أي مساعدة لهذه الجهة. ومهما كان المعتدي فهو يرجع بالأخير إلى العدو المشترك وهو إسرائيل والعدو الإسرائيلي.
العراق يعاني من فقر مدقع ومعدل البطالة أكثر من 50 في المئة. ألا يبرر ذلك المهادنة اليوم مع القوات الأميركية بدلاً من السعي إلى مواجهتها. أي تأجيل المعركة السياسية أو المواجهة إلى مرحلة لاحقة بسبب الضرر الواقع؟
- أنا اعترف أن حتى تيارنا ضعيف مادياً، لكن هذا لا يقتضي الضعف المادي. الفقر المادي أبدى من الخضوع للمحتل. أتمنى أن أكون فقيراً أمام شعبي وأمام المجتمع وأمام ربي أولاً لأن هذا ما يفرح الله ويرضيه، أما أن أكون متعاوناً مع المحتل لسبب أو آخر أو بطريق مباشر أو غير مباشر فهذا ما يغضب الله ويغضب شعبي.
ثمة قوى سياسية لم تتعاون مع قوات الاحتلال أو مع أي سلطة شغلتها، ألن تسعوا إلى تشكيل جبهة سياسية مع هذه الأحزاب وهذه التشكيلات السياسية؟
- الذين ليسوا متعاونين مع القوات الأميركية أنا تعاونت معهم، ولعلهم لا يرغبون بذكر أسمائهم ولكن بعض الأحزاب مثل "حزب الدعوة" المنشق عن إبراهيم الجعفري حقيقة لا أريد أن أذكرهم. بالفعل ثمة أحزاب موجودة تعاونت معها وحاولت أن أنسق مع هذه الأحزاب السياسية، وبعض المرجعيات لتكوين بعض المجالس الشعبية والمجالس المتوافقة مع الشعب العراقي. وقد وجدت الصد من بعض الأطراف المخالفة والموافقة للاحتلال مع شديد الأسف فلا أريد هذه الصدامات بيننا لعل هذه الأمور تكون اختلافات ظاهرية أمام المجتمع وأنا لا أريد أن أخرجها إلى العلن.
هل تشعرون أن هناك تبايناً أو ربما فتوراً في العلاقة بين شيعة العراق وشيعة إيران؟
- ليس كذلك، الشعب العراقي يختلف اختلافاً كبيراً عن الشعب الإيراني، لعل قسماً من الشعب الإيراني وليس كله بعيد من الولاية العامة وبعيد من قيادته الشرعية. أما في العراق فإن الغالبية تابعة للولاية العامة وللمرجعية وللحوزة والقيادات الشرعية أكثر من رجوعها إلى القيادات السياسية أو القيادات العلمانية، بدليل ما قامت به الحوزة من إخراج التظاهرات.
ما هو موقفكم من فكرة ولاية الفقيه؟ هل تؤيدونها؟
- ولاية الفقيه فتوى من فتاوى المجتهد، وأنا لست مجتهداً لكي أؤيدها أو أرفضها وإنما المجتهد يرجع إليها بعد ثبوت الأدلة، وبعد خوضه بالأدلة يثبت ولاية الفقيه أو ينفيها، وهناك من الفقهاء من يثبتها ومن ينفيها. السيد الوالد كان يرى بولاية الفقيه.
والسيد الحائري؟
- لعل التصريح بهذا مضر في بعض الجهات، لذلك أحجم عن الجواب.
يبدو أن إعادة فتح التحقيق في ظروف اغتيال السيد الخوئي هدفها ربما جر بعض أصابع الاتهام إلى أشخاص قد يكونون قريبين منكم؟ ترون في هذه العملية مسألة تحقيق روتينية أم في الأمر لعبة سياسية ما؟
- في الأسبوع الأول من سقوط النظام، تمكنت وبسهولة وبعون الله تعالى وبفضله من السيطرة على العراق عامة وكان التعتيم الإعلامي 100 في المئة. الصحافة لم تكن موجودة إلا في ما ندر بسبب المخاوف الأمنية. وكان الجواب من الغرب أن قالوا إكبحوا جناح مقتدى. فكان الرد في اليوم الثاني بمقتل السيد مجيد الخوئي والحصار الوهمي للسيد السيستاني مما يراد منه كان كبح جناحي أو كبح جناح هذا التيار عموماً. هذه خطة أميركية انطلت على بعض المغفلين التابعين للمحتل لكي يقلصوا من انتشارنا واتساعنا ومحبة الناس لنا. وسيتخذون إجراءات أخرى فأرجو من المؤمنين ومن المغفلين عموماً الالتفات إلى هذا الأمر، وإلا ستكون هناك فتنة بيننا وبين شعبنا، وستكون سيطرة الأميركيين على العراقيين وهذا ما لا نتمناه أبداً.
تعتقدون أنكم ستستهدفون في نهاية المطاف بسبب إعادة فتح التحقيق؟
- ليس عندهم أي دليل أصلاً. وهم لن يتمكنوا من ذلك حتى لو أرادوا.
هل أنتم على علم بشيء ما في ما يتعلق باحتمال استهدافكم في عملية إعادة فتح التحقيق؟
- هناك لعبة سياسية وإنما أن أكون مستهدفاً بخطة معينة أو بخطة أخرى فليس لدي علم بذلك أصلاً، وسواء كنت مستهدفاً أو غير مستهدف فهذا أمر لا يزيدني إلا قوة وإيماناً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.