شيع يوم أمس جثمان الممثلة الفرنسية ماري ترنتينيان إلى مثواه الأخير في مقبرة "بير لاشيس" الشهيرة في باريس. وكانت النجمة الفرنسية البالغة الحادية والأربعين قضت بعد مشاجرة عنيفة مع صديقها بيرتران كانتا نجم فريق الروك الفرنسي "نوار ديزير"، وذلك في ليتوانيا حيث كانت تشارك في تصوير فيلم عن حياة الروائية الفرنسية كوليت تقوم والدتها نادين بإخراجه للقناة الثانية في شبكة التلفزيون الفرنسي. وعرفت ماري بحضورها منذ السنة الرابعة من عمرها في بلاتوات التصوير السينمائي والتلفزيوني. كما لعبت أدوار البطولة في بعض المسرحيات الى جانب والدها الممثل الكبير جان لوي ترنتينيان، الذي كانت تعتبره مثالها في الحياة وفي التمثيل. وبحسب التقرير الابتدائي الصادر عن مصلحة الطب الشرعي الذي تولى تشريح الجثة، تعرضت ماري للعنف وبدت أثار ذلك واضحة في وجهها. وبحسب بعض المصادر المقربة من محيطها يبدو أن الخناقة اندلعت بعد أن لامها صديقها بيرتران كانتا على اتصالاتها التي لم تنقطع مع زوجها السابق. وفي لحظة غضب، قام بضربها وكان بحسب مصادر طبية تحت تأثير "كوكتيل" من المخدرات، بينما كانت ماري مخمورة تماماً. ووصف مثقفون وفنانون فرنسيون هذه الحادثة بأنها مأساة، غيبت نجمة فرنسية أبدعت في تقديم شخصيات القاع، وسترمي بأحد نجوم الروك الفرنسيين إلى السجن، ما يعني مستقبلاً أسوداً في انتظار فرقة "نوار ديزير" التي تميزت بالتزامها السياسي والاجتماعي، في دعم قضايا المهاجرين في فرنسا... إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني. وكانت الفرقة أحيت حفلات ناجحة في دمشق وبيروت خلال الشتاء الماضي. وأقيم احتفال تأبيني في أحد مسارح باريس أمس، حضره أهل الفن والثقافة يتصدّرهم وزير الثقافة الفرنسي جان بيار آياغون. وارتدى جميع الحضور اللباس الأبيض، فيما قرأ ممثلون معروفون قصائد تحية للنجمة التي انطفأت في مقتبل العمر.