كشف ملف سري عن مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني أفرجت عنه وزارة الخارجية البريطانية منذ أيام، بعد الاحتفاظ به مدة تزيد عن 62 عاماً أن الوزارة ما زالت تحتفظ بعدد آخر من الملفات عن الزعيم الفلسطيني في فترة ما قبل العام 1948. راجع ص10 ولم يوضح ناطق باسم الوزارة البريطانية سبب التشدد في فرض السرية على الملفات المتعلقة بالحاج الحسيني، على رغم أن القانون البريطاني يحتم على الدوائر الرسمية أن تسلم ملفاتها إلى أرشيف الدولة بعد مرور 30 عاماً عليها. وتبين من الملف المفرج عنه أن تاريخ الوثائق التي يتضمنها تغطي فترة عام كامل من كانون الأول ديسمبر 1940 إلى كانون الأول 1941، وهي الفترة التي شهدت دخول بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وتبين أن لندن كانت تحسب حساباً كبيراً للحسيني الذي كان مُطارداً ويختبئ في العواصم العربية بعيداً عن أجهزتها، وبذلت جهداً كبيراً لمنع وصوله إلى إلمانيا. ووصف الأكاديمي الفلسطيني الدكتور موسى البديري أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة بير زيت وثائق الملف المفرج عنه بأنها ذات أهمية لكونها تغطي فترة ما زالت أحداثها مثار جدل بين السياسيين والمؤرخين على حد سواء، خصوصاً العلاقة التي كانت تربط مفتي القدسبألمانيا النازية. وكشفت الوثائق أن الحسيني كان يريد إرسال مقاتلين فلسطينيين إلى ليبيا لمساعدة السنوسيين في حربهم للتحرر من الاحتلال الإيطالي، فيما عارضت بريطانيا هذا الأمر بشدة، وراحت تطلق الإشاعات الكاذبة عن تلقي مفتي القدس المساعدة من إيطاليا الفاشية حليفة ألمانيا النازية.