تعقد لجنة المتابعة والتحرك المنوطة بها المراجعة الدورية لمدى تنفيذ قرارات قمة شرم الشيخ، اجتماعها الثاني اليوم الثلثاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة البحرين. ونفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في تصريحات صحافية أمس أن يكون موضوع إرسال قوات عربية إلى العراق مطروحا على اجتماع وزراء الخارجية العرب. ومن جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ما أعلنه ماهر، وأضاف أن الوزراء سيناقشون الأمر إذا طرحه أي وزير خارجية في الاجتماع. وكان ماهر وموسى يتحدثان للصحافيين عقب اجتماعيهما في مقر الجامعة أمس. وأكد ماهر مجدداً أن مصر ترى في المجلس الانتقالي في بغداد "خطوة في طريق تحقيق ما نرجوه ونطلبه، وهو أن يتولى الشعب العراقي ممارسة سيادته بحرية تامة". ورد ماهر على سؤال عن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مصر إلى الابتعاد عن عملية السلام إلا إذا أفرجت عن الجاسوس عزام عزام قائلاً: "لا نعطي اهتماماً زائداً لمثل هذه التصريحات والدور المصري لا يقرره شارون وهو دور قومي يقرره التاريخ والجغرافيا وصلات مصر ودورها الذي لا يحدده أحد … هذه التصريحات لا قيمة لها" وأكد ماهر أن موضوع الإفراج عن عزام عزام غير مطروح لأنه دينَ أمام محكمة مصرية بتهمة التجسس، و"نحن نحترم القضاء المصري وهذا الموضوع ليس مطروحا ولا نقبل مناقشته". وعن إعادة مصر سفيرها لدى إسرائيل قال ماهر: "لا أحد يستطيع أن يستخف بمصر أو يفرض عليها شيئاً، ومن يستخف بمصر يخطئ كثيراً، وموضوع السفير تقرره مصر في الوقت الذي تراه ملائماً ولا يهمنا ما يراه شارون أو وزير خارجيته في هذا الموضوع وهذا قرار مصري لا شأن لأحد فيه بتاتاً". وعن المبادرة المصرية لتطوير الجامعة قال ماهر إن هذه المبادرة ستبحث كغيرها من المبادرات وهي اجتهاد مصري. من جهة أخرى صرح حسام زكي رئيس المكتب الصحافي للأمين العام للجامعة ل"الحياة" بأن العراق ليس عضواً في لجنة المتابعة "إلا أن الجامعة تَتبع مع العراق سياسة "المقعد الشاغر" في جميع الاجتماعات التي تلت سقوط بغداد"، مؤكداً أن مسألة تمثيل العراق تقررها الدول الأعضاء، نافياً تلقي الأمانة العامة حتى الآن أي اتصال رسمي في هذا الشأن من مجلس الحكم في بغداد. وكان الأمين العام للجامعة عمرو موسى عاد من زيارة لنيويورك اجتمع خلالها مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وتم التداول في الوضع العراقي الراهن. وعلمت "الحياة" أن أطرافاً دولية دعت الجامعة إلى قبول طلب المجلس الانتقالي العراقي وضع شخص معين ممثلاً للعراق في الجامعة، إلا أن موسى أكد لدى عودته للقاهرة أن المجلس لم يتصل بالجامعة أو يحدد أي شخص لشغل مقعد العراق حتى الآن. ويستبعد خبراء القانون في مصر قبول طلب من المجلس الانتقالي في العراق لأنه سيكون خطأ فادحاً، وفضل الخبير في القانون الدولي الدكتور عبدالله الأشعل تجميد الوضع الحالي وترك المقعد شاغرا لأن العراق، وهو من مؤسسي الجامعة والأمم المتحدة صار دولة تحت الاحتلال. وينص ميثاق الجامعة على أنه لا يمكن قبول أو استمرار عضوية دولة تحت الاحتلال. ورفض الأشعل المقارنة بين العراقوفلسطين التي تتمتع بالعضوية الكاملة في الجامعة، قائلاً إن الدول العربية نظرت إلى فلسطين باعتبارها دولة في المستقبل. وأكد الأشعل أن قبول ممثل للعراق الآن هو تكريس للاحتلال وطالب بصدور قرار عن الجامعة بتجميد الوضع إلى أن تقوم حكومة عراقية تمثل الشعب وتمارس خصائص السيادة. وقالت مصادرة الجامعة إن الوضع المعقد في العراق وفي فلسطين، خصوصا مضي إسرائيل في تشييد الجدار الفاصل، سيكونان على لائحة اجتماع لجنة المتابعة والتحرك. وقبل مغادرة وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بيروت متوجهاً الى القاهرة أكد في تصريح له ان "لبنان وسورية ممران اجباريان لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ولتحقيق التسوية العادلة والشاملة التي تحقق السلام في الشرق الاوسط.