تعرضت القوات الاميركية في العراق أمس الى سلسلة هجمات وأصيب تسعة جنود أميركيين وقتل مدني واصيب اربعة آخرين بينهم مترجم وطفلة بينما واصل الجنود الاميركيون غاراتهم على الموالين للرئيس السابق صدام حسين، واقتحموا أيضاً مقراً لجمعية إسلامية. وشهد شارع الرشيد، أحد أعرق شوارع بغداد، ظهر أمس أول هجوم على جنود "التحالف"، حين رمى شابان قنابل يدوية على دورية عسكرية كانت تنظم السير في منطقة حافظ القاضي التي شهدت في الماضي اطلاق صدام النار على اول رئيس لجمهورية العراق عبدالكريم قاسم في 1959. وشهد مراسل "الحياة" الحادث الذي أسفر عن اصابة ثلاثة جنود وطفلة عراقية ومقتل مدني عراقي بعد اطلاق جنود "التحالف" النار على مصادر الهجوم، بينما فر المهاجمان. وارسلت إلى المنطقة تعزيزات كبيرة من الجنود والآليات. إلى ذلك، اقتحمت وحدة أميركية مقر "الجمعية الخيرية الاسلامية" في سامراء وصادرت وثائق وكتباً. وأوضح رئيس الجمعية ناهض السامرائي ان ليست لها صلة بأي تنظيمات أو حركات سياسية، مشيراً الى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للدهم. وأفاد شهود أن مدينة الخالدية التي تبعد 100 كلم غرب بغداد، شهدت أمس تظاهرة معادية للأميركيين وأعمال عنف بعد تبادل للنار بين مجهولين حاولوا اصابة آلية اميركية وسط المدينة وبين أفراد من الشرطة العراقية. وقال اسماعيل تركي أحد سكان الخالدية ان "مجهولين اطلقوا صباحاً قذيفة مضادة للدبابات آر بي جي على آلية اميركية كانت وسط المدينة 30 كلم غرب الفلوجة يرافقها أفراد من الشرطة العراقية". واضاف ان "تبادل النار وسط المدينة ودهم القوات الاميركية منازل بحثاً عن مهاجمين، أثارا استياء واسعاً لدى السكان الذين خرجوا في تظاهرة عفوية هتفوا خلالها: يا يهود يا يهود جيش محمد سوف يعود". وأشار الى ان المتظاهرين رفعوا العلم العراقي فوق مسجد الخالدية الكبير وسط المدينة ثم دخلوا مقر مركز الناحية وسط واضرموا النار فيه وفي احدى سيارات الشرطة بعد هروب افرادها خوفاً من مواجهة الأهالي الغاضبين. وأعلن ناطق عسكري أن خمسة جنود اميركيين ومترجماً عراقياً اصيبوا أمس في هجومين ببغداد، موضحاً أن "عبوة القيت على رتل للفرقة المدرعة الثالثة على طريق المطار، فجرح جنديان ودمرت آلية من نوع هامفي". وتعرضت القوات الاميركية في مطار بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى 60 كلم شمال شرقي بغداد لهجوم بقذيفة "هاون" ليل الاحد. وقبل ذلك بقليل أعلن اللفتنانت كولونيل بيل مكدونالد من الفرقة الرابعة للمشاة ان جندياً اميركياً ومدنيين عراقيين جرحوا الأحد قرب بعقوبة. وذكر شهود ان القوات الاميركية تعرضت لهجوم بقذيفة "هاون" ليل الأحد عند مطار ابن فرناس شمال بغداد. وقال مكدونالد ان الوحدات المكلفة مطاردة الرئيس العراقي السابق نفذت في منطقة تكريت 300 عملية بحث و11 غارة واعتقلت 11 شخصاً خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وفي تكريت أعلن اللفتنانت كولونيل ستيف راسل أمس ان قوات "التحالف" تحتجز مسؤولاً في النظام السابق "استسلم صباحاً"، واضاف "ان عدد الموالين للنظام السابق يقل ولدينا مزيد من المعلومات في شأنهم". ورافق هذه التطورات اطلاق عملية تدريب الوحدات الأولى من الجيش العراقي الجديد والذي سيجري داخل معسكرات انشئت قرب مدينة كركوك الشمالية. وغادرت العاصمة العراقية الدفعة الأولى من الذين قبلوا في هذه الوحدات التي ستضم، وفق البرنامج المقرر، أكثر من عشرة آلاف مقاتل. وقالت مصادر عسكرية ل"الحياة" ان عدداً كبيراً من الذين قبلوا كانوا سابقاً يعملون ضمن تشكيلات الجيش العراقي المسرّح ولكن جرى التأكد من عدم ولائهم للنظام السابق أو قيامهم بأعمال مناهضة لحقوق الانسان. كما ان بعضهم ممن تعرضوا للاضطهاد والملاحقة أو اضطروا للهروب بسبب مواقفهم المعارضة.