فيما اكدت وسائل الاعلام العبرية مجدداً ان اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لم يسفر عن اي توافق او تفاهم على اي من المسائل التي طُرحت على بساط البحث لوّح الفلسطينيون بإقامة لجنة مشتركة فلسطينية اسرائيلية لشؤون الاسرى ك"إنجاز" بعث على تفاؤل وزير شؤون الاسرى هشام عبدالرازق بأن تمنح اسرائيل الفلسطينيين حق وضع المواصفات والمعايير للاسرى الذين سيفرج عنهم في وقت أعلنت تل ابيب ان اللجنة الوزارية الخاصة التي شكلتها الحكومة الاسرائيلية لهذا الغرض هي وحدها المخوّلة البت في لائحة اسماء الاسرى. اعلن وزير شؤون الاسرى الفلسطيني هشام عبدالرازق انه سيلتقي رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي شاباك آفي ديختر في غضون 48 ساعة لمناقشة موضوع الاسرى "الذي نوليه الاهمية القصوى" وقال للاذاعة العبرية امس ان الفلسطينيين اصروا على رفض ان تكون المرجعية في ملف الاسرى للحكومة الاسرائيلية وحدها انما لجنة مشتركة تضع المواصفات للافراج عن الدفعة الاولى من الاسرى على ان يتم اطلاق جميع الاسرى في اطار الحل الدائم ووفقاً لجدول زمني واضح. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن الفلسطينيين خيبة املهم من لقاء شارون ابو مازن وقولهم ان اسرائيل لم تعط شيئاً في مقابل اعلان الفصائل الفلسطينية الهدنة و"مرة اخرى اغدقونا بالوعود والكلام الجميل لكننا خرجنا من الاجتماع من دون شيء" من جهتها كتبت صحيفة "معاريف" ان قريبين من رئيس الحكومة الفلسطينية يحذرون اسرائيل من ان عودة ابو مازن من لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش خالي الوفاض، وتحديداً في قضية الاسرى ستعيد الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مكانته وتعزّز قوة فصائل المعارضة في الشارع الفلسطيني. اضافت الصحيفة ان بو مازن سيطالب مضيفه بممارسة نفوذه لدى حليفه شارون لابداء مرونة في ملف الاسرى كما سيطالبه بهدم الجدار الذي تقيمه اسرائيل داخل اراضي الضفة الغربية "قبل ان يهدم هذا الجدار آمال التقدم في المسار التفاوضي". وفي السياق ذاته، رأى محلل الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" داني روبنشتاين ان جولة ابو مازن الحالية مهمة بل حاسمة "وقد تحدد مصير وقف النار وخريطة الطريق الدولية"، مضيفاً ان ملف الاسرى "وليس اي قضية اخرى" قد يقرر مصير ابو مازن السياسي. ويلفت المعلق الى الفجوة بين مواقف الجانبين من هذا الملف ويكتب انه بينما يتحدث الفلسطينيون عن اطلاق 430 اسيراً يقبعون في السجون الاسرائيلية منذ اكثر من عشر سنوات فضلاً عن 2500 اسير لم يقوموا بعمليات مسلحة، على ان يتم اطلاق سراح آلاف الاسرى الآخرين مع التوقيع على اتفاق الحل الدائم فان اسرائيل تتحدث عن اطلاق 400 أسير فقط. من جهتها، زعمت مصادر قريبة من شارون ان ابو مازن "افتعل ازمة دولية" بحديث مقربيه عن فشل الاجتماع الاخير بهدف استدعاء ضغوط اميركية على تل ابيب لتليين بعض مواقفها المتشددة. وقال نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان لا امل في ان يرضخ الرئيس الاميركي للضغوط الفلسطينية "في مسألة اطلاق سراح المخربين الفلسطينيين" او ان يقبل بأن يملي علينا ما يمكن تفسيره بأنه تنازل في "الحرب على الارهاب" مثل مطالبة اسرائيل برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. لكن اذاعة الجيش الاسرائيلي توقعت ضغوطاً اميركية جدية في مسألة الجدار الفاصل وتحديداً الجدار الذي تنوي سلطات الاحتلال تشييده ليفصل بين الضفة الغربية وغور الاردن او ما يعرف ب"الجدار الشرقي". وأفادت انه بموجب المخططات الاسرائيلية فان الفلسطينيين سيُحاطون بجدار من الغرب وآخر من الشرق "كي تحافظ اسرائيل على غور الاردن تحت سيطرتها". وتابعت ان وفداً فلسطينياً من الاخصائيين زار واشنطن اخيراً واطلع المسؤولين في الادارة الاميركية على مخطط اقامة "الجدار الشرقي". ونقلت الاذاعة عن مسؤول اميركي قوله لها ان مسار الجدار الشرقي "يدخل الفلسطينيين الى سجن كبير محاط بالأسوار، ما يحتم علينا التدخل الفوري لمنع اقامته".