رفض الفرنسي بيار ريشار الحاج عبدالرحمن أمام محكمة الاستئناف في الرباط أن يدافع عنه المحامي الذي عينته المحكمة في نطاق المساعدة القضائية. وأثار موقف المتهم جدلاً قانونياً، إذ اعتبره محامون استفزازاً مهنياً لزميل لهم، لكن أوساطاً قضائية قالت إن تعيين المحامي في إطار المساعدة القضائية يؤخذ فيه رأي نقيب المحامين. واستغرق الجدل على هذه القضية بعض الوقت قبل أن تقرر المحكمة إرجاء البدء في مناقشة الملفات التي تشمل ريشار، وهو أول أجنبي معتقل في إطار هجمات الدار البيضاء، وأكثر من ثلاثين آخرين، إلى 29 الشهر الجاري، في ضوء طلب محامين منحهم مهلة للاطلاع على الملفات وإعداد الدفوعات. وكانت محكمة في الرباط برأت متهماً فرنسياً آخر اسمه بيار بيكار، على أساس جهله القانون المغربي الذي يفرض اخبار السلطات بالأعمال المنافية للقانون، في حين أن محكمة في فاس قضت على المتهم البريطاني بيري جنسن بالسجن أربعة أشهر ليس ابتهمة التورط في الإرهاب، بل لزواجه من مغربيتين عرفياً. وكان ريشار قدم إلى المغرب إثر الزواج من مغربية أقام معها بعض الوقت في فرنسا بعدما اعتنق الإسلام. وكان يشاهد في أحد مساجد طنجة باستمرار، لكن افادات متهمين جاء فيها أنه "أمير" لجماعة متطرفة، وأنه كان يمارس تجارة بيع السيارات للتغطية على أهدافه، كونها تسمح له بالتحرك بحرية. وتردد اسمه للمرة الأولى حين أفاد شهود أنهم رأوا شخصاً ذا ملامح أجنبية يصور بعض الأماكن في الدار البيضاء اثر هجمات 16 أيار مايو الماضي، أدى إلى فتح تحقيق وزّعت السلطات بعيده صور ريشار وآخرين. وورد في محضر جلسة الاستماع أ ف ب الذي نشرت مقاطع منه ان الفرنسي المتحدر من منطقة سانت اتيان والذي اعتنق الاسلام في سن السابعة عشرة، قام برحلات الى تركيا وايران وكذلك باكستان حيث تدرب على استخدام الاسلحة وصنع المتفجرات. وبعد ان قام بحملة تجنيد في المغرب، لا سيما لدى اصوليين على علاقة بحركة "السلفية الجهادية" من اجل تنفيذ عمليات في فرنسا، عدل في نهاية الامر عن هذه المخططات "مدركا ضرورة خوض الجهاد في المغرب". وجاء في المحضر ايضا انه خطط لتنفيذ عمليات ضد الشرطة والعسكريين في منطقة شفشاون بهدف فتح "جبهة" ترمي الى اقامة "دولة اسلامية" مستقلة في شمال المغرب. إلى ذلك، أحالت المحكمة المتهم عبدالوهاب الربّاع على قاضي التحقيق، مع آخرين كانوا اعتقلوا قبل أيام بعدما حاصرت قوات الأمن الربّاع في مكان اختفائه في ضيعة في ضواحي مكناس على بعد حوالى 100 كلم شمال العاصمة الرباط. وكانت السلطات وزعت صورته ضمن مطلوبين بعدما اختفى منذ اكتشاف سرقة أسلحة من ثكنة عسكرية في تازة شمال فاس، يعتقد بأنها كانت تستخدم في أعمال تخريبية.